نسخة مصغّرة من المونديال في الأردن

11 ديسمبر 2022
من أجواء المونديال في عمّان (العربي الجديد)
+ الخط -

لا تختلف الأجواء الكروية الحماسية في الأردن، عن سواها من بلدان العالم. فالأردنيون أيضاً متيمون بالساحرة المستديرة، التي يطغى الحديث عنها على كل ما يمكن أن يؤرق المزاج الشعبي العام من ضرائب اقتصادية متصاعدة وزيادات لا تنتهي في أسعار المواد الأساسية للمواطنين.
وأعد الأردنيون العدة منذ وقت طويل، تحضيراً لاستقبال أبرز حدث كروي عالمي يقام لأول مرة في العالم العربي، كاشفين عن سعادتهم بأن تستضيف دولة قطر مونديال كأس العالم، ما جعل الدولة الخليجية وجيرانها العرب، قبلة عالمية من الدرجة الأولى.
ويفتخر الأردنيون بأن لهم بصمتهم الخاصة في تنظيم البطولة على الأراضي القطرية، بعد أن استعان المنظمون بقوة أمنية أردنية تابعة لوحدة أمن الملاعب، تُسمّى "الدرك"، للمساهمة في حفظ الأمن أيام البطولة. وتعد القوة الأمنية المدربة، التي لها باع طويل في هذه العملية الرياضية (والسياسية كذلك)، من أكبر البعثات المشاركة في البطولة.
سيلاحظ المتجول في شوارع المدن الأردنية، وبخاصة العاصمة عمّان، بصورة ماثلة للعيان، كيف تحولت المطاعم والمقاهي إلى واجهات إعلانية بارزة، تدعو الراغبين إلى حضور مباريات كأس العالم، ليترافق المزاج العام للناس مع أهم حدث كروي عالمي، ينتظره الناس مرة كل أربع سنوات.
وعلى هذا المنوال، سخّرت السفارة القطرية في الأردن إمكاناتها للاحتفال ببطولة كأس العالم، وخصصت خيمة تفاعلية كبيرة في "مجمع الملك الحسين للأعمال"، تمكن عشاق الكرة من متابعة مباريات البطولة في أجواء رياضية مائة بالمئة، تحت شعار "من دوحة العز إلى عمان العروبة".
وبإمكان زوار خيمة السفارة التمتع بعدة ألعاب تفاعلية في منطقة المشجعين، لها علاقة مباشرة ببطولة كأس العالم، والتقاط الصور التذكارية مع مجسمات أبرز نجوم كرة القدم مثل: كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ونيمار جونيور، كذلك بإمكانهم الفوز بجوائز تذكارية تقدمها الجهات الراعية، إذا استطاع أحد المشجعين تسجيل عدد معين من الأهداف في مجموعة من الألعاب الافتراضية. 
وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، قال الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني، سفير دولة قطر في الأردن، إن العالم يعيش حالة استثنائية بإقامة كأس العالم لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وفي بلد عربي هو قطر، وأضاف: "لهذه الغاية تم العمل على إقامة خيمة كأس العالم - فيفا قطر 2022، في قلب العاصمة عمّان، من باب مدّ جسور التواصل مع الشعب الأردني، المتحمس لمتابعة أجواء المونديال بكل تفاصيلها".
وعن اختيار شعار "من دوحة العز إلى عمّان العروبة"، يشير السفير إلى أن حجم التفاعل الذي لمسه شخصياً ضمن الفعاليات التي أقيمت خلال الشهور الماضية للترويج للبطولة في الأردن، يستدعي استحضار هذا الشعار. وقال: "يشعر الأردنيون بأنهم من ينظمون البطولة في أرضهم، ومستوى التفاعل ليس غريباً عنهم، فالعلاقات بين البلدين في أوجها، وكل من يحضر معنا أجواء المونديال في خيمة السفارة، سيعي أن الجمهور الأردني يفرح لنا كقطريين وعرب من قلبه".

حول العالم
التحديثات الحية

وعن رأيه بمستوى المنتخبات العربية المشاركة في المونديال، أشار السفير إلى فخره الكبير بالمستوى التي ظهرت به المنتخبات العربية، وتحقيق نتائج لافتة ستبقى في ذاكرة التاريخ، مثل فوز السعودية على الأرجنتين، وفوز تونس على فرنسا، وقال: "كلنا فخر وعزة وسعادة بالمستويات الكبيرة التي يحققها المنتخب المغربي والنتائج المذهلة التي حققها لغاية الآن. الأهم من كل ذلك، أن الرايات العربية توحدت في دوحة الخير وفي كل الدول العربية".
يُشار إلى أن كثيراً من الأردنيين أصبحوا شبه متفرّغين لمتابعة مباريات كأس العالم، إذ تعجّ مقاهي العاصمة الأردنية، والمحافظات الأخرى، بالمواطنين الذين يتابعون المباريات، ليشجع كل منتخبه. 
إلى جانب ذلك، لا يقتصر فرح الأردنيين بإقامة كأس العالم في بلد عربي على ما تشهده بلادهم، بل ينعكس ذلك على الجالية الأردنية المقيمة في دولة قطر، إذ يحضرون في الملاعب، إضافة إلى مناطق المشجعين، ويتفاعلون مع كل ما هو متعلق في المونديال، وهناك كثير من المؤثرين يحضرون المونديال من كثب، وينشرون حوله الأخبار أولاً بأول. 

المساهمون