"هذا ليس شيئاً نفعله بخفّة أو بشغف"، بهذه العبارة، قدّمت صحيفة "يو إس إي توداي" USA Today الأميركيّة أوّل تأييد رئاسي لها، وذهب للمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، جو بايدن.
في عام 2016، حثّت الصحيفة المقروءة على نطاق واسع، والتي تأسست عام 1982، القراء على عدم التصويت لصالح دونالد ترامب. لكنها لم تؤيد هيلاري كلينتون.
يوم أمس الثلاثاء، كتبت هيئة التحرير أنه قبل أربع سنوات، وصفت المرشح الجمهوري بأنه غير لائق للمنصب لأنه يفتقر إلى "المزاج والمعرفة والثبات والصدق التي تحتاجها أميركا من رؤسائها". وقالت إنها لم تؤيد كلينتون لأنها كانت "مستقطبة".
لكنها أضافت: "هذا العام، تدعم هيئة التحرير بالإجماع انتخاب جو بايدن الذي يوفر للأمة المهزوزة ملاذًا من الهدوء والكفاءة".
وقال رئيس مجلس الإدارة بيل ستيرنبرغ "هذا ليس شيئًا نفعله برفق أو بشغف".
في 2016، فازت كلينتون في التصويت الشعبي بنحو ثلاثة ملايين صوت لكن ترامب فاز بالرئاسة في المجمع الانتخابي. قبل أسبوعين من يوم الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، يُحقق بايدن تقدمًا صحيًا على ترامب في معظم الاستطلاعات الوطنية واستطلاعات الرأي.
للمرة الأولى تدعم "يو إس إيه توداي" مرشحاً رئاسياً صراحةً، بعدما دعت عام 2016 لعدم التصويت لترامب
وقالت "يو إس إيه توداي" إنها كانت تستهدف عددًا قليلاً من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، مضيفةً: "بسبب المرض والمعاناة الاقتصادية والحساب العنصري والكوارث الطبيعية التي يغذيها تغير المناخ، فإن الأمة تخرج عن مسارها بشكل خطير. تحدثنا إلى عشرات الأشخاص في ولايات ميشيغن وأوهايو وويسكونسن التي كانت ساحة معركة ساعدت في دفع ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2016. رفض الكثيرون التعليق، مشيرين إلى اشمئزاز عام من الانتخابات أو الخوف من التحدث علنًا. بينما قال البعض إنهم كانوا أفضل حالًا شخصيًا، وأعرب معظم الراغبين في التحدث أمام الكاميرا عن قلقهم واستيائهم من اتجاه الأمة".
USA TODAY’s Editorial Board is endorsing Joe Biden for president, an extraordinary step for @usatodayopinion, which previously had never endorsed a presidential candidate. https://t.co/Xio705JiXJ
— USA TODAY (@USATODAY) October 20, 2020
وعرضت افتتاحية الصحيفة بعض هذه الآراء، قائلةً "سواء كنت طيارًا أو رئيسًا، فإن أهم جزء في وظيفتك هو إدارة الأزمات. ولكن عند مواجهة حالة طوارئ - كوفيد-19، أكبر تهديد للصحة العامة منذ أكثر من قرن - لم يهبط ترامب بالطائرة بأمان". وكانت هذه إشارة إلى "معجزة على نهر هدسون" في عام 2009، حيث هبط طيار شركة الطيران، تشيسلي "سولي" سولينبرغر، بطائرته على النهر على الجانب الغربي من مدينة نيويورك، لإنقاذ الجميع على متنها، بعد أن فقد السيطرة.
وقالت: "لما يقرب من أربعة عقود، دافعت هيئة التحرير عن قيم أساسية معينة: الحقيقة، والمساءلة، والكياسة في الخطاب العام، ومعارضة العنصرية، والحلول المشتركة لمشاكل الأمة، والدعم الثابت لحقوق التعديل الأول. هذه ليست قضايا حزبية، أو على الأقل لا ينبغي أن تكون كذلك. لقد داس دونالد ترامب على كل من هذه المبادئ، حيث أدلى بأكثر من 20000 تصريح كاذب أو مضلل، وتهرب من المسؤولية عن أفعاله، وألقى تيارات الشتائم على منتقديه، وتاجر في الترويج للخوف العنصري، وحكم كزعيم للولايات الحمراء أكثر من الولايات المتحدة، وهاجم الصحافة الحرة بلا هوادة". وأضافت "كل شيء عن مهنة بايدن السياسية لما يقرب من نصف قرن يشير إلى أنه سيقوم بعمل أفضل بكثير في احترام هذه القيم".
أغلب وسائل الإعلام الأميركية دعمت بايدن حتى الآن
وليست "يو إس إيه توداي" أول صحيفة تكسر صمتها لتؤيد بايدن، إذ كذلك فعلت صحيفة El Nuevo Día واسعة الانتشار في بورتو ريكو قبل أيام. وكانت مجلة "رولينغ ستون" الموسيقية قد أعلنت عن دعمها لبايدن الأسبوع الماضي، بعدما دعمت هيلاري كلينتون عام 2016.
والحقيقة أنّ أغلب وسائل الإعلام الأميركية دعمت بايدن حتى الآن. إذ دعمته "لوس أنجليس تايمز"، و"بوسطن غلوب" و"ذا ريبابليكان" و"شيكاغو تريبيون"، وكذلك فعلت صحيفة "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز". هذا فيما أعلنت "لاس فيغاس ريفيو جورنال" و"سانتا باربرا نيوز برس" و"ذا جويش فويس" فقط دعمها لترامب.