وفاة السيناريست السوري فؤاد حميرة في القاهرة

14 يونيو 2024
السيناريست السوري فؤاد حميرة (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- توفي الكاتب والسيناريست السوري فؤاد حميرة في القاهرة بأزمة قلبية عن عمر يناهز 59 عامًا، مخلفًا إرثًا ثقافيًا غنيًا في الدراما السورية والصحافة، معروفًا بأسلوبه الفريد وقدرته على خلق شخصيات معقدة.
- برز حميرة في الساحة الفنية بأعمال مثل "غزلان في غابة ذئاب" و"الحصرم الشامي"، التي لاقت استحسانًا واسعًا لتناولها قضايا اجتماعية حساسة، مؤكدًا مكانته كأحد أبرز كتّاب الدراما في العالم العربي.
- كان حميرة معارضًا لنظام الأسد، وعضوًا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعاش سنواته الأخيرة في المنفى بين فرنسا، تركيا، وأخيرًا مصر حيث توفي، تاركًا بصمة لا تُنسى في الثقافة السورية والعربية.

توفي الكاتب والسيناريست السوري فؤاد حميرة (59 عاماً)، اليوم الجمعة، في العاصمة المصرية القاهرة، جراء أزمة قلبية، علماً أنه من أبرز الأسماء في عالم الدراما السورية.

بدأ فؤاد حميرة، المولود في دمشق عام 1965، مسيرته الفنية في الثمانينيات حين عمل كاتباً وصحافياً، وتولى إدارة تحرير صحيفة الدستور عشر سنوات، بعد تخرجه من كلية الإعلام في دمشق. دخل مجال الكتابة والسيناريو من خلال خشبة المسرح الجامعي في دمشق، قبل توجهه نحو كتابة السيناريو التلفزيوني. وبعد بدايته المتواضعة، سرعان ما أثبت نفسه واحداً من الكتّاب البارزين في ساحة الكتابة الدرامية، بأسلوب فريد وقدرة على ابتكار الشخصيات المعقدة، فضلاً عن تمكنه من إبراز عناصر التشويق والحبكة المميزة.

ومن أبرز أعمال فؤاد حميرة "غزلان في غابة ذئاب" (2006) من بطولة خالد تاجا وقصي خولي ومحمد حداقي وأمل عرفة وأيمن رضا وديما بياعة وإخراج رشا شربتجي. لاقى المسلسل قبولاً واستحساناً جماهيرياً على مستوى سورية والعالم العربي. تطرق المسلسل إلى قضايا اجتماعية حساسة نادراً ما يتطرق إليها الكتّاب في سورية. وقد قدّم حميرة أيضاً "الحصرم الشامي" بأجزائه الأول (2007) والثاني (2008) والثالث (2009)، من بطولة عباس النوري وقصي خولي وكاريس بشار وخالد تاجا وإخراج سيف الدين السبيعي، و"شتاء ساخن" (2009) من بطولة عباس النوري وباسم ياخور وجلال شموط ومحمد حداقي ورنا أبيض وإخراج فراس دهني.

لم تقتصر إسهاماته على الدراما، إذ كان له أيضاً حضور مميز في الصحافة السورية، وقد اتسمت كتاباته بالجرأة والوضوح والمباشرة في تناول القضايا السياسية والاجتماعية.

وكان فؤاد حميرة معارضاً لنظام الأسد في سورية، وعضواً في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بين فبراير/ شباط ويونيو/ حزيران 2021. اعتُقل مدة 13 يوماً تجرع فيها ــ وفق ما ذكر في إحدى المقالات الصحافية له ــ "ما يكفي من المهانة والذل". غادر بعدها سورية إلى فرنسا عام 2013، ثم توجه إلى تركيا عام 2015 حيث أقام فترة قبل انتقاله إلى مصر حيث استقر حتى وفاته.

ونعاه كثيرون عبر منصات التواصل الاجتماعي، بينهم الكاتب والسيناريست السوري سامر رضوان في منشور على "فيسبوك" قال فيه: الفجيعة تأكل قلبك كل يوم، وتزاد اتساعاً ودمعاً كلما رحل واحد من الأصدقاء الجميلين، فؤاد حميرة أحد أساتذة الكتابة الدرامية في سورية، وصاحب الأعمال التي لا يمكن للأعمى أن يمرَّ بها دون رفع قبعة الاحترام، يرحل حاملاً في حقيبة قهره سنين الخذلان والمنفى. فاجع رحيلك أيها الأستاذ المعلّم".

المساهمون