نددت الحكومة اليمنية، اليوم الأربعاء، بتوقيع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، مذكرة تفاهم، مع الحكومة التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، في صنعاء، بشأن إنشاء جسر جوي لنقل المرضى عبر مطار صنعاء الدولي.
وجاء الاعتراض عبر مذكرة رسمية، سلمها المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، أحمد عوض بن مبارك للأمين العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، بشأن المذكرة التي وقعتها غراندي مع وزير الخارجية في الحكومة التابعة للحوثيين، هشام شرف.
وتتضمن المذكرة إنشاء الجسر الطبي، بنقل المرضى الذين يعانون بصورة "حرجة"، على متن رحلات جوية من مطار صنعاء الدولي للعلاج في الخارج، في الوقت الذي يغلق فيها التحالف (السعودية والإمارات)، المطار أمام رحلات الركاب، منذ أكثر من عامين.
وقالت الحكومة اليمنية إنها تعرب "عن قلقها العميق وتدين هذا التصرف التي قامت به منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، وترفض رفضاً قاطعاً هذا الإجراء وتعتبر هذه المذكرة باطلة ولاغية".
وأضافت أن التوقيع على هذه المذكرة، التي احتفلت بها المليشيات (الحوثيون)، يعد اعترافاً رسمياً من الأمم المتحدة.
واعتبرت الرسالة أن التوقيع يناقض مواقف الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، ذات الصلة باليمن، وقالت إنه "سيؤثر سلباً على العلاقات الممتازة" بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة.
وتابعت في خطابها الموجه لمنظمة الصحة "تطلب الحكومة اليمنية منكم إرشاد المنسق المقيم للأمم المتحدة وجميع وكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن بعدم التوقيع على أي اتفاقيات أو مذكرات إلا مع حكومة اليمن الشرعية والمعترف بها دوليًا".
وكانت ليز غراندي، المنسقة الأممية المقيمة في اليمن، وقعت في الـ15 من الشهر الجاري، مذكرة مع الخارجية التابعة للحوثيين بنقل المرضى اعتباراً من 18 سبتمبر/أيلول ولمدة ستة أشهر، وقال التحالف في تصريح سابق، إنه سبق التنسيق حول الجسر الجوي الطبي مع الحكومة.
من جانبها، وفي ظل الجدل حول التوقيع، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الأمم المتحدة تعمل على فتح جسر جوي طبي إنساني للمدنيين اليمنيين الذين يعانون من حالات لا يمكن علاجها في اليمن.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور نيفيو زاغاريا في بيان اطلع "العربي الجديد"، على نسخة منه، أن "الهدف هو مساعدة المرضى الذين يعانون من السرطان والأمراض المزمنة والتشوهات الخلقية لتلقي العلاج الذي يحتاجونه". وإنه "تم الاتفاق على 12 شرطاً. ومن الضروري جداً أن يحصل الأشخاص الذين تنطبق عليهم هذه الشروط على الدعم والرعاية".
وأضاف "المدنيون الذين سيستفيدون من ذلك هم المرضى الذين يعانون من سرطان الدم والمراحل المبكرة من الأورام وسرطان عنق الرحم والغدة الدرقية والمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي ونخاع العظام وزراعة الكلى".
وأغلق التحالف بقيادة السعودية مطار صنعاء الدولي، أمام الرحلات التجارية منذ أغسطس/آب 2016، الأمر الذي فاقم التحديات أمام المسافرين، بما في ذلك المرضى، الذين تتطلب حالاتهم النقل إلى خارج البلاد، على نحو خاص، وتقول وزارة الصحة اليمنية الخاضعة للحوثيين، إن إغلاق المطار تسبب بآلاف الوفيات.