وقف مسلسل "الملك"... مواقع التواصل تحتفي والأذرع تنتصر للنظام

05 ابريل 2021
من مسلسل "الملك" (تويتر)
+ الخط -

"إنجاز لمواقع التواصل الاجتماعي أم للدولة؟"، هكذا سار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر ليل أمس الأحد، حول قرار الشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، التابعة للمخابرات المصرية، بوقف مسلسل "الملك" الذي كان مقرراً عرضه في رمضان، ويتناول قصة الملك أحمس طارد الهكسوس، وتعرض لحملة انتقادات واسعة من المغردين، عن الأخطاء في ملابس ولحى الممثلين، بعد عرض الإعلان الترويجي.

قصة المسلسل مأخوذة عن رواية "كفاح طيبة" للكاتب نجيب محفوظ، حول الملك أحمس وتحريره جنوب وشمال مصر وطرد الهكسوس من طيبة. وفي الفيديو الترويجي، ظهر الممثل عمرو يوسف (أحمس) وزملاؤه بلحية طويلة، وملابس لا تناسب زمن الأحداث، وفق ما أشار إليه المعلقون.

ووجهت انتقادات مشابهة للّتي وجهت سابقاً عند انتشار ملصق للمسلسل عبر شبكة الإنترنت، وأشار مغردون إلى أخطاء كبيرة في الديكورات والملابس وتسريحات الشعر وإطلالات أبطال المسلسل، وانتقدوا تحديداً ظهور أبطال العمل ملتحين، فوفقاً لخبراء، كان المصريون القدماء يستبدلونها بلحى من شعر الماعز، خلال الاحتفالات والمناسبات فقط.

وقال بيان نشر للشركة المنتجة: "تقرر تشكيل لجنة عاجلة من مجموعة من المتخصصين في التاريخ والآثار والعلوم الاجتماعية، وذلك لمشاهدة المسلسل ومراجعة السيناريو كاملاً، وإبداء الرأي بموضوعية ومهنية، حتى لو ترتب على ذلك عدم عرضه في رمضان القادم".

وحاولت الكتائب الإلكترونية والأذرع الإعلامية، الربط بين موكب المومياوات وخبر وقف المسلسل، ليبدو نجاحا للدولة، فروجت، لميس الحديدي على فضائية "أون تي في"، لوقف المسلسل قائلة: "قرار محترم ومهم ومسؤول وأشكر الدولة والمسؤولين والشركة المتحدة، وحصل جدل لكن حصل استماع لتعليقات المتخصصين، ولا يمكن بعد العرض الممتع لموكب المومياوات اللي شهده العالم، لا يمكن بعده يأتي مسلسل أحمس قاهر الهكسوس لا يليق بتاريخ مصر أو فيه أخطاء"، مؤكدة أن الدولة لا تقبل مسلسلاً لا يليق بتاريخ مصر، رغم تطبيل زوجها عمرو أديب للمسلسل قبلها بأيام.

أما الفنانة يسرا، فمن خلال برنامج "القاهرة اليوم،" على شبكة "أو إس إن"، فحاولت مسك العصا من المنتصف بالقول: "المسلسل اتعمل فيه مجهود كبير من تمثيل وتصوير معارك"، وحاول المذيع جمال عنايت الإشارة إلى مشاركتها في موكب المومياوات، وقال: "بس كل حاجة كانت مدروسة من متخصصين، أيوه اللبس والإكسسوار كانوا للعرض بس إحنا مش فراعنة فعلا".

وبعيدا عن ترويج الأذرع والكتائب والمواقع المؤيدة لانتصار الدولة للفراعنة، اعتبر المغردون الأمر انتصارا لمواقع التواصل، منتقدين غياب الخبراء والمتخصصين عن إنتاج الدولة المسيطرة على الدراما.

وغرد الكاتب والباحث سامح عسكر: "‏بعد قرار وقف مسلسل ‎#أحمس للأخطاء التاريخية الكارثية التي يحتويها، سبق وقلنا إن الوسط الفني المصري حاليا لا يملك مستشاري تاريخ وعلوم اجتماع، وثقافة القائمين عليه مصدرها رجل الشارع والفيسبوك وتويتر لا المصادر العلمية المعتمدة.. ملايين الجنيهات ضاعت بسبب الجهل والفساد والتسرع".

في حين حذر الكاتب والمؤلف عمرو سمير عاطف: "وقف عرض مسلسل بقرار لمجرد أن التريلر ما عجبش ناس، هو سابقة خطيرة وأخطر ما فيها أن بعض أبناء المهنة بيأيدوا القرار ..ده انتوا ها تشوفوا أيام".

ودعت الأثرية مونيكا حنا: "أنا بقول بعدما سيطرنا على مسلسل أحمس، ندخل على فيلم كليوباترا لجال جادوت وأهو نكمل عليهم...".

المساهمون