وسائل الإعلام تتستّر على الدعوات الإسرائيلية لنفي أهل غزة

22 يناير 2024
تخطط إسرائيل لترحيل الفلسطينيين إلى أوروبا وأماكن أخرى (Getty)
+ الخط -

تتجاهل وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية، بشكل شبه كامل، التصريحات التحريضية التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون، الذين يقولون صراحةً إنهم يريدون إخراج الفلسطينيين من غزة إلى الأبد، وفق تحليل لموقع موندويس.
وأجبر العدوان الإسرائيلي على غزة، سكان القطاع على النزوح من الشمال إلى الجنوب، في ظل نياتٍ إسرائيليةٍ معلنة لترحيل الفلسطينيين من غزة إلى أوروبا وأماكن أخرى، مثل سيناء والأردن، وسط رفض مصري أردني حاسم يحول دون ترجمة هذه المخططات.

حكومة الاحتلال تحاول فرض الترحيل

كان جيش الاحتلال قد طالب الأمم المتحدة، منذ بدايات العدوان في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بضرورة انتقال 1.1 مليون فلسطيني في غزّة إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة. ولم يتردّد الاحتلال حينها في الإعلان أن هؤلاء السكان "لن يتمكّنوا من العودة إلى مدينة غزّة إلا عند صدور إعلان آخر يسمح بذلك".
يُضاف هذا إلى تسريبات إعلامية متناسلة عن عزم حكومة نتنياهو طرح خطة لترحيل فلسطينيي غزة إلى أوروبا وأميركا، إذا ما استحال نقلهم إلى سيناء بسبب الرفض المصري الحازم لذلك.
ويقول الموقع إن وسائل الإعلام الرئيسية تحمي إسرائيل من خلال التستر على العنصريين اليهود اليمينيين المتطرفين، الذين اكتسبوا المزيد من السلطة هناك في السنوات الأخيرة.

وسائل الإعلام تتستّر على دعوات الترحيل

ضرب الموقع مثلاً بـ"نيويورك تايمز"، من خلال عنوان نشرته في 5 يناير/كانون الثاني، يقول: "مع تصاعد الضغوط، وزير إسرائيلي يقترح خطة لغزة ما بعد الحرب"، وذلك من دون ذكر دعوات التطهير العرقي من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
و"الوزير الإسرائيلي" في عنوان "نيويورك تايمز"، هو في الواقع يوآف غالانت، الذي يتولى حقيبة الدفاع، و"خطته" لا تذكر التطهير العرقي، بل تدعو إلى تشكيل "قوة عمل متعددة الجنسيات" للإشراف على غزة في نهاية المطاف. وسيكون على القارئ الاستمرار حتى الفقرة السادسة للعثور على آراء المتطرفين.
وفي تطور وصفه الموقع بـ"الماكر"، تقول الصحيفة إن آراء بن غفير جاءت في "منشور على فيسبوك"، ملمحةً إلى أن آراءه مرتجلة، وليس لها في الواقع وزن يذكر. ونجحت مقالة "نيويورك تايمز" في إضعاف بن غفير وسموتريتش من خلال إلصاقهما في الفقرات السفلى، بالرغم من أن ليس لوزير الدفاع أي أتباع سياسيين، عكس بن غفير وسموتريتش، اللذين يشكلان عنصرين أساسيين في الائتلاف الحاكم، ومن دونهما ستسقط حكومة نتنياهو ويخسر انتخابات جديدة، ومن المحتمل أن يقدم للمحاكمة.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وحتى الآن، لم تذكر صحيفة واشنطن بوست بن غفير وسموتريتش على الإطلاق. وقد ذكرت الإذاعة الأميركية العامة اسميهما بشكل عابر، لكنها لم تقتبس قط دعواتهما لطرد سكان غزة من القطاع بشكل دائم. ولم يظهر الاثنان أبداً على شبكة سي أن أن أيضاً.
إحدى كاتبات أعمدة الرأي في "نيويورك تايمز"، ميشيل غولدبرغ، شكّلت الاستثناء بمقال قوي في الخامس من يناير/كانون الثاني. وصلت جملتها الأولى مباشرة إلى صلب الموضوع: "أثار عضوان من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ضجة دولية هذا الأسبوع بدعوتهما لإخلاء غزة من السكان".

ويقول تحليل "موندويس" إن غولدبرغ، المقيمة في نيويورك، وجدت طريقها إلى الحقيقة أفضل من مراسلي "نيويورك تايمز" الذين يتجولون على الأرض في دولة الاحتلال وفلسطين. وسمعت "الضجة الدولية" التي لم يلحظها زملاؤها بطريقة أو بأخرى.
ويشير الموقع إلى أن الحفاظ على هذه التستّر أكثر صعوبة الآن، لأن بنيامين نتنياهو يعتمد على المتطرفين، الذين هم الآن في حكومته، للبقاء في السلطة، و"من المؤكد أنهم لا يلتزمون الصمت بشأن وجهات نظرهم الحقيقية".

المساهمون