هجوم إلكتروني يستهدف أكثر من 100 موقع إيراني

كشفت الرئاسة الإيرانية عن تعرض أكثر من 100 موقع تابع للقطاعين الحكومي والخاص لهجمات إلكترونية خلال الأيام الأخيرة، مؤكدة صدّ الهجمات في مراحلها الأولى.  

وقال نائب رئيس مركز "إفتا" للإدارة الاستراتيجية التابع للرئاسة الإيرانية ميثم مقصودي غودرزي للتلفزيون الإيراني ليل الأحد ــ الإثنين، إن الهجوم انطلق من "ثغرة أمنية في أحد برامج مؤسسات البلاد". وأضاف أن المهاجمين "تمكنوا من اختراق أولي لأكثر من 100 موقع للقطاعين الحكومي والخاص"، مؤكداً صدّ الهجوم في مراحله الأولى "بسبب الإجراءات السريعة للنخبة السيبرانية في مركز إفتا".

وأوضح غودرزي أن الهجوم لم يخلف خسائر في البنية التحتية الإيرانية، نافياً سرقة "أي معلومات أساسية" من المواقع، مع تأكيده على سرقة معلومات فنية غير خطرة.

وأضاف أن مصادر الهجوم كانت من هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة، وأنه "كان بمثابة قنبلة موقوتة تهدف إلى الإخلال بعمل مؤسسات الدولة كلها في آن واحد".

من جهته، أصدر مركز "إفتا" بياناً أكد فيه تعرض إيران خلال الأيام الأخيرة لـ"هجوم سيبراني واسع" استهدف البنى التحتية، مشيراً إلى إحباط الهجوم في مرحلته الأولى.

الصراع الإيراني ــ الإسرائيلي

 تدور راهناً بين إيران والاحتلال الإسرائيلي حرب إلكترونية شرسة، اشتدت خلال الآونة الأخيرة. إذ تأتي هذه الهجمات السيبرانية ضد المواقع الإيرانية، بعد تعرض مواقع إسرائيلية لاخترقات عدة في الفترة الأخيرة، كان آخرها الخميس الماضي. فأكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تعرض هيئة مطارات الاحتلال لهجوم لم يخلف ضرراً أو تسللاً إلى أنظمة التشغيل في الهيئة.

تكنولوجيا

التحديثات الحية

من ينفذ الهجمات السيبرانية على إيران؟

وكانت قناة "صابرين" العراقية التابعة لحلفاء إيران قد ذكرت الأربعاء الماضي أن مجموعة تسمّى بـ"الطاهرة" نفذت هجمات على مواقع ومؤسسات إسرائيلية، بينها موقع "قناة 9" الإسرائيلية الناطقة بالروسية وموقع "كان نيوز".

ونشرت "صابرين" رسالة باللغة العبرية، قبل يومين من الهجوم أي الإثنين الماضي، قالت فيها إن "القوات العراقية الخاصة تهدد بتنفيذ عمليات نوعية من الأراضي العراقية ضد إسرائيل، الأمر الذي سيُسكت العدو. انتظرونا يوم الأربعاء".  وبالفعل بعدها بيومين نفّذت المجموعة هجوماً في تمام الساعة 1:02 من فجر الأربعاء، وهو التوقيت الذي اغتيل فيه قائد "فيلق القدس" الإيراني السابق قاسم سليماني في العراق مطلع عام 2020 في ضربة جوية أميركية.

الهجمات ضد إيران

هذه هي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها إيران لهجمات إلكترونية، إذ عرفت خلال السنوات الأخيرة هجمات سيبرانية عدة:

• في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعرضت شبكة توزيع الوقود في أنحاء البلاد لهجوم إلكتروني واسع سبّب تعطل الشبكة وتوقف محطات الوقود عن الخدمة، قبل أن تعاود محطات توزيع الوقود إلى العمل بالتدرج وهو ما استغرق أربعة أيام تقريباً. ويعتبر هذا الهجوم من الأكبر في إيران.
• خلال فبراير/شباط الماضي، تمكن المخترقون من قرصنة القناة الإيرانية الأولى للحظات ونشروا صورتَي مسعود رجوي ومريم رجوي، قائدي منظمة "مجاهدي خلق"، مع بث كلمات سابقة لهما.
• في فبراير كذلك، أعلنت منصة "تلوبيون" للبث المباشر للتلفزيون الإيراني على شبكة الإنترنت عن تعرضها لهجوم إلكتروني "واسع". ووجهت وسائل إعلام إيرانية وقتها أصابع الاتهام لمجموعة تسمّي نفسها "عدالة العلي". وهي الجماعة التي اخترقت خلال أغسطس/آب الماضي كاميرات سجن "إيفين" الإيراني في العاصمة طهران، ونشرت مجموعة صور وفيديوهات عن داخل السجن، بعضها وثّق عمليات ضرب وسوء معاملة السجناء.
• في يوليو/تموز 2021، تعرّضت إيران كذلك لهجمات سيبرانية متعددة، طاولت شبكة السكك الحديد، ووزارة الطرق وبناء المدن ومؤسسات أخرى، في ظل إرباك في التعامل الرسمي، وسط تحذيرات رسمية من مؤشرات على هجمات إلكترونية محتملة أخرى، آنذاك.
• تبقى أكبر الهجمات الإلكترونية التي عرفتها المنشآت الإيرانية، هي تلك التي وقعت في 9 فبراير 2020، بعد استهداف البنى التحتية في البلاد، وفق ما أعلنه مساعد وزير الاتصالات الإيراني السابق، حميد فتاحي، قائلاً على "تويتر" إنّ "القراصنة حاولوا تنفيذ أكبر هجوم ضدّ ملايين الأهداف، بهدف الإضرار بشبكة الإنترنت.