تتعدد مشاكل الازدحام المروري الذي يشمل العالم كله، وتبدأ من شعور الناس بانزعاج كبير نتيجة ضياع ساعات في الشوارع، وكذلك بسبب أصوات أبواق السيارات التي قد تؤدي أيضاً إلى فقدان التركيز، مروراً بالمساهمة في تراجع الاقتصاد باعتباره يُهدر الوقت والجهد ويتلف المركبات ويزيد صرف الوقود، وصولاً إلى التلوّث الناتج عن دخان المركبات والذي يتسبب في أضرار كبيرة لصحة الإنسان والبيئة. وبالطبع تملك الدول المتقدمة قدرات أكبر لإيجاد حلول ناجحة لأزمات المرور، في حين لا تستطيع الدول ذات الاقتصادات الضعيفة تحسين شبكات المرور عبر إقامة جسور مثلًا، أو تطوير وسائل نقل عامة لتقليص اعتماد الناس على مركباتهم الخاصة. وجعل اتباع سياسات عدة وتطبيق حلول عملية عدة الدول المتقدمة تتباهى بمستوى تنظيم السير في الشوارع، وتأثيره في عكس صورة جميلة لبلدانها، وتشجيعه السياح على المجيء إليها كون شوارعها توفر الهدوء والراحة. وبين الحلول التي نجحت الدول المتقدمة في تطبيقها، تجنب تركيز الخدمات في العواصم، وتحسين قطاع النقل العام ومن بينها تنفيذ مشاريع لتسيير قطارات تنقل أعداداً كبيرة من الأشخاص في وقت واحد، كما ساعد إدخال نظام النقل الذكي والتشجيع على ركوب الدراجات والمشي إلى العمل والأسواق التجارية في تخفيف الازدحام المروري.
وارتبطت النجاحات أيضاً بتطبيق قوانين مناسبة ومراقبتها، وزيادة التوعية الشعبية بأهمية التقيّد بها.
(العربي الجديد)