نقابة الممثلين اللبنانية: ماذا بعد انتصار "التقليديين"؟

23 فبراير 2022
فازت اللائحة التي يترأسها النقيب بدوي نعمة (فيسبوك)
+ الخط -

أسباب كثيرة دفعت إلى فوز لائحة "العمل النقابي" في انتخابات نقابة الممثلين في لبنان؛ إذ إنها تضم مجموعة من الممثلين المخضرمين، كما أن الدعم الذي يلقاه نعمة بدوي سمح بإعادة انتخابه نقيباً في دورة ثانية. تفتح صفحة انتخابات مجلس نقابة ممثلي المسرح والسينما والتلفزيون في لبنان الباب على أسئلة كثيرة، لعل أبرزها هو مواجهة التيار الحديث والخط التقليدي، وهذا ما ظهر جلياً في الأسماء المرشحة على اللائحتين. في نظرة سريعة على النتائح، يتبين أن الانتخابات التي حصلت في 20 من الشهر الحالي، أظهرت قوة "التقليديين" في النقابة، التي يتبناها نعمة بدوي، نظراً إلى تاريخه الفني أولاً، وتحقيقه تقدماً في ملفات تتعلق بتحديث وجه النقابة، ومراعاة أوضاع الممثلين، والعمل وفق جدولة التقديمات الصحية، وإقرارها من قبل الدولة، وصندوق النقابة.
هكذا، صدرت نتائح انتخابات لتعلن فوز "العمل النقابي"، وتضم نعمة بدوي وهيام أبو شديد ومحمود ماجد، وكلوفيس عطالله، وغسان صليبا، وأسامة شعبان، وكميل متى، وجيسكار لحود، وطوني عاد، وجمال حمدان، وسعد حمدان.
يقول النقيب المنتخب نعمة بدوي لـ"العربي الجديد": "ما حصل في انتخابات نقابة الممثلين في لبنان اعتبره عرس للديمقراطية، فهي المرة الأولى التي تحظى الانتخابات بهذا الكم من المشاركة، بعيداً عن أي اصطفاف أو محسوبيات". وينفي بدوي أي صبغة سياسية لعملية الاقتراع: "نحن كنقابيين على مسافة بعيدة عن السياسة". وعن الخطوة الأولى المفترض تنفيذها بعد الانتخابات يقول بدوي: "نحن أمام تحديات مختلفة متعلقة بمتابعة العمل على إقرار قوانين تضمن حقوق الفنانين، وأمامنا كذلك تنفيذ مشروع التأمين الصحي للممثل والانتهاء من بناء دار المُسن الخاص بالممثلين الذين تقدموا في السن، ليكون جاهزاً في القريب العاجل".
ورغم الآمال التي عقدها كثيرون على اللائحة المقابلة، تقبل أعضاؤها الخسارة برحابة صدر، خصوصاً أنهم نالوا عدد أصوات قليلا. وذلك لم يمنعهم من مباركة جهود النقيب نعمة بدوي، في ظل المنافسة الشديدة التي ظهرت أثناء عملية الانتخابات، وتفضيل عدد كبير من الممثلين لنمط أو لبعض أعضاء النقابة الجديدة، رغم قلة عملهم أو حتى مبادراتهم الخاصة بحقوق الممثل اللبناني، وغيرها من الأمور، وهذا ما يرى البعض أنه سيُضعف عمل النقابة لاحقاً، أو بعبارة أخرى ستبقى المشاكل الكثيرة قائمة في حال عمل النقيب نعمة بدوي بمفرده.

يتحفظ بعض الممثلين عن إبداء آرائهم بفوز لائحة "العمل النقابي"، ويرددون جملة واحدة فقط: "ننتظر الأفضل". في الوقت نفسه، يؤكد أعضاء اللائحة الخاسرة أن ما حصل لم يكن معركة، بل مجرد تنافس ديمُقراطي، وأنه من الضروري العمل مع النقيب على آلية جديدة تنقذ الجميع من التحديات التي يواجهها الممثل اللبناني.

يقول الممثل عبدو شاهين الذي شارك كمرشح في اللائحة الخاسرة: "نحن أمام امتحان جديد وكل شخص اختار من يمثله، لكننا سنتكاتف من أجل بذل جهد لتحصيل وتحصين حياة الممثلين في لبنان والتمتع بحقوقهم كاملة إن عبر القوانين، أو عبر الاتحاد لضمان هذه الحقوق".

المساهمون