نقابة الصحافيين الفلسطينيين تهدد بإجراءات بحق قناة "الغد" إثر استضافتها غانتس

02 فبراير 2021
من مقابلة غانتس على "الغد" والتي وجّه فيها تهديدات (تويتر)
+ الخط -

دانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين إقدام قناة "الغد"، التي تبث من العاصمة المصرية القاهرة، على استضافة وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بني غانتس عبر أثيرها ليل أول من أمس الأحد. واستهجنت مثل هذه الخطوة المشينة التي تتنكر لكل دماء وعذابات الشعب والصحافيين الفلسطينيين، مطالبةً القناة بالاعتذار الصريح، أو أن النقابة ستتخذ إجراءات قاسية بحق القناة.

وأكدت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، في بيان لها مساء الاثنين، أن فتح أي فضاء عربي لمجرمي الاحتلال وأبواقه هو تماهٍ مع هذه الجرائم وتشجيع على ارتكاب المزيد منها، خاصة أن غانتس وجّه خلال المقابلة تهديدات واضحة للشعب الفلسطيني وقواه المقاومة.

وشددت نقابة الصحافيين على أن هذه الخطوة تدير الظهر للإجماع الفلسطيني ومواقف نقابة الصحافيين والاتحاد العام للصحافيين العرب الرافضة للتطبيع بكل أشكاله، وأخطرها التطبيع الإعلامي.

وطالبت نقابة الصحافيين الفلسطينيين إدارة قناة "الغد" بالاعتذار العلني الواضح والصريح عن هذا الفعل، ومحاسبة المسؤولين عنه، وضمان عدم تكراره، وإلا فإنها ستتخذ قرارات وإجراءات قاسية بحق القناة ومكاتبها في الأراضي الفلسطينية.

وجددت النقابة دعوتها إلى كافة وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية لاحترام إرادة الشعب الفلسطيني وحقوقه، والالتزام بمواقف مؤسساته الوطنية المناهضة للاحتلال وكافة أشكال العلاقة معه.

من جانبها، دانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) بقوة استضافة فضائية "الغد" مجرم الحرب بيني غانتس، في مقابلةٍ تطبيعيّة أتاحت له مساحةً ليخاطب فيها الجمهور العربي والفلسطيني الرافض بغالبيته الساحقة للتطبيع.

ودعت BDS في بيان لها الجمهور الفلسطيني والجماهير العربية عامةً، والمتحدّثين/ات العرب عموماً والفلسطينيين/ات بشكلٍ خاص، إلى مقاطعة هذه الفضائية حتى تتراجع عن نهجها التطبيعي وتعتذر للشعوب العربية عن تطبيعها.

وأكدت لجنة المقاطعة أن هذه الاستضافة تمثل خرقاً واضحاً لمعايير مناهضة التطبيع الإعلامي المتبناة من الغالبية الساحقة للمجتمع المدني الفلسطيني، والتي جاء فيها إن "استضافة وسائل الإعلام العربية (الناطقة بالعربية) والفلسطينية (الناطقة بأي لغة) شخصيات إسرائيلية تمثّل حكومة أو مؤسسات الاحتلال، أو تدافع عن الصهيونية والجرائم الإسرائيلية التي تُقترف بحق شعبنا وأمتنا، تعدّ تطبيعاً، وكذلك، بالنتيجة، تعد مشاركة أي شخصية عربية (بما فيها فلسطينية) في تلك اللقاءات التطبيعية تطبيعا".

وتابعت "وليس هذا التطبيع الخطير الأول من نوعه لهذه الفضائية، المدعومة من نظام الإمارات العربية المتحدة الاستبداديّ والغارق في خيانة القضية الفلسطينية، فقد استضافت (الغد) مجرم الحرب (إيهود أولمرت) من قبل، بما يعكس التورّط الممنهج لهذه الفضائية والقائمين عليها في تمرير أجنداتٍ تتجاوز مفهوم التطبيع، وتأتي ضمن الخيانة الممنهجة والمستمرّة التي يقودها النظام الإماراتي وأعوانه في المنطقة".

وطالبت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل كافة أبناء الشعب الفلسطيني بمقاطعة قناة "الغد" لدورها التطبيعي الخطير، وحذّرت من التورّط بأي شكلٍ من الأشكال معها.

وحيّت موقف نقابة الصحافيين الفلسطينيين الذي ندّد بهذه الاستضافة التطبيعية المشينة، وكذلك موقف اتحاد الصحافيين العرب الذي رفض هذا "الفعل التطبيعي غير المقبول تحت أي مبرّر"، مؤكّدين أن هذه الاستضافة استهتار بتضحيات شعبنا ومساهمة في تلميع صورة العدوّ الإسرائيلي على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وناشدت اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل نقابة الصحافيين الفلسطينيّين واتحاد الصحافيين العرب اتّخاذ الإجراءات العقابية اللازمة بحق فضائية "الغد"، بما يشمل سحب رخص عملها في الأراضي المحتلّة وفي القاهرة.

وكرّرت اللجنة دعوتها إلى تصدي شعوب المنطقة العربية للتطبيع بكافة أشكاله، "في الوقت الذي تهرول فيه الأنظمة العربية القمعية، غير الممثلة للشعوب العربية "إلى التطبيع مع الاحتلال على حساب شعوبنا وقضاياها، وفي مركزها قضية فلسطين، هذا فضلاً عن الدور الذي يلعبه التطبيع اليوم في التغطية على الاقتلاع والتطهير العرقي الممنهج والجرائم الإسرائيلية المستمرّة ضدّ شعبنا في كافة أماكن وجوده".

وفي ظلّ تدحرج التطبيع الرسمي وغير الرسمي في فلسطين والوطن العربي عموماً، وانعكاس هذه العلاقات على الميدان الإعلامي، شددت اللجنة الوطنية للمقاطعة على ضرورة التيقّظ والتصدّي للماكينة الإعلامية الصهيونية والتطبيع الإعلامي الناعم، "فقد بات ذلك أيضاً ضرورة نضالية تفرضها علينا هذه المرحلة".

المساهمون