هل يعوض خريف التلفزة اللبنانية خسارات العام؟

14 يونيو 2021
المقدم جو معلوف يستعد للعمل في "الجديد" (جو معلوف/ فيسبوك)
+ الخط -

لم تسجل الشاشات اللبنانية أي تقدّم بعد انقضاء شهر رمضان في الثاني عشر من مايو/ أيار الماضي. أسئلة كثيرة تطرح نفسها حول آلية إنقاذ هذه المؤسسات، وإذا ما كان بإمكانها الاكتفاء بالعرض الدرامي الذي ما زال يحقق أعلى نسبة متابعة؟ لم تقدم التلفزة اللبنانية أي جديد منذ سنتين.

الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه لبنان يفرض نفسه على المؤسسات الإعلامية المرئية، وبالتالي، يشهد قطاع الإنتاج تراجعاً ملموساً لجهة البرامج الخاصة، وحتى الإنتاجات الدرامية المحلية التي كانت تحفل بها المحطات طوال أيام السنة. ذلك كله أمام لجوء اللبنانيين إلى عالم المنصّات الإلكترونية، خصوصاً بعد اجتياح جائحة كورونا العالم، ما شكل تحولاً واضحاً للمشاهد اللبناني نحو المنصّات.

تستعد قناة "الجديد" اللبنانية لتقديم برنامج "توك شو" جديد في الخريف المقبل. المقدم جو معلوف، الذي عمل في محطات لبنانية عدة لسنوات، يستعد هذه المرة للعمل من "الجديد" كمتابعة لأسلوبه في البرامج الاجتماعية التي تحاول البحث عن حلول لبعض الظواهر أو المشاكل اليومية. ويواجه معلوف زميله طوني خليفة الذي انتقل من "الجديد" إلى "صوت بيروت إنترناشيونال" والـLBCI قبل عام. ورغم تراجع نسبة المتابعة عند خليفة، يبدو أنّ المحطة والمنصة تعملان معاً على استغلال بعض المقاطع والمقابلات التي يجريها خليفة في برنامجه وإعادة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لضمان نسبة أخرى من المشاهدات في إطار لا يخلو من التسويق التجاري واستغلال بعض العبارات التي تجذب المتابعين وتحقق أرقاماً جيدة.

لم يكن الموسم الدرامي في رمضان الماضي جيداً للمحطات اللبنانية. وحدها محطة MTV اللبنانية حصَّنت نفسها بما تيسر من مسلسلات لزوم البقاء في الواجهة. وفعلاً، حصلت هذه المسلسلات على إجماع يؤكد صوابية القرار بضرورة شراء مسلسلات أو برامج جديدة للمشاهدين، بخلاف باقي المحطات التي استعانت بإنتاجات قديمة مر عليها أكثر من سنة وعرضتها ضمن الباقة الخاصة بدراما رمضان. وتعمل اليوم محطة MTV على الاستثمار في مجموعة لا بأس بها من الإنتاجات الجديدة، إذْ تعدّ لمسلسل خاص بعيد الميلاد منذ ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي كما جرت العادة منذ سنتين، وهو من كتابة كلوديا مرشليان، فيما لم يتأكد قبول المخرج فيليب أسمر لهذا المشروع وتوقيع الإخراج.

وتعمل محطة LBCI على الشراكة مع "صوت بيروت إنترناشيونال" وتبادل بعض البرامج التي تستغلها LBCI للعرض على المحطة الأرضية، في وقت يحكى عن قرب استقلالية المنصة التي يملكها رجل الأعمال بهاء الحريري، وإنشاء مركز خاص بها يبعدها عن باقي المحطات التي تعمل من خلالها استديوهاتها وتجهيزاتها.

محاولات حثيثة تبذلها المحطات اللبنانية للبقاء "صامدة" ومواجهة أزمات متلاحقة، أهمها أزمة الدولار وشحّ الأموال، وهذا ما ينذر بتراجع في المستقبل، يعطي فرصة لهجرة المشاهد اللبناني والعربي هذه المحطات، واللجوء إلى عالم أكثر نشاطاً مع الأحداث ويتماشى مع الانقلاب اليوم لعصر الإنتاج الخاص بالمنصات من مشاريع درامية وبرامج حوارية تحقق نسبة مشاهدة وتداولاً جيداً.

دلالات
المساهمون