في تقريرٍ، أخيراً، لوكالة "رويترز"، يُذكر أنّ العميل 007، الأشهر في السينما، "غير قادرٍ على إنقاذ عامٍ كئيبٍ في هوليوود، كعام 2020". فمغامرته الجديدة، المعنونة بـ"لا وقت للموت"، للمخرج كاري جوجي فوكوناغا، "أحدث الأفلام المنتظرة التي يتقرّر تأجيل عرضها إلى العام المقبل، في وقت تسعى فيه صناعة السينما، سعياً حثيثاً، إلى العودة إلى رواجها، في ظلّ وباء كورونا المستجدّ". تأجيلُ عرض الحلقة الأخيرة من سلسلة أفلام جيمس بوند يعني أنّ "المرأة الخارقة 1984" لباتي جنكينز ـ الذي يحتفظ، إلى الآن على الأقلّ، بموعد إطلاق عروضه التجارية الدولية، في 25 ديسمبر/ كانون الأول المقبل في الولايات المتحدّة الأميركية وكندا ـ كيبيك، ثم في 30 منه في فرنسا ـ "أحد الأفلام ذات الإنتاجات الضخمة التي لا تزال حاضرة في قائمة العرض التجاري في العام الجاري"، علماً أنّ عدد هذه الأفلام "قليلٌ للغاية". أما ميزانية إنتاج النسخة الجديدة من "المرأة الخارقة" فيبلغ 200 مليون دولار أميركي ("ويكيبيديا" الفرنسية).
أبرز فيلمين من الأفلام ذات الميزانيات الضخمة، المؤجّل عرضها إلى العام المقبل، هما "الأرملة السوداء" لكايت شورتلاند (إنتاج "مارفل")، الذي يُفترض بعروضه التجارية الدولية أنْ تبدأ في 7 مايو/ أيار 2021، والذي تتراوح ميزانية إنتاجه بين 150 و200 مليون دولار أميركي، وفقاً لمقالة سارة وايتن (الموقع الإلكتروني لـCNBC، 29 إبريل/ نيسان 2020)؛ والجزء الجديد من "توب غان" لجوزف كوزينسكي، المُحدَّد موعد إطلاق عروضه التجارية في 2 يوليو/ تموز 2021 في الولايات المتحدّة الأميركية، و14 يوليو/ تموز 2021 في فرنسا، والذي تبلغ ميزانية إنتاجه 140 مليون دولار أميركي، وفقاً لـ"لجنة كاليفورنيا للأفلام" (19 يوليو/ تموز 2019). الموعد الأول يأتي قبل يومين من العيد الوطني للولايات المتحدّة (4 يوليو)، والموعد الثاني يتزامن واحتفال فرنسا بعيدها الوطني.
يستعيد تقرير "رويترز" مراحل تأجيل "لا وقت للموت"، إنتاج شركتي "أم. جي. أم." و"يونيفرسال" (التابعة لـ"مؤسّسة كومكاست كورب"). فأول موعدٍ لإطلاق عروضه حاصلٌ في 8 إبريل/ نيسان 2020، علماً أنّ "جمعية موزّعي الأفلام في المملكة المتحدة" تُحدِّد 3 إبريل/ نيسان موعداً لذلك. لكنّ تفشّي كورونا في العالم يفرض على شركتي "أم جي أم" وEON تأجيل الموعد إلى 12 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في المملكة المتحدّة، و25 الشهر نفسه في الولايات المتحدّة. في النهاية، تقرّر إطلاق عروضه التجارية في الثاني من إبريل/ نيسان 2021. بيانٌ للمنتجين (الشركتان المذكورتان أعلاه، ومايكل ج. ويلسون وباربرا بروكلي) يقول إنّ التأجيل حاصلٌ كي يتسنّى لجمهور الصالات في العالم كلّه مُشاهدته فيها".
يأتي هذا القرار "في أعقاب جهود مخيّبة للآمال لإعادة الأميركيين إلى صالات السينما، بعد أنّ أدّى الوباء إلى إغلاقها في العالم، بدءاً من مارس/ آذار الماضي"، علماً أنّ صالات العرض في نيويورك ولوس أنجليس لا تزال مغلقة، وهاتان المدينتان تُعتبران أكبر سوق سينمائية في الولايات المتحدّة الأميركية، في مجال العروض التجارية تحديداً.
تُعدّ أفلام جيمس بوند إحدى أكثر السلاسل السينمائية "ربحيّة في العالم"، إذْ بلغت الإيرادات الدولية لـSpectre لسام مانديس، المُنجز عام 2015، "رقماً كبيراً" حينها، يتمثّل بـ880 مليوناً و674 ألفاً و609 دولارات أميركية، مقابل ميزانية إنتاج تساوي 245 مليون دولار أميركي؛ وذلك بعد تحقيق Skyfall لمانديس أيضاً (2012) إيرادات دولية تبلغ ملياراً و108 ملايين و561 ألفاً و13 دولاراً أميركياً، مقابل ميزانية إنتاج تساوي 200 مليون دولار أميركي فقط. المعروف أنّ دانيال كريغ (1968) سيُنهي علاقته بجيمس بوند في هذا الفيلم تحديداً، الذي تبلغ ميزانية إنتاجه 200 مليون دولار أميركي، علماً أنّ لكريغ 4 أفلام سابقة في السلسلة نفسها، بدءاً من "كازينو رويال" (2006) لمارتن كامبل، ثم "كوانتم أوف سولاس" (2008) لمارك فورستر، وفيلمي مانديس لاحقاً.
يُذكر أنّ كريغ ثاني ممثل إنكليزي يؤدّي هذه الشخصية بعد روجر مور (1927 ـ 2017)، وسادس ممثل في تاريخ العميل 007، بعد الاسكتلنديّ شون كونري (1930) والأسترالي جورج لازنبي (1939) ومور والبريطاني تيموتي دالتن (1946) والإيرلندي الأميركي بيرس بروسنان (1953). بهذا، يتّضح أنّ الجميع، باستثناء لازنبي، ينتمون إلى إحدى "الجزر البريطانية العظمى"، المُنجِبة لجيمس بوند بفضل إيان فليمنغ (1908 ـ 1964)، العميل البريطاني المتحوّل إلى الكتابة الروائية الجاسوسية، في أول رواية لهما (فليمنغ وبوند) بعنوان "كازينو رويال" (1953).