أشعلت بعض برامج LBCI مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين، وتلقّت انتقادات لاذعة ضدّ برامج "التاريخ يشهد" الذي ينقل توقعات المنجّمة ليلى عبد اللطيف و"حكي جالس" لجو معلوف و"المتّهم" لرجا ورودولف، الذي غادرته مايا دياب بسبب قسوة الأسئلة.
وتعيش المؤسسة اللبنانية للإرسال حالاً من التخبّط الواضح بعد سلسلة أزمات تعرّضت لها في السنوات الأخيرة، منها فصل المحطة الفضائية عن الأرضية إلى إدارة Rotana، وأزمة موظفي شركة PAC الذين طردوا تعسفياً ولم ينالوا حقوقهم الماديّة حتى الساعة.
وربما انعكس هذا التخبّط الإداري على مستوى البرامج، التي تعاني الهبوط، إلى ما يعتبره بعض القيّمين مادّة سجال جماهيري ترفع نسب المشاهدة لتضع المحطّة في رأس الإحصاءات.
هذا ما يبحث عنه رئيس مجلس إدارة المحطة، بيار الضاهر، الذي يحارب على أكثر من جبهة، منها وأهمّها حربه ضدّ حزب "القوّات اللبنانية" التي تطالبه عبر القضاء اللبناني باسترداد المؤسسة. وإلى أن يفصل القضاء في هذا النزاع بشكل نهائي، كان لا بد أن تماشي LBC القنوات المحلية الأخرى، في الأخبار والبرامج الترفيهية، فكانت الشراكة بينها وبين mbc السعودية بعد حربها مع Rotana التي يملكها الوليد بن طلال. ما درّ عليها عائدات مالية كبيرة من برامج المواهب. وفي نشرة أخبارها المحلية دخلت في لعبة "المشاهدة" ونزلت عن عرش "السنوب" وتخلّت عن وسطيّتها.
الوجبة الدسمة التي تحاول LBC الإيحاء من خلالها أنّها على رأس صناعة الترفيه هي برامج استوردتها من محطّات كانت تقلّ عنها أهمية، باتت مكشوفة ولم تعد تقنع جمهورها الوفيّ، ولا حتى العادي، بدليل أنّ نسبة النقد الذي تواجهه هذه البرامج تفوق نجاحها.
الغريب اعتقاد الضاهر أنّ التفاعل، وإن كان مسيئاً إلى LBC وتاريخها، هو نوع من النجاح! وذلك دون العودة إلى قاعدة النجاح الأساسية وقيمها الأخلاقية والإنسانية، ما فتح الباب أمام مزيد من الإسفاف والابتعاد عن الشفافية المطلوبة في ظلّ انفتاح تكنولوجي خطير بات يكشف بسرعة "الإنترنت" ومواقع التواصل كلّ هفوة أو زلة لسان تخرج إلى الهواء دون رقابة، وإن ذاتية.
هكذا تخرج LBC بين حين وآخر لتغيّر من نمطها التقليدي تحت شعار "المنافسة"، وتهرول نحو الكسب السريع، في المنافسة والنوعية والمال.