صرّح الاتحاد العام التونسي للشغل، بعد اجتماع لمكتبه التنفيذي الموسع الخميس، بأنه غير معني في أي حقائب في الحكومة. وشدد المكتب التنفيذي الموسع للمنظمة على أن الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة مدعوة للتسريع في ذلك والانكباب على الاستجابة للاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر اتحاد الشغل أن موقفه ذاك يأتي "إيمانا منه بدوره التعديلي ووظيفته المجتمعية والوطنية باعتباره قوة اقتراح واحتجاج"، وفق ما ورد بالبيان الصادر عقب الاجتماع.
ودعا الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي، في افتتاح الاجتماع، إلى الإسراع بتشكيل الحكومة، نظرا للشلل الذي يشهده العمل الحكومي حاليا، بعدما تقدم رئيس الوزراء ووزير الدفاع بترشحهما للانتخابات الرئاسية، وأثّر ذلك على الأداء الحكومي في المجمل. وأكد الطبوبي أن الاتحاد غير معني بأي حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة.
وحث الاتحاد، في بيان صادر عن مكتبه التنفيذي عقب الاجتماع، الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة، على ضوء نتائج الانتخابات، على "الإسراع في تشكيل الحكومة على قاعدة الكفاءة والجدوى، ووضوح الرؤية، نظرا للظرف الدقيق الذي تمر به البلاد"، وشدد على وجوب إعداد البرامج والحلول التي ستكون مقياس التقييم والمتابعة والمحاسبة.
وبالتوازي مع الدعوات الموجهة لـ"منظمة الشغيلة" لكي تجمع الفرقاء السياسيين على طاولة الحوار، استباقا لأزمة سياسية قد تؤدي إلى حل البرلمان وانتخابات تشريعية جديدة، جدد الاتحاد رفضه القاطع للتدخل قي هذا الشأن، مبينا أن الفرضية الوحيدة التي يمكن في إطارها جمع الرباعي الراعي للحوار الوطني هو وقوع أزمة سياسية تؤثر على سير دواليب الدولة وتعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
وفسّر الأمين العام المساعد للاتحاد محمد علي البوغديري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، موقف "منظمة الشغيلة" بالقول إنها "غير معنية بأي شكل من الأشكال بتشكيل الحكومة وهي مهمة الأحزاب الفائزة، ويقتصر دورها خلال هذه المرحلة على المتابعة، لكنها ستتعامل مع الحكومة المقبلة على قاعدة واضحة وهي مصلحة العاملين بالفكر والساعد، واحترام الاتفاقيات مع الطرف النقابي وصون السيادة الوطنية واستقلال الحوار الوطني".
وشدد البوغديري، في هذا السياق، على أن الاتحاد "لا اعتراض ولا تحفظ لديه على الأسماء المطروحة والمتداولة في ما يتعلق بترؤس الحكومة، بما في ذلك راشد الغنوشي، فاختيار رئيس الحكومة يعود للطرف الفائز بالانتخابات"، مؤكدا أن المكتب التنفيذي لم يتداول في الأسماء ويعتبرها شأنا لا يتدخل فيه.
وفي سياق متصل، لفتت قيادات الاتحاد، خلال الاجتماع، إلى أنها "لن تقف مكتوفة الايدي تجاه الاعتداءات وخطاب التشويه الذي يروج له سياسيون وأنصارهم". وقال الطبوبي في هذا الصدد، إن "كل التصريحات والاتهامات الموجهة باطلا ضد منظمة الشغيلة ستوجه إلى القضاء حتى يقع الكف عن هتك الأعراض والسب والشتم"، على حد تعبيره.