4 عناوين في "أفلامنا": ذاكرة وتاريخ ومغامرات

02 أكتوبر 2023
عمرو بيومي في "رمسيس راح فين؟": سيرة تمثال وذاكرة وتاريخ (الملف الصحافي)
+ الخط -

4 أفلامٍ عربية تعرضها المنصّة اللبنانية "أفلامنا" (أفلامنا.أونلاين Aflamuna.Online) في أكتوبر/تشرين الأول 2023:

يستعين المصري عمرو بيومي بتمثال رمسيس الثاني، ليحاور ذاكرةً وتاريخاً وراهناً، وليقرأ مسارات وأقداراً، بدءًا من ذاته وذكرياته، وعلاقته بوالده تحديداً. في "رمسيس راح فين؟" (2019)، يمزجُ عمقَ الذاتيّ برحابة العام، في متتالياتٍ بصرية، تستعين بأرشيفٍ ثريّ من صُوَر ورسوم وأشرطة، ويرتكز على تصوير لحظات آنيّة، توغل في حميمية الذات الفردية لبيومي، كامتدادٍ لسيرة تمثال وذاكرة وتاريخ. يجعل بيومي "تمثاله" مناخاً وحالة ووقائع. بصوتٍ ذي نبرة هادئة وسلسة، يُروَى ما يُضيف إلى صُوَره، ويقال ما يُساهِم في تفكيك سيرة وماضٍ. فالتفكيك دعوة إلى مُصالحة بعد تعرية واغتسال، والإضافة جزءٌ من لعبة أزمنة وأمكنة، يتداخل بعضها بالبعض الآخر، في توليفٍ (أسامة الورداني) يُشكِّل عصب الفيلم وبناءه الدرامي والحكائي. التداخل بين أزمنة وأمكنة مرادفٌ لتداخلٍ بين ذات عمرو بيومي وعلاقته بأبيه ومحيطه وبيئته، مُشاهداً وشاهداً على تبدّلات جذرية في مسار عام، كما في مساره هو، المنتقل به من مراهقة إلى شبابٍ (بيومي مولود عام 1961).

في "الجنة تحت أقدامي" (2020)، توثّق الفلسطينية الأردنية ساندرا ماضي حكاية واحدة بألسنة 3 شخصيات نسائية أساسية. حكاية ظلمٍ يُصيب أمّاً مُطلّقة، تُمنع من حضانة ابنها بعد طلاقها. قوانين دينية لدى الطائفة الشيعية في لبنان غير معنيّة بأمٍ وابنها، فالأحكام تصدر لصالح الأب. تحديد الطائفة الشيعية يَرِدُ في تقديم الوثائقي الجديد هذا، إذْ تقول الراوية إنّ النساء المختارات ينتمين إلى هذه الطائفة، "التي تكثر الشكاوى من محاكمها الدينية، ويرتفع صوت النساء من أروقة هذه المحاكم عالياً"، مع تنبيهها إلى أنّ الصوت يعلو، لكنْ "من دون جدوى في التغيير".

القصص تُختَزل بمسألة منع المرأة من حضانة ابنها. المعاناة التي تعيشها النساء، بسبب هذه المسألة، متشابهة، لكنّ أحداثاً وتفاصيل ومسالك تشي باختلافٍ، يتّضح في كيفية تعامل المرأة مع المسألة: السفر إلى ألمانيا (منطقة "بومهولدر") لفضح تزويرٍ يُجريه طليقها ليتمكّن من إدخال ابنهما إلى ذاك البلد بعيداً عن أمّه؛ إصرارٌ على عدم تنفيذ المفروض عليها، للاحتفاظ بابنها رغم إدخالها السجن؛ قهرٌ وألم وتمزّق، وعجزٌ عن تنفيذ قرار قضائي، بإتاحة وقتٍ للأمّ للقاء ابنها.

في "تانغو الأمل" (1997)، يغوص اللبناني محمد سويد في ذاكرةٍ فردية مفتوحة على تاريخ ومدينة ومشاعر: "رحلة شخصية عاطفية، يزور عبرها المخرجُ الحبّ والسينما وبيروت في الحرب وبعدها"، محاولاً "إعادة بناء البقايا المبعثرة لحياة متعطّشة للشغف". بينما يروي "حكاية الجواهر الثلاث" (1995)، للفلسطيني ميشيل خليفي، تفاصيل سيرة يومية ليوسف المُراهق، الذي يُغرم بفتاة من عمره، والفتاة غجرية ساحرة، ذات شخصية قوية. ليتزوّجها، تشترط عليه البحث عن الجواهر الثلاث المفقودة من عِقْد جدّة أبيها، الذي حمله لها جدّ أبيها من أميركا الجنوبية. هكذا، يُصبح يوسف بطلاً لحكاية عصرية.

المساهمون