ربما، لم يكف اسم المطرب اللبناني عبده ياغي ليكون على قائمة مشاركي برنامج "ذا فويس سينيور"، الذي فتح الباب قبل عام للنسخة العربية، محاولاً كسب مزيد من المشاهدين، واستثمار أصوات تعدت الستين عاماً للمنافسة، بعدما حققت النسخة الخاصة من البرنامج للأطفال "ذا فويس كيدز"، أعلى نسبة متابعة على مدى ثلاث سنوات ماضية.
أسئلة كثيرة طُرحت بعد عرض نسخة الكبار التي تأخر عرضها قرابة عام كامل بسبب الظروف الصحية التي تحيط العالم، لكن السؤال الأوحد يطرح على شركة الإنتاج التي دأبت على اختيارالمشاركين وفق أهواء ومصالح خاصة، فالشركة بطبيعتها لا تدرك قيمة أو مكانة الفنانين، سواء في لبنان أو في الدول العربية، وإن أدركت؛ فمن باب توظيف شهرة هؤلاء وإثارة الجدل من قبل مواطنيهم، حول كيفية قبولهم المشاركة في برنامج هو في الأصل مخصص لهواة النوع؟
هكذا، ببساطة، اعتمدت شركة الإنتاج على مجموعة من المراسلات والمقترحات التي حددها فريق إعداد البرنامج في لائحة ضمت أسماء مجموعة لا بأس بها من مغني السبعينيات والثمانينيات، فتوالت الأسماء واختيرت مجموعة منها جرى الاتصال بها عبر الهاتف لإقناعها بالمشاركة في "ذا فويس سينيور"، لكن وبحسب ما هو متداول؛ فقد رفضت مجموعة من الفنانين المحترفين الفكرة، ومنهم الفنان اللبناني سامي كلارك، الذي أبدى امتعاضه من دعوته للمشاركة والوقوف أمام فنانين قد يفوقهم موهبة لجهة الصوت. وكذلك لم يوفق فريق الإعداد بدعوة الفنان اللبناني المهاجر رجا بدر إلى بيروت للوقوف والغناء بعد فترة غياب لأكثر من 25 عامًا، وعُرف رجا بدر بابن مدرسة الأخوين رحباني لفترة مغنيًا وممثلًا.
لكن كيف قبل عبده ياغي نجم برنامج "استديو الفن 1973" وصاحب أشهر الأغاني في الثمانينيات، ومنها "نعم نعمين" و"بدي بدي" و"يا بو السواعد"، وكذلك أثارت مشاركة زميله السوري صفوان عابد مزيدًا من ردود الفعل الشاجبة حول قبول صفوان بذلك، ووقوفه أمام لجنة مدربي لا تتساوى معه في الموهبة حدود الاحتراف الذي وصل إليه، وهو معروف قياسًا إلى باقي الأصوات التي شاركت، بعضها أصوات لم يسبق لها الاحتراف، لكنها جاءت لعرض موهبتها وتحقيق حلم الشهرة.
من دون شك، إن اعتماد البرنامج على مثل هذه الحالات "المعروفة"، ولو محليًا، كان لإثارة البلبلة، وردود الفعل حول هؤلاء الذين قبلوا بذلك، ويحكى عن أجر مالي تقاضوه ليقفوا هذا الموقف أمام لجنة المدربين أولًا وجمهورهم الذي اعتبر الأمر محرجًا جدًا لمن عرفهم عن قرب وأعجب بأصواتهم لعقود طويلة، في حين يتجه الرأي الآخر إلى ضرورة عودة هؤلاء، أو الترويج لهم من خلال فكرة برنامج مواهب يحقق شعبية جيدة، ويعيد إليهم قليلًا من بريق افتقدوه لأسباب عديدة، منها الحرب في لبنان، أو إمكانات الإنتاج الفنية المتواضعة جدًا في سورية، وغياب، أو ضعف، الإعلام السوري عن الاستثمار بهؤلاء في إطار يسهم في نجاحهم عربيًا.
كما هو حال تجربتي القاهرة وبيروت في كيفية إعداد وانتشار المغنين وتوسيع آفاق شهرتهم لتصل إلى كل بيت عربي، وتقيهم في النهاية من موقف يعتبره كثيرون "إحراجًا" كانوا في منأى عنه نظرًا لقيمتهم الفنية.