هل تسحب فرنسا وسام جوقة الشرف من الممثل جيرار ديبارديو؟

16 ديسمبر 2023
يواجه دعويَين بتهمتَي الاغتصاب والاعتداء الجنسي (Getty)
+ الخط -

أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك، الجمعة، أن "إجراءً تأديبياً" سيُطلق لاتخاذ قرار في شأن وسام جوقة الشرف الذي مُنِح سابقاً للممثل الفرنسي جيرار ديبارديو، الذي يواجه دعويَين بتهمتَي الاغتصاب والاعتداء الجنسي، معتبرةً أن تعليقاته وموقفه أمر "مخزٍ" لبلده.

وإذ ذكّرت ريما عبد الملك، في حديث إلى محطة فرانس 5 التلفزيونية العامة، بأن "وسام جوقة الشرف يعطى لإنسان، لفنان، لموقف، لقِيَم"، قالت إنها تحدثت "مع المستشار الأكبر لوسام جوقة الشرف الجنرال لوكوينتر"، وإن الهيئة المسؤولة عن منحه "ستلتئم وتُطلق إجراءً تأديبياً، لتقرر ما إذا كان ينبغي أم لا تعليق وسام جوقة الشرف (الذي مُنِح لديبارديو) أو سحبه بالكامل". وأضافت أن "القرار يعود" إلى هذه الهيئة.

وكان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك قد قلّد جيرار ديبارديو وسام جوقة الشرف عام 1996.

ويُمنح وسام جوقة الشرف، الذي أنشأه نابوليون بونابرت في مطلع القرن التاسع عشر، لمدنيين وعسكريين عن أعمالهم والخدمات التي قدموها لفرنسا، ومن هؤلاء عدد من الفنانين.

وينص قانون جوقة الشرف، في ما يتعلق بالفرنسيين، على أن "السلوك المخالف للشرف" يمكن أن يؤدي إلى توبيخ الحاصل على الوسام، أو تعليق عضويته في الجوقة، أو استبعاده منها.

أما بالنسبة إلى الأجانب، فيلحظ القانون إجراءً واحداً فحسب هو "تجريد" المكرّم من وسامه بموجب مرسوم موقّع من رئيس الجمهورية، وهو الرئيس الأعلى للجوقة.

ولجأ الرئيس إيمانويل ماكرون إلى هذا الإجراء عام 2017 مثلاً لتجريد المنتج الأميركي المتهم باعتداءات جنسية وبالاغتصاب هارفي وينستين من وسام جوقة الشرف، الذي قلّده إياه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في مارس/ آذار 2012.

وتوقعت عبد الملك أن "يقدّم جيرار ديبارديو عناصر" للدفاع عن نفسه في إطار هذا الإجراء، لكنها شددت على أهمية اللجوء إليه، رافضةً في الوقت نفسه أي شكل من أشكال "ثقافة الإلغاء" يطاول الأفلام السينمائية التي شارك فيها الممثل الفرنسي البالغ 74 عاماً.

ورأت ضرورة "الاستمرار في مشاهدة الأفلام التي مثّل فيها جيرار ديبارديو"، وأضافت: "لن نتوقف عن مشاهدة أفلامه، ولكن في المقابل، لا أعتقد أن أحداً اليوم يريد أن يقيم أمسية تكريمية أو احتفالاً لجيرار ديبارديو... لن نزيل أفلامه من تراثنا إطلاقاً!".

وفي تصريح أدلت به عبد الملك في مواساك جنوب غرب فرنسا، اعتبرت أن تعليقات الممثل وموقفه خلال وجوده في كوريا الشمالية عام 2018 "مخزية لفرنسا".

وكان البرنامج الاستقصائي Complement d'investigation، عبر محطة فرانس 2 التلفزيونية العامة، عرض في 7 ديسمبر/ كانون الأول تقريراً ظهر فيه ديبارديو خلال وجوده في كوريا الشمالية عام 2018 وهو يخاطب نساءً بطريقة مهينة ويدلي بتعليقات جنسية صريحة في حضور مترجمة، ويعطي تلميحات جنسية تتناول حتى فتاة صغيرة تركب حصاناً.

ومع أنها لاحظت أنه كان يتحدث "بلهجة المزاح والاستفزاز" في تعليقاته التي أوردها هذا التقرير، شددت على أن كلامه "غير محترم ومشين ومخزٍ لفرنسا".

وقد وُضع ديبارديو رهن التحقيق في ديسمبر 2020، في دعوى رفعتها عليه الممثلة شارلوت أرنو التي اتهمته باغتصابها مرتين عام 2018، عندما كانت في الثانية والعشرين .

وتزامن عرض تقرير "فرانس 2" مع رفع الممثلة الفرنسية إيلين داراس دعوى أخرى على ديبارديو بتهمة الاعتداء عليها جنسياً خلال تصوير فيلم عام 2007.

وينفي الممثل هذه الاتهامات.

(فرانس برس)

المساهمون