هكذا يمكن أن تؤثر خمس مناطق فقط على المناخ في 2030

13 يناير 2022
ليس لدى أي من الدول الخمس حالياً التزامات بخفض الانبعاثات لعام 2030 (Getty)
+ الخط -

توقع باحثون أن تشهد كل دول العالم تقريباً سنوات شديدة الحرارة كل عامين بحلول عام 2030، بسبب زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تطلقها بلدان مثل الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند وروسيا، وفقاً لدراسة جديدة نشرت يوم السادس من الشهر الحالي، في مجلة Communications Earth & Environment.

بموجب التعهدات الحالية للتخفيف من آثار تغير المناخ، يمكن للانبعاثات من هذه المناطق أن تضاعف عدد البلدان التي تشهد سنوات شديدة الحرارة كل عامين، مقارنة بالسيناريوهات التي لا توجد فيها انبعاثات من المساهمين الخمسة الأوائل.

تسلط نتائج الدراسة الضوء على أهمية طموحات الحد من الانبعاثات من قبل أكبر خمس مناطق مطلقة للانبعاثات، لمواجهة ظاهرة تغير المناخ على المستوى الإقليمي، بما في ذلك ظواهر مثل موجات الحرارة الشديدة، خلال العقد المقبل.

في الدراسة التي أعدها فريق متعدد التخصصات، صمم الباحثون نموذجاً حاسوبياً للبيانات المتعلقة بالانبعاثات التاريخية، والتعهدات التي تم التعهد بها قبل قمة المناخ -التي عقدت في غلاسكو في المملكة المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي COP26 - للحد من الانبعاثات من أكبر خمس مناطق مطلقة لهذه الانبعاثات، لتصميم توقعات الاحترار الإقليمي بحلول عام 2030. وجد الباحثون أن 92 في المائة، من 165 دولة شملتها الدراسة، من المتوقع أن تشهد ارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة السنوية، وحدوث موجات حرارة مرة كل عامين على الأقل، بعد أن كانت ترصدها السجلات مرة كل مائة عام في عصر ما قبل الثورة الصناعية. كما وجد الباحثون التأثير الأكبر من حيث تواتر السنوات شديدة الحرارة في أفريقيا الاستوائية.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، ليا بوش، من معهد علوم الغلاف الجوي والمناخ في جامعة ETH، في زيورخ في سويسرا، إن أهم نتيجة للدراسة هي أنها كشفت عن "بصمة" واضحة لأكبر خمسة مصادر للانبعاثات على مستوى العالم في ما يتعلق بالاحترار الإقليمي وتواتر السنوات شديدة الحرارة بحلول عام 2030. وأضافت بوش في تصريح لـ"العربي الجديد": "نتائجنا مهمة لأنها تسلط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه هذه المصادر وطموحاتها في الحد من الانبعاثات في تشكيل مستقبل المناخ على المدى القريب الذي سنختبره في بلداننا. النتائج تترجم الكميات المجردة للانبعاثات العالمية والاحترار العالمي إلى عواقب تغير المناخ الإقليمي التي نرغب بالفعل في تجربتها".

للنظر في حجم مساهمة أكبر خمسة مصادر للانبعاثات في العالم، بحث المؤلفون في ما ستكون عليه الصورة من دون انبعاثات هذه المصادر الخمسة منذ عام 1991، عندما حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) الحكومات لأول مرة من تغيرات المناخ الناجمة عن الأنشطة البشرية. ووجدوا أن نسبة البلدان المتضررة من السنوات الشديدة الحرارة ستتقلص إلى نحو 46 في المائة.

استخدم الفريق البحثي مجموعة من محاكيات نموذج نظام الأرض، لترجمة سيناريوهات الانبعاثات العالمية إلى عواقب مناخية إقليمية. تتيح سلسلة المحاكيات ذات الكفاءة الحسابية للباحثين إمكانية استنباط التوقعات المناخية التي تفسر حالات عدم اليقين في حساسية الاحترار الإقليمي لنظام المناخ لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وكذلك تقلب درجات الحرارة الطبيعية من سنة إلى أخرى حول هذا الاحترار لأي سيناريو من سيناريوهات الانبعاثات.

ليس لدى أي من الدول الخمس حالياً التزامات بخفض الانبعاثات لعام 2030 تتماشى مع الهدف العالمي بخفض درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية طبقاً لاتفاقية باريس، وستلعب خيارات الانبعاثات الخاصة بها على مدار العقد المقبل دوراً مهماً في مسار الانبعاثات العالمي حتى عام 2030، وفقاً للمؤلفة الرئيسية.

وأشارت الباحثة إلى أن خططها البحثية المستقبلية لها اتجاهان رئيسيان مهمان: "من الناحية العلمية البحتة، نعمل على تضمين القدرة على محاكاة المتغيرات بخلاف متوسط درجة الحرارة السنوية في سلسلة المحاكاة، لأن الناس بالطبع لا يرغبون فقط في معرفة ما يحدث لمتوسط درجة الحرارة السنوية، ولكن أيضا للمتغيرات الأخرى، مثل هطول الأمطار، في المستقبل. ومن ناحية أخرى، نحن نعمل على جعل أدواتنا في متناول الباحثين وغيرهم من الأشخاص المهتمين بسهولة، ونأمل أن يبدأ المزيد والمزيد من الأشخاص في استخدام أدواتنا بأنفسهم وإجراء تحليلاتهم الخاصة".

المساهمون