ماذا يحدث إن بدأت رحلتنا للبحث عن السعادة في عالم مليء بالزومبي؟ سؤال يعالجه مسلسل Zom 100: Bucket List of the Dead بأسلوبٍ لا مثيلَ لهُ في عالم مسلسلات الأنمي. أخيراً صدرت الحلقة الثالثة من الموسم الأول، كما صُنّفت حلقته الأولى كأفضل حلقة افتتاحية لهذا الموسم الصيفي الحار. وعلى الرغم من أن المسلسل حصل على مكانةً له بين مسلسلات الأنمي "الثقيلة" كـJujutsu Kaisen، فإن تصنيفه كـ"أفضل أنمي" يبدو تصنيفاً مبالغاً به قليلاً.
يبدأ العرض بأكيرا تيندو وهو يشاهد فيلماً عن الزومبي في الرابعة صباحاً، ويلمس القارئ من المشاهد الأولى أن صحته العقلية غير مستقرة، فالأرق ظاهرٌ على عينيه وغرفته عبارة عن مكبٍ للنفايات. بـ"فلاش باك" سريع، نرى أكيرا (بعدما تخرّج من جامعة جيدة) يقدّم نفسه لزملائه في شركة الإنتاج التي توظف فيها، ويحملُ كالطالب المجتهد كراسة صغيرة ليدوّن عليها الملاحظات الهامة لتنير دربه المهني.
يلتقي بالمحاسبة المثيرة أوتوري، وفي المساء يقضي أمسية لطيفة مع زملاء عمله في المطعم، ويقرر أن يجتهد في عمله ليلفت نظر المحاسبة، ثمّ تنتهي الأمسية ويقف الموظفون جميعاً، وهم يضعون بطاقات العمل، وبعيونهم البائسة كالموتى الأحياء يعودون كل إلى وظيفته. يمضي أكيرا أول ثلاثة أيام من العمل في المكتب من دون استراحة، ويستوعب على مهل أنه يعمل في شركة استغلالية. تدريجياً يتحول العمل المكتبي إلى جحيم أرضي. تمرّ ثلاث سنوات ينسى فيها طموحه وأحلامه وحياته وتتحطم روحه. القصة المقدمة من وجهة نظر أكيرا تستمر بألوان الباهتة ذات بعد أحادي حتى نهاية الـ"فلاش باك".
في صباح أحد الأيام يعثر أكيرا على مالك البناء الذي يقطن فيه وهو يتناول غداءه، وقد صادف أن الوجبة هي مستأجرٌ آخر، وعكس الثلاثة أيام التي مرت على أكيرا ليستوعب أن الشركة التي يعمل فيها استغلالية، احتاج فقط لثلاث دقائق ليستوعب أن العالم تحول إلى عالم زومبي. بينما يركض هارباً من جحافل الموتى الأحياء الذين يلاحقونه يبقى همه الوحيد هو الذهاب إلى العمل، في اللحظة التي يستدرك فيها أنه غير مضطر إلى ذلك يحدث انقلابٌ لونيْ قل مثيله في عالم الأنمي، تعود الألوان الزاهية إلى حياته، والدماء تأخذ ألوانا عدة غير الأحمر، كالأزرق النيوني والفسفوري والبنفسجي...
تُلقي السلسلة التي كتبها هارو أسو وأنتجها استديو بَغ فيلمز نظرة على الجانب المشرق من عالم ما بعد النهاية، ومع كوميدية متوازنة نرى المدينة الرأسمالية بعدما ظهرت على حقيقتها.
من المبكر الحكم على العمل، إذ لا يحوي لغزاً للحل، بل رحلة للعيش (قالب سردي تقليدي). المائة بند في القائمة هي مراحل هذه الرحلة والنجاة ليس هدفها، فيجد البطل أصدقاءه وأعداءه في هذه الرحلة. ستعرض "نتفليكس" مسلسلاً مبنياً على المانغا نفسها، لكن بشخصيات حقيقية. لكن عكس سلسلة Zom 100 لا يبدو العمل الجديد مبشراً، إذ قد بدأ متابعو المانغا والأنمي الأوفياء بانتقاده منذ مدة، فتجربة "نتفليكس" بإعادة انتاج مانغا يابانية كانت كارثية.