نسخة هندية من "فوريست غامب": ليس بوليوودياً لكنّه يروي تاريخ الهند

12 سبتمبر 2022
عامر خان: تاريخ الهند والـ"بانيبوري" (بي يوبينغ/Getty)
+ الخط -

 

فيلمٌ جديد بعنوان Laal Singh Chaddah، لأدفايت شاندن، يُعتبر النسخة الهندية من "فوريست غامب" (1994)، للأميركي روبرت زيميكس. بدءاً من 11 أغسطس/آب 2022، تعرضه صالات فرنسية عدّة، و"بروميير"، المجلة السينمائية الشهرية الفرنسية، تنشر حواراً مع عامر خان (1965) في عددها الأخير (سبتمبر/أيلول 2022)، "نجم" الفيلم الرائع "النهر (Lagaan)"، الذي يُنجزه الهندي آشوتاش غُواريكر عام 2001.

التغيير الهندي قليلٌ للغاية. السياق العام مُحافظٌ عليه، لكنّ الخصوصية الأميركية تُصبح هندية، والشوكولاته تختفي لصالح الـPanipuri: وجبة أكل خفيفة، معروفة في مناطق هندية عدّة، ولها اسمان آخران: Golgappa وPhuchhka. إنّها "كرة من الخبز المقلّي، بحجم كرة الـ"بينغ بونغ"، مُجوّفة ومليئة بالبصل والفلفل، والحمّص أو البطاطا"، يقول خان، مفسّراً لمحاوره غايل غولُن (رئيس تحرير "بروميير") أنّ أول مذاقٍ يشعر به آكلُها "يجعله يسعل"، لكنّه سيدمن عليها سريعاً، منذ المرة اللاحقة". يُضيف، بعد وصف مذاقها بـ"لذيذ"، أنّه حين يتناول المرء تلك الوجبة، "لن يعرف أبداً ما الذي يُمكن أنْ يُصادفه".

التغيير حاصلٌ في إدخال أغنيتين اثنتين إلى النسخة الهندية، لكنّ هذا لن يُدرج الفيلم في الصناعة البوليوودية؛ وكلّ الجزء المتعلّق بالتاريخ الأميركي يُصبح تاريخاً هندياً. غير أنّ المسألة غير محصورة بهذين التغييرين، إذْ إنّه من غير المُرجّح، أصلاً، تخيّل نسخة هندية من فيلمٍ أميركي كلّياً. يقول عامر خان: "هذا يقوله الجميع لي. لكنّي أحبّ كثيراً فيلم روبرت زيميكس، منذ مشاهدتي إياه في تسعينيات القرن الـ20. بل أقول إنّي مغرمٌ به جداً. بالتأكيد، لم أتخيّل أبداً أنْ أصنع نسخة جديدة منه، أو أنْ "أواجه" مشروعاً كهذا".

 

 

تقول الحكاية إنّ عامر خان يتلقّى، ذات مساء، اتصالاً هاتفياً من صديقه، الممثل أتول كولكارني، يسأله فيه عن أفلامٍ يُفضّلها أكثر من غيرها، فيذكر له "فوريست غامب". بعد أسبوعين، يتصل كولكانري به مجدّداً، قائلاً إنّ لديه نصّاً أوّل له، يتمثّل باقتباس هندي لهذا الفيلم. يسأله خان عن سبب عدم رغبته في التمثيل فيه، قبل أنْ يُدرك أنّ هذا النص، المتحوّل سريعاً إلى سيناريو متكامل، سيكون أول كتابة سينمائية لصديقه: "سأكون صريحاً معك: عند إخباره إياي بهذا، ضحكتُ كثيراً".

اللقاء بتوم هانكس (مؤدّي شخصية فوريست غامب في النسخة الأميركية) يحصل لاحقاً، ولمرة واحدة فقط. هانكس مشغولٌ بتصوير المشهد الأخير من "جسر الجواسيس" (2015) لستيفن سبلبيرغ، الذي يدعو خان إلى البلاتوه، على الجسر البرليني نفسه: "توم موجودٌ هناك. اللقاء لنصف ساعة فقط. إنّه (اللقاء) مفيدٌ للغاية، لما فيه من إرشادٍ وتثقيف. حينها، أنا غير مالكٍ حقوق "فوريست غامب". لذا، أنا غير متمكّن من تناول الموضوع معه". دعوة خان إلى بلاتوه "جسر الجواسيس" متأتية من رغبته في أنْ يُسهِّل سبيلبيرغ تواصله مع روبرت زيميكس، للحصول على حقوق إنتاج نسخة هندية. هذا غير مُتمَّمٍ أبداً.

عنوان النسخة الهندية اسمُ الشخصية الرئيسية، كما في النسخة الأميركية: متابعة المسار الحياتي لرجل طيّب القلب وبسيط التفكير، يمتد بين سبعينيات القرن العشرين والأعوام العشرة الأولى من القرن الـ21، متوقّفاً عند محطّات أساسية في تاريخ الهند. إيراداته الدولية، بين 11 أغسطس/آب و1 سبتمبر/أيلول 2022، تبلغ 11 مليوناً و94 ألفاً و327 دولارا أميركيا، بحسب "موجو بوكس أوفيس" (موقع إلكتروني متخصّص بالإيرادات)، بينما تُشير معلومات "ويكيبيديا" الإنكليزية إلى أنّ الإيرادات في الهند تبلغ 69 مليوناً و260 ألف روبية (نحو 8 ملايين و700 ألف دولار أميركي)، وخارج الهند 59 مليوناً و720 ألف روبية (نحو 7 ملايين ونصف مليون دولار أميركي)، منذ 22 أغسطس/آب 2022. هذا في مقابل ميزانية إنتاج تساوي 180 مليون روبيّة (نحو 22 مليوناً و600 ألف دولار أميركي)، بحسب "تايمز أوف إنديا" (14 يوليو/تموز 2022).

المساهمون