عوامل عدة تؤثر في نمو الطفل وطوله، وعلى رأسها العامل الجيني الذي يلعب الدور الأساسي في تحديد طول الأطفال عند بلوغهم سن الرشد. بحسب أخصائية التغذية مايا شقرا، للعامل الجيني التأثير الأكبر والأهم ولا يمكن التدخل فيه بطبيعة الحال. لكنها تؤكّد أن التغذية الصحيحة منذ السنين الأولى للأطفال، إلى جانب التمارين المناسبة، يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في نمو الطفل، وبالتالي في زيادة معدل الطول لديه.
معدل زيادة طول الطفل
ينمو الأطفال باستمرار مع نمو العظام الطويلة في الذراعين والساقين. فيزيد طول الطفل في عامه الأول بنسبة 50 في المائة، أما بين عمر العامين والخمسة أعوام فيزيد طول قامته بمعدل يتراوح بين 6.3 سنتمترات و8.9 سنتمترات، وفي عمر 10 سنوات حوالى 6.3 سنتمترات في العام. بين عمر 11 سنة و21 سنة، يبلغ طول المراهق 15 إلى 20 في المائة من طوله كراشد، بعدها يتوقف نمو عظام جديدة ويتوقف نمو الشخص.
التغذية المناسبة
قد يؤدي سوء التغذية إلى تراجع في معدل العضلات في جسم الطفل وفي نمو العظام وصلابتها، وهو ما ينعكس على معدل الطول أيضاً، كما توضح شقرا. هكذا تؤكد أن التغذية تلعب دوراً مهماً في تأمين نمو سليم للطفل. لذلك على الطفل أن يتبع نظاماً غذائياً متوازناً ومتنوعاً يحتوي على:
- الكثير من الخضر والفاكهة التي تؤمّن له حاجات جسمه ونموه من الفيتامينات والمعادن.
- البروتينات التي تُعدّ من العناصر الأساسية في مثل هذه الحالة، وأهم مصادرها البيض، والدجاج، واللحم، وثمار البحر، والمكسرات، والخضر الغنية بالبروتينات كالسبانخ والهليون.
- الكالسيوم وأهم مصادره الحليب ومشتقاته، والبروكلي، والليمون، والسلمون، والسردين.
- الزنك يلعب دوراً إيجابياً في نمو الطفل، لذلك من المهم أن يتناول الفستق كمصدر مهم لهذا المعدن.
- الابتعاد عن الأطعمة سريعة التحضير والأطعمة الغنية بالدهون، والمشروبات الغازية، فيتم تناولها بشكل استثنائي.
كما تبرز أهمية التغذية السليمة خلال الحمل، لتأثيرها على الجنين وصحة عظامه ونموها. لكن بشكل عام، يُنصح بالاعتماد على نظام غذائي متوازن يجمع بين البروتينات والنشويات والدهون والفيتامينات بمعدلات مناسبة.
التمارين المناسبة
إلى جانب الغذاء، تقترح شقرا بعض التمارين التي تؤمّن النمو السليم للطفل. ومن أبرزها:
- "تمارين المط"، لذلك من المهم تعليم الطفل بعض التمارين البسيطة من سن مبكرة لتحسين معدل نموه، كما يساعد ذلك في تمدد عموده الفقري وتحسين وقفته. كما أن تعلّق الطفل على القضيب المعدني الثابت وممارسة التمارين فيه له أثر إيجابي أيضاً. هي تمارين تجعل عضلات الظهر والذراعين أكثر صلابة في الوقت نفسه.
- تساعد تمارين اليوغا في تحسين النمو.
- يعتبر القفز على الحبل من الرياضات المسلية للأطفال، وفي الوقت نفسه تساعد على تشغيل كامل عضلات الجسم والأعضاء بما في ذلك القلب، إضافة إلى كونها قد تساهم في زيادة طول القامة بسبب عملية مط الجسم أثناء القفز.
- السباحة تملك المفعول نفسه على جسد الطفل بسبب تشغيل كامل عضلات الجسم.
النوم
عامل آخر يلعب دوراً بارزاً في النمو وهو النوم بمعدلات كافية، إذ يحفّز النوم بمعدلات كافية نمو الأطفال والمراهقين. فخلال النوم العميق يفرز الجسم الهرمونات اللازمة للنمو. في المقابل، فإنا السهر يؤثر سلباً على صحة النمو ويؤدي إلى مشاكل صحية عدة، كما ينعكس على قدرة الطفل على التركيز والتعلم والمشاركة في الحياة.