تستعد تونس للاحتفال بالذكرى العاشرة للثورة التونسية التي بدأت يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2010، لتنتهي بسقوط النظام يوم 14 كانون الثاني/ يناير 2011. لكن الاحتفالات تتضمن هذه السنة تبادل الاتهامات بين بعض الأطراف السياسية والعاملين في قناة "التاسعة " الخاصة، بالإضافة إلى توجيه اتهامات لقناة "العربية الحدث" بعملها على تشويه الثورة التونسية وهو ما أثار غضب الكثير من التونسيين.
ويعود سبب الغضب إلى بث قناة "العربية الحدث" تسجيلاً صوتياً للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، يخاطب فيه محاميه في تونس منير بن صالحة، ونصّل فيه من كل مسؤولية عما حصل في تونس إبان الثورة من عمليات قتل للمتظاهرين، كما أكد أنه "كان يقوم بحماية المعارضين لنظامه من أي اعتداء قد يصيبهم عكس ما كانوا يدعون".
التسجيل الذي بثته قناة "العربية الحدث" اعتبرته يمينة الزغلامي، النائبة في البرلمان التونسي عن حزب حركة النهضة، محاولةً من القناة إلى ترذيل متعمد للثورة التونسية، وهو ما ساندها فيه الكثير من متابعي صفحتها.
واعتبرت النائبة أن عملية الترذيل للثورة التونسية متعمدة، حيث تمت مواصلة حلقاتها على قناة "التاسعة" التونسية الخاصة من خلال برنامج "وحش الشاشة" للإعلامي سمير الوافي، الذي بث سهرة ليلة أمس الأحد دعا إليها حاتم بن سالم، وهو وزير تربية سابق قبل الثورة، وشن هجوما على من تولوا الحكم في تونس، ومنهم محمد الحامدي وزير التربية الأسبق والمعارض المعروف لنظام الرئيس التونسي المخلوع، حيث وصفه بن سالم بأنه "ليس برجل دولة ووظف الوزارة لخدمة مصالحه الشخصية".
كما تمت دعوة منير بن صالحة، المحامي الشخصي للرئيس التونسي المخلوع، الذي دافع عما ورد فى التسريب الصوتي لقناة "العربية الحدث"، وهو ما اعتبره البعض من التونسيين تمجيدا لرئيس ثار عليه الشعب التونسي ومحاولة لتلميع صورته فى الذكرى العاشرة للثورة التونسية.
وأثارت دعوة حاتم بن سالم ومنير بن صالحة، كضيفين رئيسيين، إلى برنامج "وحش الشاشة" ، غضب النائبة يمينة الزغلامي والوزير الأسبق محمد الحامدي الذي وصف فى تدوينة له "حاتم بن سالم بأنه ليس برجل دولة بل إنه ليس برجل أساسا".
ورد الإعلامي سمير الوافي صاحب برنامج "وحش الشاشة" على النائبة يمينة الزغلامي بتدوينة نشرها في صفحته، كتب فيها "الآن نائبة في مجلس النواب بعد ربع ساعة فقط من مشاهدة وحش الشاشة... وقبل أن تشاهد الحلقة كاملة لتحكم... اتهمتنا في تدوينة تافهة أننا نرذل الثورة في حلقتنا... يعني أن الثورة أنجزت وشيدت وشغلت وقضت على الفقر والميزيريا... ونحن أخفينا ذلك وقلنا العكس..".
وأضاف "الثورة أكبر من أمثال هذه النائبة التي لم تشارك فيها سوى ربع ساعة... الثورة رذلها وسرقها وكرّه الناس فيها أمثالها من نواب الرداءة والفشل والكذب والفوضى... رذلوها بفشلهم ورداءتهم وكذبهم... وهي من هؤلاء النواب... الذين رذلوا الثورة والسياسة والديمقراطية والحرية... إنهم يخافون من كل خطاب يفضح فشلهم ويذكّر الناس في سطوهم على الثورة... وأسهل تحريض على من ينقدهم هو اتهامه بترذيل الثورة... الثورة التي أفشلوها وأحبطوها وسرقوها ويكاد الناس يقتلعون الرخام من تحتهم إحباطا ويأسا وفقرا".
يُذكر أن قناتي "العربية" و"العربية الحدث" معروفتان بعدائهما للثورة التونسية ولا تفوتان فرصة لشنّ حملات عليها، وهو ما يغضب الكثير من التونسيين الذين يصنفون القناتين في خانة أعداء الثورة التونسية. كما أن قناة "التاسعة" الخاصة مملوكة في جزء كبير منها لإحدى العائلات التونسية المعروفة بقربها من النظام السابق.