من المقرر أن يكون 2022 العام الأهم حتى الآن بالنسبة إلى العالم الافتراضي "ميتافيرس"، إذ تستعد شركات "ميتا"، و"آبل"، و"مايكروسوفت"، و"غوغل"، لإطلاق منتجات جديدة مرتبطة بعالم ما بعد الإنترنت التقليدي الذي نعرفه.
و"ميتافيرس" هو مجموع البرامج والأجهزة التي تسمح للمستخدمين باللعب أو العمل في مساحات افتراضية ثلاثية الأبعاد، أو سحب المعلومات من الإنترنت ودمجها مع العالم الحقيقي في الوقت الفعلي.
ورصدت شبكة CNBC مختلف المشاريع التي عملت وتعمل عليها الشركات العملاقة لتغيير وجه "ميتافيرس"، وهذه أبرزها:
ميتا
لم تكتفِ "فيسبوك" بدخول عالم "ميتافيرس"، بل غيرت اسمها إلى "ميتا" عام 2021، كإشارة إلى تركيزها الكبير على هذا العالم الافتراضي. وتتفوّق "ميتا" على منافسيها بتصنيع أجهزة الواقع الافتراضي وبيعها، إذ مثلت 75 في المائة من مجمل المبيعات في السوق عام 2021. وقد ارتفعت أرقام الشركة كثيراً خلال إجازة عيد الميلاد، حيث كان تطبيق خوذة الواقع الافتراضي "أوكيليس" الأكثر شعبية في متجر تطبيقات "آبل". وتخطط "ميتا" لإطلاق خوذة رأس أخرى للواقع الافتراضي هذا العام تسميها Project Cambria، ستحتوي على أجهزة تجعلها أفضل لـ"الواقع المختلط"، من خلال استخدام الكاميرات لنقل العالم الحقيقي إلى المشاهد. تقول "ميتا" إنّ الخوذة الجديدة ستشمل كذلك تتبع الوجه والعين، ما سيجعل الجهاز أكثر استجابة لأوامر المستخدم.
آبل
لم تؤكد شركة "آبل" قَطّ أنها تعمل على خوذة واقع افتراضي، لكنها كانت تطوّر نماذج أولية منذ سنوات. وتضع "آبل" تركيزها الأساسي على تطوير جيل جديد من الأجهزة. فتأتي أجهزة "آيفون" الأحدث مجهزة بأجهزة استشعار يمكنها قياس مدى بُعد الأشياء. كذلك تحتوي على برنامج يسمح للمطورين بإنشاء تطبيقات تستخدم مستشعرات الأجهزة لرسم خرائط دقيقة للأماكن. كذلك تعمل وحدات البناء التكنولوجية في الشركة على وضع التصاميم الأولية لمنتج جديد، من المتوقع أن يكون خوذة متطورة تمزج بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، ومن المنتظر إطلاقها هذا العام.
غوغل
يعود الفضل بشعبية خوذ الواقع الافتراضي إلى "غوغل" التي كشفت عام 2013 عن نظارات "غوغل غلاس". لم تلقَ التجربة وقتها ترحيباً كبيراً، لكن الشركة لم تستسلم، وها هي تكرّس استثماراتها أساساً في عالم الواقع الافتراضي المعزز، رغم أنها لا تمتلك العديد من المنتجات أو التقنيات المعلنة مثل منافسيها. لكن عام 2020 استحوذت على شركة "نورث" الناشئة التي تعمل على تطوير نظارات خفيفة الوزن للواقع المعزز. وأصبح بالتالي لدى "غوغل" الآن فريق جديد يركز على أنظمة التشغيل للواقع المعزز في "ميتافيرس".
مايكروسوفت
كانت "مايكروسوفت" أول شركة عملاقة تقدم خوذة للواقع المعزز بالكامل في 2016، لكن منتجها الحالي لا يزال بعيداً عن الجهاز الذي يريد أن يرتديه المستهلكون بشكل منتظم. بدلاً من ذلك، ركزت "مايكروسوفت" على بيع الخوذ للشركات التي يمكنها تحمّل سعر 3500 دولار وترغب في معرفة ما إذا كانت التكنولوجيا تجعل عمالها أكثر إنتاجية. والعميل الأكثر شهرة لخوذ "مايكروسوفت"، HoloLens، هو الجيش الأميركي. فازت الشركة بصفقة بقيمة 22 مليار دولار في 2021 لبيع 120 ألف "هولولنس" مخصصة للحكومة حتى يتمكن الجنود من استخدامها، لكن في وقت سابق عاد الجيش الأميركي وأعلن تأجيل بدء اختبار حقل "هولولنس" حتى عام 2022. أثارت "هولولنس" أيضاً اهتمام الشركات الطبية، التي ترغب في معرفة ما إذا كان الواقع المعزز يمكن أن يساعد في تحسين غرف العمليات أو المساعدة في إجراء الجراحات عن بُعد.
وتستثمر "مايكروسوفت" بكثافة في الخدمات السحابية لتكون بمثابة الرابط للعوالم الافتراضية المتوقع طرحها للجمهور في عام 2022.
وفي مارس/آذار، أعلنت الشركة تطبيق Mesh الذي يسمح لصانعي البرامج بإنشاء تطبيقات تسمح للأجهزة المختلفة بمشاركة ذات الواقع الرقمي. هذا التطبيق قريب من مكالمة الفيديو، لكنه يتضمن الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد. وعند انطلاق برامج "ميتافيرس" في 2022، من المتوقعّ أن تدمج "مايكروسوفت" Mesh في تطبيق مؤتمرات الفيديو الخاص بها "تيمز"، ليقدّم خدمة أكثر تكاملاً وجذباً لمستخدمي الواقع المعزز.