Tokyo revengers: لن يحدث أي شيء مرّتين

22 أكتوبر 2021
لجأ بعض المشاهدين إلى قراءة المانغا لمعرفة ما يخبئه الموسم المقبل (Imdb)
+ الخط -

من النظرة الأولى، قد يبدو مسلسل الأنمي منتقمو طوكيو وكأنه قادم من السبعينيات، إذا ما استبعدنا أساليب الرسم الحديثة؛ فأشكال الشخصيات، وتسريحات الشعر الخاصة بها، وملابسها، لا تنتمي إلى هذا العصر. إلا أنه من إنتاج 2021، وتدور أحداثه بين العقدين الأخيرين!
تبدأ الأحداث في عام 2017، مع بطل الأنمي تاكاميتشي، الذي يعيش حياة مملة وفارغة تماماً. وأثناء مشاهدته للتلفزيون، يسمع بخبر وفاة فتاة وشقيقها، ويتذكر أن هذه الفتاة كانت حبيبته في الثانوية. لاحقاً، يتعرض تاكاميتشي إلى حادث قطار، لكنه يعود بالزمن 12 عاماً إلى الوراء، تحديداً إلى أيام الثانوية التي حنّ إليها. وشيئاً فشيئاً، يدرك أن عليه فعل شيء ليغير المستقبل الذي تموت فيه الفتاة التي يحبها.
في الزمن الذي يعود إليه، يتورط البطل مع عصابات دراجات نارية، كان قد تورط معها بالفعل سابقاً، قبل أن يهرب إلى مدينة أخرى. وأساساً، بمجرد رجوعه، يعود إلى الشكل الخارجي الذي يوحي بأنه فرد من عصابة؛ شعر أشقر مصبوغ وتسريحة غريبة، وبنطال عريض أقرب إلى شروال. هذه الأشكال، رغم انها تعود إلى موضة قديمة جداً، لكنها ما زالت حتى الآن الزي الذي يميز عصابات الدراجات النارية في اليابان، أو مقلديهم، وهي بالفعل عصابات من المراهقين؛ أي أن المسلسل لا يبالغ بأعمار الشخصيات كثيراً.
تنتمي هذه العصابات بالأصل إلى ثقافة تدعى Bōsōzoku. وتعد ثقافة فرعية، تأسست في الخمسينيات على أيدي طياري الكاميكاز العائدين من الحرب العالمية الثانية. ولكي يتمكنوا من التأقلم مع العودة إلى الحياة المدنية، اختاروا التسكع بالدراجات النارية بسرعة خطرة، وأيضاً أنشأوا مجموعات بقيم عسكرية. كما استلهموا من الأفلام الغربية بعض أشكالهم الخارجية، بالإضافة إلى مغامرات السرعة. وبعد فترة، تحولت هذه المجموعات من طيارين سابقين إلى شباب ساخطين على المجتمع، تتراوح أعمارهم بين 17 و20 عاماً، وفي الغالب من الطبقات الفقيرة، والمتسربين من المدارس. الزي الرسمي لهذه العصابات مأخوذ عن زي الطيارين في الحرب العالمية الثانية. بأزياء حربية، وتسريحات شعر غربية، يمكننا أن نميز عصابات الدراجات النارية اليابانية. وينجذب بعض المتابعين إلى هذه الثقافة من الناحية الشكلية على الأقل، إذ يساهم رواجها كثقافة فرعية في خلق قاعدة معجبين لا بأس بها. ولا شكّ أن هذا الشكل كان واحداً من أكثر العناصر جاذبية في مسلسل Tokyo revengers.

بالإضافة إلى الشكل الخارجي؛ فإن لهذه العصابات أخلاقيات معينة يلتزمون بها، لكن عصابة "طوكيو مانجي"، التي سينتمي إليها تاكيميتشي، تنحرف لاحقاً عن هذا الطريق، وتصبح أجرامية، وهو ما يتسبب أخيراً في موت عدّة أشخاص. ومثل أي قصة عودة في الزمن، عليه أن يصحح هذا المسار. من دون آلة زمنية، ولا أي اختراع، يعود تاكاميتشي بمحض الصدفة. ولتفعيل هذه القدرة، عليه أن يصافح شقيق حبيبته ليعود 12 عاماً بالتحديد، والفعل نفسه للعودة إلى المستقبل. أي أنه لا يستطيع إعادة نفس الحدث، فمبجرد عودته إلى زمن الحادث، يمر الزمن نفسه في الماضي ليتطابق التاريخ تماماً، عدا أنه قبل 12 عاماً. لذلك، يختلف Tokyo revengers بهذه النقطة عن بقية أعمال العودة في الزمن.
بسبب هذه الطريقة، ينمو البطل تاكيميتشي "مجدداً" مع كل تجربة يعيشها، فمع كل حل يفشل ولا يمكن تكراره، عليه أن يطور من نفسه ليجد طرقاً أخرى لمنع تحقُّق المستقبل المخيف. وبالطبع أي شخصية تموت في الماضي الذي يعود إليه، لا يمكن تفادي موتها أبداً. ومرة بعد مرة، تتعقد الأمور أكثر، وما أن يقترب من النجاح، تعود النتيجة نفسها للظهور، حتى تتغير في الحلقة الأخيرة إلى الأسوأ، ولا يمكن للمشاهد أن يتخيل كيف سيتم حل الأمور. بعد عرض الحلقة الأخيرة في سبتمبر/أيلول الماضي، لجأ كثير من المتابعين إلى المانغا ليعرفوا ماذا سيحدث، بدلاً من انتظار الموسم التالي.
يبدو أن حل المشكلة الأخيرة بحاجة إلى سحر! ومن الصعب إيجاد أي طريق منطقي، سوى أن ما حدث لم يحدث فعلاً، بل شُبّه لنا!
على كل حال، كان العمل مليئاً بالأمور غير المنطقية التي غطت عليها أحياناً سرعة الأحداث وكثرة الشخصيات. فالمشكلة الأساسية هي غياب أي خلفية للشخصية الرئيسية، نحن لا نعرف من أي بيئة أتى، وكيف هي عائلته، ولماذا بدأ في هذا الطريق في الأصل. ورغم عودته إلى زمن كان فيه طالباً في الثانوية، نحن لا نرى شكل بيته ولا عائلته، على الرغم من أن الكاتب أظهر لنا خلفية شخصية أخرى. الشخصيات عموماً تفتقر إلى العمق والخلفية، وليست سوى شكل خارجي مميز، وبعض الصفات العامة والدوافع. بالإضافة إلى أن التأثر العاطفي سطحي بعض الشيء؛ إذ لا يبدو البطل، على الأقل، قد تأثر بشكل كبير بالمشاهد الفظيعة التي رآها أكثر من مرة، فسوى الحزن والرغبة في التغيير، لا يوجد شيء آخر.
العيب الثاني، كان في فكرة العودة في الزمن نفسها؛ فهذه القدرة بدت وكأنها ظهرت من العدم، ولا أحد يعرف متى ولماذا تعمل بهذه الطريقة فقط؟ علينا أن نسلّم فقط بأنها قدرة إلهية ما، أراد بها إضافة معنى لحياة فارغة لشخص ما.

لايف ستايل
التحديثات الحية

ومع هذه العيوب، تمكن الأنمي من الوصول إلى قمة موسم ربيع 2021 بعد to your eternity، والموسم الخامس من My Hero Academia، وساهم في ذلك عنصر التشويق الحاضر بشكل كبير، وجاذبية الشخصيات المتمردة من عصابات الدراجات النارية وما يرافقها من إثارة.

المساهمون