حكمتيار لطالبان: الحرب في أفغانستان لا طائل من ورائها

29 ابريل 2017
+ الخط -



في أول ظهور علني له منذ 2001، أكّد زعيم الحزب الإسلامي، قلب الدين حكمتيار، أن الحرب في أفغانستان لا طائل من ورائها، وهي حرب غير مقدسة لن تأتي للشعب الأفغاني سوى بالويلات، فيما رحّبت الرئاسة الأفغانية، في بيان لها، بعودة حكمتيار، أحد زعماء الجهاد الأفغاني ضد الروس، وأحد المقاومين للقوات الأميركية والدولية في أفغانستان.

وقال حكمتيار، في أول خطاب علني له أمام أنصاره بمدينة مهترلام عاصمة إقليم لغمان شرق البلاد، إنه أمضى حياته كلها في مقاومة الروس وبعدها في مقاومة القوات الأميركية التي دخلت إلى أفغانستان عام 2001، ولكنه أدرك أن الحرب ليست إلا تدميراً للشعب، وأنها لمصلحة دول المنطقة والقوى الدولية، مضيفاً أنه تصالح مع الحكومة الأفغانية، بهدف لمّ شمل الشعب الذي عانى طيلة العقود الماضية.
كذلك ذكر حكمتيار أن الوصول إلى سدة الحكم من خلال السلاح والقوة لن يقبله الشعب، لذا فإن المصالحة والعمل المشترك لأجل تقوية النظام في البلاد، وتشكيل حكومة ترضي جميع الأفغان، هو الخيار الوحيد.
وفي إشارة إلى المصالحة بين الحزب الإسلامي، أحد أكبر الأحزاب المناهضة للوجود الأجنبي في أفغانستان، منذ 2001 وحتى توقيع الاتفاق بينه وبين الحكومة في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، أكّد حكمتيار أن اتفاقية الصلح لم تأت لأجل الحصول على المناصب والمصالح، إنما هي لأجل القضاء على أتون حرب لم تأت للأفغان سوى بالويلات.
وذكر حكمتيار أن الحروب مهما استمرت فإنها لن تحل المعضلة الأفغانية، بل تعقدها أكثر، وأن الحلّ النهائي يكمن في المصالحة الشاملة.
كذلك دعا زعيم الحزب حركة طالبان أفغانستان وجميع الجماعات المسلحة إلى المصالحة بوساطة أفغانية محضة، والتي لن يلعب فيها الأجانب أي دور، على غرار ما حصل بين الحكومة والحزب، مخاطباً مسلّحي الحركة بأن من تقتلونهم هم الأفغان، ودول المنطقة والقوات الدولية لن تضر من وراء قتل الأبرياء من أبناء الشعب.
وأشاد حكمتيار بدور القوات المسلحة الأفغانية التي ساهمت في إتاحة الفرصة للمصالحة والحفاظ على أمن المواطنين، معتبراً المهاجمين عليهم داخل المساجد أعداء البلاد، وذلك في إشارة إلى هجوم طالبان على مسجد داخل قاعدة عسكرية في إقليم بلخ الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى مقتل 140 جندياً وإصابة عشرات آخرين.
بدورها، رحّبت الحكومة الأفغانية بقدوم حكمتيار. وقال مستشار الرئيس الأفغاني في شؤون السياسية، أكرم خبلواك، مخاطباً الاجتماع نفسه، إن اليوم يوم تاريخي، وإن قدوم حكمتيار خطوة نحو الأمام وأساس للمصالحة الشاملة، والتي هي مطلب الحكومة ومطلب كل فرد من أفراد هذا الشعب. وأشار خبلواك إلى أن نجاح المصالحة لم يأت إلا بجهود حثيثة للجهات الأفغانية المشتركة، وهي من أهم ما سعى إليه الرئيس الأفغاني أشرف غني.
كذلك طالب خبلواك حكمتيار وقيادات الحزب بلعب دور للمصالحة بين الحكومة وطالبان.
ورحّبت الرئاسة الأفغانية في بيان لها بقدوم حكمتيار، مؤكدة أن المصالحة بين الحكومة والحزب تؤكّد أن الجهات الأفغانية قادرة على إبرام المصالحة وأن الحكومة لن تألو جهداً في هذا الشأن.