هل السكّر في الحقيقة سمّ ضار للجسم؟

28 مايو 2024
في أحد حقول قصب السكر في مصر (ريتشارد بيكر / Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- السكر مرتبط بأمراض مزمنة مثل السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، لكن هناك معلومات مغلوطة حول تأثيره على النظام الغذائي. يُنصح بالتقليل من السكر المضاف مقارنة بالسكر الطبيعي الموجود في الفواكه والحليب.
- العسل وشراب القيقب يحتويان على عناصر غذائية أكثر من السكر المُعالج لكن بكميات ضئيلة. الإفراط في تناول السكريات الطبيعية يمكن أن يكون له نفس الآثار السلبية كالسكر المعالج.
- يُنصح البالغون بتناول كميات محدودة من السكر المضاف يوميًا والتحكم في استهلاكه عبر تسجيل الأطعمة وقراءة الملصقات الغذائية. المحليات الصناعية قد ترتبط بزيادة الوزن ومخاطر صحية أخرى، مما يدعو للحذر في استخدامها.

يرى كثيرون أن السكّر ليس غذاءً صحياً، إذ يرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة، كالسمنة ومقاومة الأنسولين والإصابة بمرض السكري من النوع 2. إلا أن هناك كثيراً من المعلومات الخاطئة حول الكيفية التي تؤثر بها المواد الحلوة في النظام الغذائي.
ينصح الخبراء بتناول أقل كمية من السكّر المضاف، أي السكر الذي يوضع في الأطعمة المصنعة لجعلها حلوة المذاق، مثل السكر المضاف إلى البسكويت والكعك والحلويات والمشروبات السكرية ورقائق الشوكولا. يختلف السكّر المضاف عن ذلك الموجود طبيعياً في بعض الأطعمة مثل الفاكهة أو الحليب، والذي يترافق مع مجموعة من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية التي تساعد في تعويض بعض الجوانب السلبية للسكر. فتحتوي الفاكهة على الألياف التي تجعل الجسم يمتص السكر بمعدل أبطأ.
صحيح أن المُحليات المُعالَجة بنسبة صغيرة، مثل العسل أو شراب القيقب، تحتوي على عناصر مغذية أكثر من تلك المُعالَجة مثل السكّر الأبيض، لكن كمية هذه العناصر الغذائية ضئيلة جداً، وليس لها تأثير ملموس على الصحة. والجسم لا يميز سكر المائدة عن سكر العسل، فجميع مصادر السكر متشابهة بالنسبة له، وهو يحول جميع مصادر السكر إلى سكريات بسيطة تسمى السكريات الأحادية. وتوفر كل هذه أربعة سعرات حرارية لكل غرام، لذلك يكون لها نفس التأثير على الوزن. وبالتالي، فإن الإفراط في استهلاك السكريات الطبيعية، كالعسل، قد يكون له نفس الآثار السلبية الناتجة عن السكر المعالج.
كذلك، لا داعي لمقاطعة السكر المضاف من حياتنا نهائياً، فتشير الإرشادات الغذائية الأميركية إلى أن الشخص البالغ الذي يتناول 2000 سعر حراري يومياً، يمكن أن يتناول أقل من 12.5 ملعقة صغيرة أو 50 غراماً من السكر المضاف. (هذه تقريباً الكمية الموجودة في 473 مل من عبوة الكولا). وتوضح جمعية القلب الأميركية بأنه يمكن أن تتناول النساء أقل من ست ملاعق صغيرة (25 غراماً)، وأن يتناول الرجال أقل من تسع ملاعق صغيرة (36 غراماً) يومياً.
كما يمكن للأشخاص الذين يبالغون في تناول السكّر تسجيل أصناف الطعام التي يستهلكونها. هذا سيعطي فكرة عن كمية الأشياء الحلوة التي يتم تناولها يومياً، ويساعد على التحكم في كمياتها وتناول كمية أقل من السكّر المضاف. وينصح بقراءة الملصقات الغذائية للطعام والتأكد من كمية السكر المضاف، لأن الأطعمة المعلبة والخبز والزبادي المنكهة والحبوب وصلصة الطماطم يمكن أن تحتوي جميعها على سكر مضاف أكثر مما نتوقع. من المتداول أن تناول السكر يسبب أمراض القلب أو الزهايمر أو السرطان. لكن وجدت دراسة أجرتها المجلة الأميركية للتغذية السريرية أن تناول السكر المضاف باعتدال لا يؤدي إلى الأمراض مثل السمنة. فالسعرات الحرارية الزائدة في وجباتنا الغذائية هي التي تسبب السمنة واحتمال ظهور مرض مزمن، سواء كان مصدرها تناول كميات كبيرة من السكر أو من رقائق البطاطس أو من الجبن أو من الأرز البني.

من جهة أخرى، يستبدل كثير منا الأطعمة السكرية بالأطعمة المصنوعة من المحليات منخفضة أو خالية من السعرات الحرارية، مثل الصودا الدايت أو البسكويت الخالي من السكر، ظناً منهم بأن هذه المنتجات أكثر صحة. ولكن وفقاً لتحليل 37 دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية، يرتبط استهلاك المحليات، مثل الأسبارتام والسكرين والسكرالوز، بزيادة الوزن وبارتفاع مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع 2 ومتلازمة التمثيل الغذائي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية. فهذه المحليات تزيد من الشهية، وتؤثر سلباً على بكتيريا الأمعاء المفيدة.

المساهمون