توفي ديفيد كروسبي، أحد أكثر مغني الروك تأثيراً في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عن عمر 81 عاماً، وفقاً لما نقلته مجلة فرايتي عن زوجته جان دانس.
وفي بيان وجهته جان دانس لـ"فرايتي"، قالت: "ببالغ الحزن، وبعد مرض استمر طويلاً، أعلن وفاة حبيبنا ديفيد (كروز) كروسبي".
كان كروسبي عضواً مؤسساً في اثنتين من فرق الروك التي حظيت بشعبية كبيرة، وهما فرقتا "بيردز أند كروسبي" و"كروسبي، ستيلز، ناش أند يونغ". واسمه مدرج في قاعة مشاهير روك أند رول كعضو في الفرقتين.
تميز كروسبي بإيقاع صوتي صعب، وتوليفات غير تقليدية في العزف على الغيتار، وكتابة الأغاني المؤثرة. ومزج عمله مع "بيردز أند كروسبي" و"كروسبي، ستيلز، ناش أند يونغ" بين موسيقى الروك والموسيقى الشعبية بطرق جديدة، وأصبحت أغاني الفرقتين جزءاً من موسيقى عصر الهيبيز.
وعانى في حياته من إدمان المخدرات الذي أدى في النهاية إلى عملية زرع لاستبدال الكبد، إضافة إلى حادث دراجة نارية خطير، وموت صديقة له، وكفاح ضد التهاب الكبد سي، وداء السكري.
طُرد من "بيردز أند كروسبي" لأن الفرقة لم ترغب في عزف أغانيه، بسبب واحدة منها مثيرة للجدل عن تعدد العلاقات، فضلاً عن خلافات حول التشدق السياسي على المسرح.
وبدأ كروسبي وستيفن ستيلز لاحقاً بالعزف معاً، ثم انضم إليهما غراهام ناش من فرقة "هوليز". وحقق ألبومهم الأول، "كروسبي، ستيلز أند ناش"، مبيعات هائلة عام 1969، وضم أغاني مثل "مراكش إكسبرس" و"سويت: جودي بلو آيز" و"جينيفر".
انضم إليهم عازف الغيتار والمغني وكاتب الأغاني يونغ، ليشكلوا معاً واحدة من أعظم فرق المواهب في تاريخ موسيقى الروك.
وساهم تعاطيه المخدرات وشخصيته الفظة في أحيان كثيرة في انفصال فرقة "كروسبي، ستيلز، ناش أند يونغ" وتوقف الأعضاء في النهاية عن التحدث مع بعضهم البعض. وفي فيلم وثائقي صدر عام 2019، عنوانه "ديفيد كروسبي: تذكروا اسمي"، عبّر عن أمله في أن يعملوا معاً مرة أخرى، لكنه اعترف قائلاً إن الآخرين "يكرهونني حقاً، بشدة".
وقال ناش في بيان: "بحزن شديد علمت بوفاة صديقي ديفيد كروسبي". وأضاف: "أعلم أن الناس يميلون إلى التركيز على مدى تقلب علاقتنا في بعض الأحيان، ولكن ما كان يهمني أنا وديفيد، أكثر من أي شيء آخر، هو السعادة الخالصة الناتجة عن الموسيقى التي ابتكرناها معاً والصداقة العميقة بيننا".
دخل كروسبي السجن عام 1985، بتهمة تتعلق بالمخدرات وحيازة سلاح داخل ناد في دالاس. وبعد إطلاق سراحه بعام، قال لمجلة بيبول إنه تغلب على إدمانه. كما ألقي القبض عليه بتهمة مماثلة في نيويورك عام 2004.
عام 2014 أصدر أول ألبوم منفرد له منذ عام 1993، وعنوان "كروز".
قبل ثمانية أشهر، تصدّر كروسبي عناوين الأخبار بإعلانه توقفه عن الأداء الحي، إذ قال: "أصبحت أكبر سناً من الاستمرار في فعل ذلك. ليس لديّ القدرة على التحمل. لا قوة لديّ". لكنه أضاف أنه يشغل نفسه بتسجيل الأغاني. تراجع لاحقاً عن اعتزاله الأداء الحي، قائلاً في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي إنه غيّر رأيه: "هل أجرؤ على قول ذلك؟ أعتقد أنني سأبدأ فرقة أخرى وأعود إلى العزف الحي".
(رويترز، العربي الجديد)