2022 عام الدراما العربية المفصلي

05 ديسمبر 2021
"عشرين عشرين" من أكثر المسلسلات المشتركة مشاهدة (فيسبوك)
+ الخط -

من المتوقع أن يشهد عام 2022 تحولات كثيرة على صعيد الإنتاج العربي، وذلك بعد امتحان كبير تعرضت له شركات الإنتاج العربيَّة منذ سنتين، بفعل أزمات كثيرة، منها الحرب في بعض الدول العربية، والإقفال بعد انتشار فيروس كورونا، إلى الوضع الاقتصادي عموماً. لكن ذلك لا يخفي الحماسة عند المنتجين والدعم الخليجي الواضح لهذه الصناعة التي تحولت إلى مطلب جماهيري يسعى للمزيد من الربح، والهرب من الواقع الحقيقي نحو عوالم الترفيه.

لم يخرج الإنتاج العربي من تداعيات عام 2020، واجتياح فيروس كورونا العالم، وصولاً إلى المتحور الجديد اليوم. لكن حال كل التحديّات، قدم المنتج العربي مزيداً من الأعمال التي حولت المشهد إلى ساحة مبارزة وعروض طوال أشهر السنة.

لم تقف معظم شركات الإنتاج العربية أمام "درس" كورونا القاسي 2020. على العكس تماماً، منذ الأشهر الأخيرة من السنة نفسها، عززت هذه الشركات حضورها، وحصّنت نفسها لأي طارئ بإمكانه عرقلة عملها. وتخطت الأعمال الدرامية عام 2021 التوقعات، وبدأت ترسم أفقاً جديداً يتمثل بالمنافسة الشديدة في ما يُعرَف بالإنتاجات القصيرة.

أكثر من 16 مسلسلاً قصيراً صورت ما بين بيروت ودمشق والقاهرة في عام واحد، منها ما عُرِض، ومنها ما ينتظر الانتهاء من التصوير والمونتاج للعرض. ورغم بعض الموضوعات والسيناريوهات الممجوجة التي عُرضت، يُمكن الاعتراف بأن هذه الإنتاجات أصبحت أكثر خبرة ونضجاً، وخصوصاً لناحية الإخراج. وجاءت استعانة المنتجين بمجموعة من المخرجين الجدد مثمرة وفعالية، وخصوصاً من جهة الرؤية والتفاصيل في الإنتاج والتنفيذ، وحصنت هذه الجبهة في لبنان تحديداً.

على الرغم من التحديات الاقتصادية، حقق لبنان عام 2021 حضوراً كبيراً في تنفيذ وتصوير وإعداد مجموعة من أهم الأعمال الدرامية العربية. وحرصت شركات الإنتاج على تنشيط هذا القطاع بطريقة تغلَّبت فيها عن الصعاب، وحققت أعلى نسبة إنتاجات عرضت على الشاشات والمنصّات.

سينما ودراما
التحديثات الحية

التقدم الملحوظ ظهر واضحاً لدى مجموعة من المخرجين اللبنانيين الذين عرفوا لسنوات بمخرجي الأغاني المصورة (الفيديو كليب)، وبرعوا في نقل صورة مغايرة من أماكن التصوير واستخدام التقنيات وتحريك الممثلين، وغيرها من الأمور المشروطة في المسلسلات القصيرة أو دراما المنصات، التي تعتمد غالباً على "الـ"أكشن" ولغز الجرائم.

لن تبتعد خريطة 2021 عن اكتشاف مجموعة جديدة من الكتّاب الذين وفروا مناخات جديدة في الدراما المشتركة بدت أكثر توازناً منذ سنوات، وخصوصاً لجهة الحوارات عند مجموعة ممثلين من جنسيات مختلفة اجتمعوا في مسلسل واحد، وهذا ما زاد من واقعية العروض وصدقيَّتها. ربما كانت الدراما العربيَّة تحتاج للمزيد من المسؤولية، وإلغاء مشكلة "المحسوبيات"، وخصوصاً في بعض الشركات اللبنانيَّة التي أصبحت ملاذاً للعمل على الصعيد العربي، وتحوَّلت إلى قوّة تنافسيّة في التنفيذ والإنتاج في العالم العربي، وتدخل السنة المقبلة في تحدٍّ مفصلّي آخر يسهم إلى حد كبير في تعزيز هذه الصناعة وتنشيطها.

المساهمون