Jujutsu Kaisen: مرض المؤلّف واللعب بأعصاب الجمهور

21 يونيو 2024
يواجه مؤلفو المانغا ضغوطاً كبيرة للعمل بسرعة بين التأليف والرسم (IMDb)
+ الخط -
اظهر الملخص
- صعود Jujutsu Kaisen الملحوظ منذ 2019، مع تصدر المبيعات ونجاح فيلم الفصل صفر، ومواجهة تحديات في الموسم الثاني بسبب ردود فعل مختلطة وتهديدات للمانغاكا جيجي أكوتامي، مما أثر على مبيعات المانغا.
- تطور القصة والشخصيات بشكل جذب الجمهور، مع استكشاف ماضي الشخصيات وتقديم حبكة معقدة، لكن آرك شيبويا أدى إلى تغييرات جذرية وموت شخصيات رئيسية، مما أثار حيرة وغضب الجمهور.
- جدل حول تطورات القصة وضغوطات على المانغاكا جيجي أكوتامي، مما أدى إلى توقف مؤقت بسبب المرض وتفاعلات متباينة من الجمهور، مسلطًا الضوء على الضغوط الكبيرة التي يواجهها مؤلفو المانغا.

صنع Jujutsu Kaisen اسماً لامعاً في عالم المانغا والأنمي لا يمكن تجاهله منذ صدور المانغا عام 2019، ونسخة الأنمي عام 2020 وحتى الموسم الثاني الذي ظهر في نهايات 2023. وبينهما حصل الفصل صفر من المانغا على فيلم حقق إيرادات تجاوزت 58.36 مليون دولار أميركي في اليابان وحدها.

تصدّرت المانغا المبيعات عام 2020 بالترافق مع ظهور نسخة الأنمي، وذلك بفضل التشويق الكبير في القصة التي لا يمكن معها انتظار الموسم الثاني بسهولة. بعد الموسم الثاني من Jujutsu Kaisen، حصل الأمر نفسه، إلا أن المعجبين شعروا بخيبة كبيرة وغضب من تقدم القصة. وصل الغضب إلى تلقي المانغاكا جيجي تهديدات بالقتل، ولحسن حظه أن هويته مجهولة لأن غضب المعجبين يكبر يوماً بعد يوم من أحداث المانغا الأخيرة.أما مبيعات المانغا فقد انخفضت بنسبة قليلة لتخسر موقعها في المركز  الأول لصالح مانغا Chainsaw Man في بداية يونيو/ حزيران الحالي.

Jujutsu Kaisen نحو حبكة أكثر دموية

بدأت القصة بتسلسل منطقي، إذ تضمنت تعريفاً عن الشخصيات بشكل مناسب، مع أجواء قتالية ومرعبة جنباً إلى جنب، إضافة إلى المرح الذي يتميز به هذا النوع من أعمال الأنمي، مثل ناروتو وبليتش. Jujutsu Kaisen كان سلسلة مناسبة لعشاق هذا النوع من الأعمال، خصوصاً أن الشخصيات الرئيسية قريبة من أبطال ناروتو. هذا التشابه أثار بعض الانتقادات والسخرية، لكنه في الوقت نفسه قرّب المعجبين الباحثين عن أنمي جديد يشبه ما أحبوه.

في الموسم الثاني، ظهر ماضي بعض الشخصيات الرئيسية. أعطت هذه العودة مساحة كبيرة للشخصيات المساعدة، وأساساً متيناً للحبكة. بعد فصول الماضي، بدأ آرك شيبويا الدموي والسريع جداً. آرك شيبويا كان مختلفاً عن الموسم الأول. الأحداث فيه أسرع وأكثر دموية، كما شهدنا موت أكثر من شخصية، أحدها نانامي الذي كان موته متوقعاً، والثانية هي نوبارا، وهي شخصية رئيسية سبب موتها صدمة للجمهور، مع أن الكاتب أعطى بعض الأمل في إمكانية عودتها. في الحلقات الأخيرة، تعقّدت الحبكة والقوى التي لم تكن مفهومة جيداً من الأساس، وكان من المتوقع أن تتوضح أكثر لاحقاً. واجه الجمهور مشكلة في فهم الحلقة الأخيرة وما حدث فيها لكثرة التفاصيل، لكن ما كان واضحاً هو أن القادم أكثر دموية، وما شهدناه في البداية من مرح وأجواء مدرسية لطيفة لم يعد ممكناً.

قتل الشخصيات وحبكة سريعة

لم يظهر الموسم الثالث من Jujutsu Kaisen بعد، إلا أن أخبار المانغا اشتهرت بسرعة على موقع التواصل الاجتماعي، وعرف جميع المعجبين تقريباً بالتغييرات الحاصلة فيها.

أدى مقتل الشخصية الأعلى شعبية، والتي من المفترض أنها الأقوى في المانغا، إلى صدمة كبيرة لدى القرّاء، معتبرين أن قتل الشخصيات بهذه السرعة استهتار من الكاتب وعدم احترام لمشاعر الجمهور. موت الشخصيات في مانغا الشونين ليس أمراً جديداً، ويحدث في عدد كبير منها، على رأسها ناروتو، لكن الفرق أن Jujutsu Kaisen تمشي بإيقاع سريع جداً لا يتوافق مع هذا النوع من الأنمي ولا يتوافق مع فصوله الأولى. يبدو أن الشخصيات المقتولة مجرد أوراق تم التخلي عنها من دون إعطائها حقها.

يرى بعض المدافعين أن هذه الميتات الكثيرة منطقية في خضم حرب هائلة ومرعبة، وأن الغضب آتٍ من جمهور اعتاد الدلال وعدم المنطق، حيث تعيش شخصيات أعمال الشونين الطويلة بسعادة بعد أكثر من 200 حلقة. وعلى العكس، يرى الجانب الآخر أن المشكلة ليست في مجرد الحزن على شخصيات مفضلة، إنما التحولات المفاجئة السريعة جداً في الحبكة، التي يبدو أن الكاتب جيجي متشوق لإنهائها فقط عبر هذه التصرفات. بعض الشخصيات الميتة تشكّل خيوطاً رئيسية في الحبكة، ومع خروجها من اللعبة تدخل المانغا في فوضى رهيبة.

أيضاً، لم يعط جيجي أي استراحات لشخصياته كما هو معتاد في مثل هذه الأعمال. حتى في نسخة الموسم الثاني من الأنمي، اضطر الاستديو إلى إدخال عشر دقائق من مغامرة يومية بسيطة وكوميدية قبل الدخول في آرك شيبويا كاستراحة. هذه الاستراحات كانت موجودة في الفصول الأولى من المانغا والموسم الأول من الأنمي، واعتاد عليها الجمهور. الآن لا توجد سوى لحظات حالكة ودموية حادة، وهذا بحد ذاته يضعف إمكانية تطور الشخصيات عاطفياً ويبقيها في مكان واحد هو القتال والقوى المتنوعة.

مزيد من خيبات الأمل

مزيد من الجدل يدور بين الجمهور بشأن احتمال عودة إحدى الشخصيات من الموت، ومن غير المؤكد إذا ما كان هذا لإرضاء الجمهور أو أن هذه كانت خطة المؤلف من البداية. قدم الفصل الأخير منعطفاً مثيراً يشير إلى احتمال إعادة إحدى الشخصيات الميتة. بعد كل هذا، قدّم جيجي فصلاً قصيراً مكوناً من سبع صفحات فقط، ثم أعلن عن توقفه لمدة أسبوعين بسبب المرض. ومع تصريحه السابق حول دخول المانغا فصولها الأخيرة، لم يعد لدى المعجبين كثير من الآمال.

ردود الفعل حول المرض الغامض لجيجي أكوتامي تباينت بين أمنيات بالشفاء العاجل أثبتت أن للسلسة قاعدة جماهيرية وفية، وبين ميمز ساخرة من كون مرضه عقاباً على ما فعله بالشخصيات.

في النهاية، يواجه مؤلفو المانغا ضغوطاً كبيرة للعمل بسرعة بين التأليف والرسم، ومع الصعود الكبير لأعمالهم يزيد الضغط أكثر، ويبدو أن جيجي أكوتامي لم يكن مستعداً لكل هذا.

المساهمون