عرفت عشرات آلاف العائلات في مناطق الزلزال في الجنوب التركي والشمال السوري مشاعر الفقد، سواء كان فقد حبيب أو قريب أو صديق أو جار؛ وبعض العائلات فقدت أعداداً كبيرة من أفرادها، من بينهم أطفال في أعمار مختلفة.
كان بقاء آلاف من جثامين الضحايا تحت الأنقاض لأيام طوال صعباً على الجميع، خصوصاً في الأيام الأولى التي كان البعض يمني النفس فيها بخروج ذويه أحياء من تحت الأنقاض. لكن الغالبية كانوا يتفهمون أسباب التأخير الراجع إلى ضخامة المأساة، وعدم توفر القدرات للتعامل مع آلاف المباني المنهارة في ذات الوقت.
لم يؤد استخراج تلك الجثامين ودفنها إلى نهاية الأحزان، أو تخفيف آلام ذوي الضحايا، بل كانت المقابر شاهدة على نحيب وصرخات أطلقها الرجال والنساء والأطفال على حد سواء، فالمأساة كبلت الجميع، وقضت على أحلام الآلاف.
شهدت المقابر الكثير من القصص التي حكتها العائلات عن الضحايا، جنباً إلى جنب مع الدموع والأدعية والصلوات، كما شهدت غرس أشجار بين صفوف القبور، أو زراعة زهور فوق القبور، وحرصت بعض العائلات على ترك بعض مقتنيات الراحلين عند قبورهم، وخصوصاً لُعب الأطفال.
وخلفت سلسلة الزلازل القوية آلاف الضحايا، وأحدثت أزمات كبيرة في قطاعات عدة من بينها قطاع دفن الموتى، وبينما تكفلت الحكومة التركية بتوفير أماكن الدفن، وقامت بتسهيل الإجراءات، ودفع النفقات، كانت المشكلة أكبر في سورية، حيث تتعدد السلطات، وتكاد تنعدم الخدمات.
(العربي الجديد)