بينما نجح بعض الوزراء في الحكومة الأفغانية السابقة في الهروب من البلاد مع ثروات وأموال خولتهم إكمال حياتهم بشكل اعتيادي، في ظل رفاهية واضحة خارج كابول، كان مصير آخرين مختلفاً تماماً. فبعد شهور من سقوط أفغانستان بين يدي حركة طالبان من جديد، غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى دولة الإمارات، بينما بات وزير المالية السابق في حكومة غني خالد بايندا يعمل سائق "أوبر" في العاصمة الأميركية واشنطن.
وقال بايندا لصحيفة "واشنطن بوست" من خلف مقود سيارة من نوع "هوندا أكورد": "إذا أكملت 50 رحلة في اليومين المقبلين، فسأحصل على مكافأة قدرها 95 دولاراً".
وكان بايندا قد استقال من منصبه كوزير للمالية قبل أسبوع من سيطرة طالبان على كابول، بعدما تدهورت علاقته مع غني. وخوفاً من اعتقاله غادر إلى الولايات المتحدة حيث انضم إلى أسرته.
وأشرف بايندا، البالغ من العمر 40 عاماً، على موازنة بقيمة 6 مليارات دولار. الآن أخبر الصحيفة بأنه قد يجني ما يزيد قليلاً عن 150 دولاراً مقابل ست ساعات من العمل، من دون احتساب تنقلاته.
وأعرب عن امتنانه للفرصة التي أتيحت له ليتمكن من إعالة أسرته، لكن "في الوقت الحالي، ليس لدي أي مكان. أنا لا أنتمي إلى هنا ولا أنتمي إلى هناك. إنه شعور كبير بالفراغ". وتواجه أفغانستان أزمة إنسانية واقتصادية، حيث تم تجميد أصول الدولة وانقطعت المساعدات الدولية التي قد لا تعود قبل الاعتراف بحكومة "طالبان".
لكن وزير المالية السابق ليس وحده من وجد نفسه أمام مستقبل غامض في ظل الاضطرابات التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة. فوزير الاتصالات والتكنولوجيا السابق سيد أحمد سادات (51 عاماً) اختار مهنة عامل توصيل طلبات الطعام على دراجة هوائية في مدينة لايبزيغ الألمانية.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "لايبزيغ فولكسزيتونغ" في شهر أغسطس/آب الماضي، فإن سادات انتقل إلى لايبزيغ في ديسمبر/كانون الأول عام 2020، بعد تخليه عن الحقيبة الوزارية في عهد الرئيس آنذاك أشرف غني (72 عاماً). وتبين أن الوزير أنفق مدخراته المالية بعد مغادرة البلاد ليختار الالتحاق بإحدى الشركات المتخصصة في إيصال طلبات الطعام.