يعيش حزب الشعب الجمهوري في تركيا هذه الأيام أزمة داخلية كبيرة، على إثر مزاعم صدرت من داخل الحزب نفسه، تفيد بلقاء أحد قياديي الحزب سرًّا مع الرئيس رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وتعود فصول الحكاية لنحو أسبوع، عندما بدأ الحديث عن زيارة قيادي في الحزب لم يذكر اسمه لأردوغان، في وقت نفى فيه أردوغان وقيادات حزب العدالة والتنمية عبر عدة تصريحات رسمية، وبشكل قطعي، حصول هذا اللقاء.
ومع تصاعد الموضوع إلى الواجهة في تركيا، طرح حزب الشعب الجمهوري اسم المرشح الرئاسي السابق محرم إنجه، على أنه القيادي الذي التقى مع أردوغان.
وخرج إنجه عن صمته، اليوم الأحد، بعد أن تصاعدت حدة السجال ما بين اتهامات من الشعب الجمهوري ونفي من العدالة والتنمية، ليؤكد أنه لم يحصل أي لقاء من هذا القبيل في أي مكان، معتبراً أنها مؤامرة حيكت للنيل من الحزب ومنه، ومهدداً بالمحاسبة.
وقال إنجه في مؤتمر صحافي عقده في قريته بولاية يالوفا، وليس في مقر الحزب بأنقرة، "منذ الانتخابات المحلية الأخيرة هناك حملة تستهدف محرم إنجه، وقصة اللقاء الأخير قال عنه رئيس الحزب كمال كلجدار أوغلو إنه لم يستغرب وقوعه، وادعى أنها محاولة من العدالة والتنمية لخلط الأوراق، ولكن أردوغان تحدى بالاستقالة في حال إثبات هذا اللقاء، ولكن هل كلجدار أوغلو مستعد لذلك؟".
وأضاف "يجب طرد الخونة من داخل الشعب الجمهوري لأن من يرتب فخاً لإنجه سيرتب فخاً آخر لكلجدار أوغلو مستقبلاً، لا بد من الكشف عن الذين يقفون خلف هذه الرواية، وقد سمعت في 21 من الشهر الجاري من كلجدار أوغلو في إحدى البرامج تأكيده رواية زيارة أحد أعضاء الشعب الجمهوري لأردوغان، واتصلت به وتحدثنا لثماني دقائق أبلغته فيها أن هناك تلفيقاً يدور ويستهدف الحزب، وأنه ليس هذا الشخص، ولا أحد بالحزب يجرؤ على ذلك، ولكن كلجدار أوغلو الذي وعده بالرد عليه لم يتصل به".
وأشار إلى أنه كسياسي وبرلماني سابق ومرشح رئاسي سابق، وخدم في الحزب 40 عاماً، يمكن له أن يلتقي من يشاء، ولكنه يستأذن رئيس الحزب ويعلن عن ذلك قبل القيام به.
ويحتدم الصراع داخل الشعب الجمهوري حول المرشح المستقبلي لرئاسة الجمهورية ما بين إنجه الطامح للترشح مجدداً أمام رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الأمر الذي يهدد بانشقاقات في الحزب قد تربكه في أي انتخابات مقبلة، سواء أكانت مبكرة أم في موعدها الطبيعي.