"وول ستريت جورنال" تدعو إلى طرد السفير الروسي بعد اعتقال مراسلها

31 مارس 2023
أول قضية من نوعها ضد مراسل أميركي منذ نهاية الحرب الباردة (سوتافيجن/تويتر)
+ الخط -

أكد الكرملين، اليوم الجمعة، أن جميع الصحافيين الأجانب المعتمدين يمكنهم مواصلة العمل في روسيا، وذلك بعد يوم من احتجاز مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، بتهم تجسس وجهها إليه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

وزعم الكرملين أن إيفان غيرشكوفيتش كان يقوم بأعمال تجسس "تحت غطاء" الصحافة. ولم تنشر روسيا أي أدلة تدعم التهم التي نفتها صحيفة وول ستريت جورنال.

وهذه أول قضية من نوعها ضد مراسل أميركي منذ نهاية الحرب الباردة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحافيين، اليوم: "جميع الصحافيين الذين لديهم اعتماد سارٍ هنا، أقصد الصحافيين الأجانب، يمكنهم مواصلة نشاطهم الصحافي، وهم يواصلونه بالفعل في البلاد. لا يواجهون أي قيود، ويعملون بشكل جيد"، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.

وكرر بيسكوف تأكيده أن مراسل الصحيفة الأميركية "ضُبط متلبساً بالجرم"، لكنه رفض الاستطراد في تفاصيل القضية التي أُبقيت سرية حتى على الفريق القانوني للمراسل.

وحث بيسكوف واشنطن أيضاً على عدم الرد بطرد الصحافيين الروس العاملين في الولايات المتحدة.

وقد طلب الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم، من روسيا إطلاق سراح غيرشكوفيتش.

كانت محكمة روسية قد قضت رسمياً، الخميس، بحبس إيفان غيرشكوفيتش بتهمة التجسس لصالح واشنطن. ونقلت دائرة الأمن الصحافي إلى محكمة مقاطعة ليفورتوفو في موسكو لاعتقاله رسمياً. وشوهد في وقت لاحق أثناء اصطحابه من المبنى قبل إبعاده. وذكرت وكالة أنباء إنترفاكس أن المحكمة أمرت باحتجازه حتى 29 مايو/ أيار.

وقال جهاز الأمن الفيدرالي إنه "أوقف الأنشطة غير القانونية"، وإن المراسل كان "يتصرف بناءً على تعليمات أميركية" و"يجمع أسرار الدولة".

ونقلت "بي بي سي" عن محاميه أنه لم يُسمح له بدخول قاعة المحكمة. وذكرت وكالة تاس للأنباء أن الصحافي نفى التهمة، بينما لفتت وكالة أنباء ريا نوفوستي الحكومية الروسية إلى أن المحكمة أُخليت في وقت سابق من الموظفين والزوار بسبب تهديد بوجود قنبلة.

وتناولت مقالة الصحافي الأخيرة في "وول ستريت جورنال" هذا الأسبوع تدهور الاقتصاد الروسي، وكيف كان على الكرملين التعامل مع "النفقات العسكرية المتضخمة"، مع الحفاظ على الإنفاق الاجتماعي. 

إعلام وحريات
التحديثات الحية

من جانبها، عبّرت "وول ستريت جورنال" عن تضامنها مع المراسل وعائلته، وقالت في بيان إنها "تنفي بشدة مزاعم جهاز الأمن الفيدرالي، وتسعى للإفراج الفوري عن مراسلها الموثوق والمخلص إيفان غيرشكوفيتش".

ودعت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم، إلى طرد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة والصحافيين الروس العاملين هناك، رداً على اعتقال مراسلها. وأضافت أن "توقيت الاعتقال يبدو وكأنه استفزاز محسوب، لإحراج الولايات المتحدة وترهيب الصحافة الأجنبية التي لا تزال تعمل في روسيا".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال، الخميس، إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية" بسبب أنباء احتجاز إيفان غيرشكوفيتش، وندّد بالإجراءات الروسية ضد وسائل الإعلام.

كما ذكر البيت الأبيض، في بيان، أن وزارة الخارجية الأميركية على اتصال مباشر بالحكومة الروسية وأسرة المراسل والصحيفة. وأضاف: "لا تزال وزارة الخارجية تنصح المواطنين الأميركيين المقيمين في روسيا أو المسافرين إليها بمغادرتها على الفور".

وتحدث الصحافي الروسي الحائز جائزة نوبل دميتري موراتوف، اليوم، عن قضية إيفان غيرشكوفيتش، معتبراً إياها جزءا من توجه أكبر لجعل الصحافة "مهنة خطيرة" في روسيا. وأمل موراتوف أن تنجح الجهود الدبلوماسية في الإفراج بسرعة عن غيرشكوفيتش، وفقاً لما نقلته "رويترز".

من الجانب الآخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، لـ"رويترز"، إن "الجانب الأميركي طلب من خلال القنوات الدبلوماسية الوصول القنصلي إلى المواطن الأميركي إيفان غيرشكوفيتش"، و"سيُسمح بالوصول القنصلي إليه في الوقت المناسب".

وسبق أن نقل الإعلام الرسمي عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قوله الخميس، إنه من السابق لأوانه الحديث عن تبادل محتمل للسجناء يشمل إيفان غيرشكوفيتش. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ريابكوف قوله إن عمليات تبادل سجناء مثل هذه جرت في السابق بالنسبة لأولئك المُدانين بالفعل، وإنه من الضروري الانتظار لمعرفة تطور تفاصيل قصة غيرشكوفيتش.

المساهمون