أعطى ChatGPT طوال ساعات من يوم الثلاثاء الماضي أجوبة لا معنى لها عن أسئلة المستخدمين، في حادث رأى فيه الخبراء تذكيراً بأن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي تبقى برامج كمبيوتر لا تفهم اللغة البشرية.
وأفادت شركة أوبن إيه آي الناشئة على موقعها، الأربعاء، بأن البرنامج الذي أطلقته في نهاية عام 2022 عاد للعمل "بشكل طبيعي".
وفي وقت لاحق من بعد الظهر، نشرت الشركة بياناً مقتضباً يشرح الخلل المعلوماتي وراء المشكلة التي حصلت بعد عملية تحديث.
وردّ ChatGPT مثلاً على سؤال لمستخدم يدعى سكوت إيسكريدج (scott.eskridge) على النحو الآتي غير المفهوم: "المال للبت والقائمة هو أحد الغرباء والإنترنت حيث العملة وشخص التكلفة هو أحد الأصدقاء والعملة. في المرة المقبلة التي تنظر فيها إلى النظام والتبادل والواقع، لا تنسَ أن تعطي".
وعلى منتدى المطورين الذين يستخدمون أدوات "أوبن إيه آي"، اشتكى هذا المستخدم الثلاثاء من أن كل محادثاته مع البرنامج "سرعان ما تتحول إلى هراء منذ ثلاث ساعات".
وأحدثت "أوبن إيه آي" ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي عند طرحها برنامج ChatGPT على الإنترنت أواخر العام 2022.
وأثار النجاح الفوري للبرنامج اهتماماً كبيراً بهذه التكنولوجيا المتطورة القادرة على توليد نصوص وأصوات وصور ومقاطع فيديو، عادةً ما تكون ذات جودة مذهلة، بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية.
وبعد ظهر الثلاثاء بتوقيت سان فرانسيسكو، حيث تقع الشركة، أعلنت أنها تحقق في تقارير عن ردود غير متوقعة من ChatGPT.
وبعد دقائق قليلة، أكدت الشركة أنها "حددت المشكلة" وأنها "بصدد حلها".
وبادر عدد من المستخدمين إلى تحميل لقطات شاشة تظهر أجوبة غير منتظمة أو غير مفهومة من البرنامج.
وأفاد مستخدم يُدعى IYAnepo في المنتدى نفسه بأن البرنامج "يُنتج حالات شاذة"، من بينها "توليد كلمات غير موجودة على الإطلاق (...) وتسلسلات من الكلمات الرئيسية الصغيرة غير المفهومة". وأضاف: "قد يخال المرء أنني حددت مثل هذه التعليمات، لكنني لم أفعل. أشعر بأن GTP الخاص بي مسكون".
وأوضحت "أوبن إيه آي"، الأربعاء، أن "عملية تحسين لتجربة المستخدم" أدت "إلى خطأ في الطريقة التي يعالج بها البرنامج اللغة".
وشرحت الشركة أن "النماذج اللغوية تولّد استجابات عن طريق أخذ عينات عشوائية من الكلمات، وتستند جزئياً إلى الاحتمالات"، وأوردت الشركة لاحقاً المزيد من التفاصيل الفنية، معلنةً "حلّ" المشكلة بعد "تثبيت تصحيح".
وتذكّر الحادثة بأن الذكاء الاصطناعي، حتى ولو كان توليدياً، لا يفهم ما "يقوله"، على عكس الانطباع الذي يمكن أن يعطيه خلال "المحادثات" مع المستخدمين.
فعندما ظهرت للمرة الأولى قبل عام، كانت الواجهات على غرار ChatGPT أو البرنامجَين المنافسين لها من "غوغل" و"مايكروسوفت" تميل باستمرار إلى "الهلوسة"، أي اختلاق الوقائع أو حتى محاكاة عواطف.
وأمل خبير الذكاء الاصطناعي غاري ماركوس في أن يُنظر إلى حادثة الثلاثاء على أنها "جرس إنذار".
وكتب في نشرته الإخبارية، الثلاثاء: "لم تكن هذه الأنظمة يوماً مستقرة، ولم يتمكن أحد على الإطلاق من بناء ضمانات أمنية حولها". وشدد على "أهمية" توفير "تقنيات مختلفة تماماً تكون أقل غموضاً وأكثر قابلية للتفسير"، ويمكن "تصحيحها وصيانتها، وتالياً تشغيلها بسهولة أكبر".
(فرانس برس)