أربعة أصدقاء تجاوزوا الأربعين من العمر. أوضاعهم غير مستقرة في العمل والعائلة والحب والجنس. مثل البقية، يجتمعون. يخوضون في شؤونهم الخاصة، ويبثون هموهم لبعضهم بعضاً. تدفعهم الأحداث إلى حضور ندوة تثقيفية عن "تفكيك الفكر الرجولي السام".
لقد اكتشفوا، بعد غفلة العمر، أنهم غير منفتحين كفاية في علاقاتهم مع النساء، ولديهم بعض الأفكار المتحيزة جنسياً. لذلك، بادروا إلى تغيير طريقة تفكيرهم، من أجل تكيّفهم مع الوضع القانوني الجديد الذي وصلت إليه المرأة، كالمساواة في الأجور، وتوليها مناصب قيادية، تكون فيها مسؤولة عن الرجال، الذين تراجعت امتيازاتهم أمام هذا الوضع، واهتزت مكانة ما يعرف بـ ذكور الألفا (Alfa Males)، وهو عنوان المسلسل الكوميدي الإسباني الذي تعرضه "نتفليكس"، من تأليف لاورا كاباييرو وألبرتو كاباييرو ودانييل ديرادور وأراسيلي ألفاريز دي سوتومايور، وبطولة غوركا أوتسكو وفيليه مارتينيز وفيرناندو خيل.
لا يتفق الرجال الأربعة، بيدرو ولويس وراؤول وسانتي، في أنهم بحاجة إلى مثل هذه الدورة، خصوصاً عندما نعلم أن بيدرو (فرناندو جيل) الذي يفتخر بأنه من ذكور الألفا، قد طُرد من عمله لصالح امرأة، نظراً إلى ما قدمه من أعمال "متحيزة جنسياً". تتدهور حالته، فبعد أن كان مديراً تنفيذياً، لديه منزل بستة حمامات، يصبح مساعداً لصديقته المؤثرة دانييلا (ماريا هيرفاس) التي تتولى مهام الصرف على المنزل.
بينما سانتي (غوركا أوتكسووا)، يجد أنه بحاجة إلى فهم النساء أكثر، بعد أن خانته زوجته. هكذا، تبدأ التغييرات تظهر في لغته، ومعاتبة أصدقائه إذا ما تلفّظوا أو وصفوا شيئاً بتحيز. كما أن ابنته المراهقة أليكس (بولا غاليغو)، تساعده على تجاوز أزمته، بإنشاء حساب له على تطبيق تندر. وتخبره بأنه عليه تجاوز عشر نساء، من أجل نسيان والدتها.
بدوره، يناصر صديقهم الثالث لويس (فيل مارتينيز) حضور الدورة التثقيفية، إذ يعاني في حياته الزوجية، بسبب برود علاقته الجنسية مع زوجته. رغم أنهما يلجآن إلى مستشارة نفسية للشؤون الزوجية. إلا أن الأمور لا تنجح. فيتعرض هو الآخر لخيانة زوجته مع مدربها في النادي الرياضي.
يبدو راؤول (راؤول تيجون)، مثل بيدرو، فهو لا يحضر الدورة إلا مضطراً. لكن صدمته كانت عندما عرضت عليه حبيبته لوز (كيرا ميرو) أن يدخلا في علاقة مفتوحة، حتى لا تفتر علاقتهما، ويتأكدان من حبهما. يمثل ذلك صعوبة بالنسبة لراؤول، الذي يقترح الزواج في كل مرة، ويضع شروطه للاستمرار في تلك العلاقة المفتوحة.
يبدو أننا أمام عمل يشبه Sex And The City، في أجواء الصداقة، والثرثرة، واللهو، والصدمات العاطفية، بطابع كوميدي، استهلاكي. ففيه الكثير من التنميط الذي يستهوي الجميع. لذلك، فإن العمل ليس معنياً بإفهام المشاهد كيف وصلت النساء إلى هذه الوضعية القانونية والاجتماعية والقيادية الجديدة، بل اكتفى في بعض الأحيان، بأن يردد على لسان شخصياته النسائية، صيغاً وعبارات جاهزة، وفارغة المحتوى، مثل: المساواة في الأجور، المساواة في العمل.
بالنسبة للخطاب الذكوري في المسلسل، فإنه يبني على معاني مفهوم "ذكور ألفا" كما هي في عالم الطبيعة. بمعنى، أن مفهوم "ذكور ألفا" مفهوم حقيقي إلى حد كبير بين بعض الرئيسيات، بحسب كاثي جاك، عالمة البيئة السلوكية الرئيسية في جامعة تولين التي تدرس سلوك الذكور في القرود الكبوشي.
تشرح كاثي جاك: "يمكنني أن آخذك إلى الغابة في كوستاريكا، وأريك مجموعة من القرود وأقول، حسنا، اختر ذكراً ألفا. ربما لن يستغرق الأمر وقتا طويلاً لمعرفة ذلك". فالذكر الذي "يأكل أولا، والذي يتحرك الآخرون بعيدا عن الطريق من أجله، والذي يستلقي للاستمالة ويقترب منه الآخرون على الفور لإنجاز التنظيف - قد تكون هذه كلها علامات ذكر ألفا".
وفي بعض الأنواع، تتجلى الهيمنة مع التغيرات البيولوجية أيضا. وعادةً ما تنمو "ذكور ألفا الكبوشيين" لتكون الأكبر في المجموعة، وبمجرد أن يصبح "ذكر ماندريل ألفا"، على سبيل المثال، ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون وتنمو خصيتيه بشكل أكبر. وفعلياً، هذا ما يتمحور المسلسل حوله، بطريقة رمزية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
