أطلقت ناشطات يمنيات حملة على مواقع التواصل لنشر صور لهن بالأزياء الشعبية التقليدية، التي تعكس الهوية اليمنية القديمة واللباس الخاص بالجدّات، في عدد من المدن، أبرزها صنعاء وتعز.
وشاركت في الحملة العشرات من الناشطات اليمنيات والصحافيات والعاملات في المجال التلفزيوني المحلي، بينهم المذيعة اليمنية في قناة "بلقيس" أفنان توركر، التي قالت لـ"العربي الجديد" إن هذه الحملة تأتي كنوع من الرد على الحملات التي أطلقتها جماعة الحوثي.
وأفادت توركر بأن جماعة الحوثي ضاعفت خلال الفترات الأخيرة حملات التضييق على الشعب وإشغاله بسفاسف الأمور، خاصة الشخصية منها، وأصدرت قيادتها أوامر للنساء بلبس العبايات السوداء ومنع العبايات الملونة، وبعض الشروط الأخرى للعبايات التي تباع في المحال.
وتضيف تورك: "مقابل ذلك، بادرت الناشطات في مناطق سيطرة المليشيا وخارجها، الرافضات مثل هذه الأساليب التي تضيق على أبسط حرياتهم الشخصية، بمشاركة صورهن بأزياء شبيهة بالشعبية مليئة بالألوان رداً على الحملة الحوثية الغبية، وقد شاركتهن لأنني واحدة منهن ولو لم أكن داخل اليمن".
ومثل ما فعلت أفنان توركر، شاركت مئات الناشطات النسويات في اليمن في هذه الحملة لتأكيد "انتمائهن للألوان وعدم الاستسلام، وكتعبير عن الرفض لسياسة اللون الواحد، ولا سيما القيود التي تفرضها جماعة الحوثي تحت مسمى الهوية الإيمانية في البلاد خلال سنوات الحرب".
المذيعة في قناة "يمن شباب"، أماني علوان، نشرت صوراً لها أيضاً بالستارة الصنعانية الحمراء، وكتبت: "مع أني أحب اللون الأسود، ولكن ضد حصر المرأة في لون وشكل يُحدد لها… خاصة من ثلة سلالية عنصرية عبثت بكل شي جميل في يمنِنا الكبير".
ونشرت جهاد محمد صوراً لها وهي ترتدي اللباس التعزي والصنعاني، وكتبت "هذا لبسنا وهذه هويتنا، ألوان وأكسسورات ولبس يفتح النفس للحياة".
وتفاعلت ابتهال الكوماني مع الحملة، وغرّدت قائلة: "أرى صوراً تبهج القلب، جمال ورونق وحلاوة، الأسود عمره ما كان لبس اليمنيات ولا كان هوية واحدة منا، هي عادة دخيلة غزت المجتمع اليمني، لا ننتمي لها ولا تنتمي إلينا، وهذا تذكير لتراثنا وهويتنا الأصلية".
ولم يتوقف الأمر عند الفتيات فحسب، بل التحق بالحملة ناشطون يمنيون، بينهم زايد شاكر، الذي كتب في تدوينة له: "في الهوية اليمنية وطن وإيمان وكرامة للجميع، وفي (هويتهم) الإيمانية استتباع غير مقدس لا وطن فيه ولا إيمان ولا كرامة".