"إنه عالم الرجل". عبارة يكرّرها جيمس براون في مطلع أغنيته الشهيرة، It's A Man's Man's Man's World، لكنه في المقطع التالي، يُذكّر هذا العالم بأنه "لا يساوي شيئًا بدون امرأة أو فتاة". هذا التنبيه، لم يصل لمسامع "طالبان" في أفغانستان، وبلدان شبيهة بها تدفع بعض النساء بسبب الحاجة، إلى ارتداء ملابس الرجال.
القصص الواقعية من هذا النوع كثيرة، وقد عولج بعضها سينمائيًا، منها فيلم "باران" (Baran) للمخرج الإيراني مجيد مجيدي، وفيلم "أُسامة" للمخرج الأفغاني صديق بارماك، وفيلم "تسلل" لجعفر بناهي، وكلها تتحدث عن الأسباب التي تدفع الفتيات إلى التنكر في هيئة ذكورية. إضافة إلى ظاهرة الـ "باشا بوش"، التي صورتها رواية "اللؤلؤة التي كسرت محارتها" للروائية الأفغانية نادية هاشمي. وثمة قصص مبنية على واقع عالجتها العديد من الأفلام، هنا نركز على أبرزها.
القاعدة والاستثناءات
عبَّرت النادلة عن إعجابها بما يؤلفه الكاتب، ثم سألته بابتسامة تغمر وجهها: "كيف تتمكن من ابتكار شخصيات نسائية مدهشة؟" رد الكاتب: "أتخيل رجلاً ثم أحذف منه المنطق والمسؤولية". زالت ابتسامة النادلة، وحلَّت مكانها علامة تعجب. هذا المشهد من فيلم As Good As It Gets (صدر في 1997)، الذي يصور شخصية الكاتب ميلفين (جاك نيكلسون) المصاب بالوسواس القهري.
يلخص الاقتباس ما قاله فرويد عن كون المرأة "رجل ناقص"، وما قاله ابن جني من أن "التذكير هو الأصل"، ومثل هذا عبّر عنه الكاتب عبد الحميد بن يحيى: "خير الكلام ما كان لفظه فحلاً ومعناه بكراً". والاستشهادات في هذا الباب كثيرة. وبالوسع سرد قصص حقيقية من السينما العالمية عن اضطهاد المرأة والتمييز على أساس النوع. لكنها ستبقى حالات قليلة مقارنة بالتمييز الحاد الذي تلاقيه المرأة في بعض البلدان، وبدرجات تتفاوت شدتها من بلد لآخر.
الرجل في فيلم The Conductor (صدر في 2018)، هو كل شيء حتى أنه يتقمص دور المرأة على المسرح ويسخر من أنتونيا بريكو؛ كونها تعزف على البيانو، فيوجه خطابه للجمهور ساخراً: "هل هي امرأة حقيقية؟". ويقول لها معلمها في أول لقاء لهما: "اسمحي لي بأن أوجه لك نصيحة: تزوجي وأنجبي الأطفال". لكنها لم تصغ لما قيل لها، وتابعت حلمها وتلقت دروساً في العزف على البيانو، وأصبحت في النهاية قائدة لفرقة موسيقية.
المعنى نفسه قاله رجل لكلاريس في فيلم The Colour Room (صدر في 2021)، عندما حلت كأول امرأة مصممة بين مجموعة من المصممين الذكور. تستند قصة الفيلم إلى حياة فنانة الخزف كلاريس كليف في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. ابتكرت كلاريس مجموعتها الغريبة خلال فترة الكساد الكبير، وبفضل أفكارها العصرية نجا مصنع الخزف من الإغلاق. فيلم يضاف إلى قائمة من الأفلام الواقعية المبنية على سير نساء حقيقيات ناضلن من أجل إثبات أنفسهن وسط ثقافة ذكورية لم تكن لتتقبل موهبتهن لولا إصرارهن.
في فيلم On the Basis of Sex (صدر في 2018)، يطلب إروين غريسولد، عميد كلية الحقوق في جامعة هارفارد، من الطالبات أن يُقدمن أنفسهن، وعندما يأتي دور روث غينسبرغ يسألها: "ولماذا أنت هنا يا آنسة غينسبرغ تحتلين مقعداً كان من الممكن أن يحوزه رجل؟". السؤال في حد ذاته ينطوي على جواب مضمر في أحقية الرجل في المقعد، من دون عناء المنافسة، فيما على المرأة أن تبذل جهداً مضاعفاً لتنال استحقاق أن تكون طالبة حقوق في جامعة هارفارد. لكن روث ستثبت جدارتها مثلما فعلت سابقاتها.
ثمة عوائق تعترض طريق الحلم، لكن بالعزيمة والإصرار يمكن أن يتحقق، وهذا ما لا يمكن تحقيقه في مجتمعات طالبان. بالعزيمة ستقتحم المرأة "ناسا" وستجد من يعترضها، وستجيب كاثرين جونسون: "نعم، يسمحون للنساء بالعمل في ناسا، ليس لأننا نرتدي تنانير، ولكن لأننا نرتدي نظارات"، في إشارة إلى الذكاء والجدارة، كما جاء في فيلم Hidden figures الصادر في عام 2016.
تبادل الأدوار
لأن موهبته كرجل لم تلفت إليه أنظار المنتجين، سيتنكر مايكل دورسي (داستن هوفمان)، في فيلم Tootsie (صدر في 1982) في هيئة امرأة من أجل الحصول على دور في مسلسل. وسيتنكر دانييل هيلارد (روبن ويليامز) في هيئة امرأة تدعى Mrs. Doubtfire، في فيلم يحمل الاسم نفسه؛ ليقضي بعض الوقت مع أطفاله الذين حصلت أُمهم على حق رعايتهم بعد الطلاق. الأفلام من هذا النوع كثيرة، وأغلبها يدور في إطار كوميدي وهدفها فكاهي، ولا تصور قضايا تتعلق بالحقوق أو الحريات. أما حين ترتدي النساء ملابس الرجال فالأمر مختلف.
في أيرلندا، أواخر القرن التاسع عشر، وفي مجتمع لا يشجع النساء على الاستقلال، ستتنكر غلين كلوز في زي رجل يدعى ألبرت نوبس، وذلك من أجل أن تتمكن من العمل كخادمة في فندق في دبلن. هذا هو مضمون فيلم يحمل اسم Albert Nobbs، عُرض في 2011. ولعل ألبرت هنا حالة فردية، إلا أنها تعكس حال المرأة التي تدفعها الحاجة والضرورة إلى خلع هويتها وارتداء هوية ذكورية. وفي فيلم Elisa & Marcela، (صدر في 2019)، الذي تدور أحداثه الحقيقية في بداية القرن العشرين، ستتنكر إليسا سانشيز لوريغا في هوية ماريو سانشيز، لمدة خمسة عشر عامًا؛ لتتزوج مارسيلا غراسيا إيبياس.
العديد من النساء اضطُررن للتنكر في هوية ذكورية من أجل تحقيق أحلامهن. في القرن الخامس عشر، ارتدت جان دارك ملابس الرجال؛ من أجل قيادة الجيش الفرنسي. وتنكرت رينا كانوكوجي، في عام 1959، في هيئة رجل؛ لتتمكن من الاشتراك في دورة الجودو في نيويورك. وبعد فوزها بالبطولة، أُجبرت على إعادة ميداليتها حين اكتَشف المسؤولون أنها امرأة.
وفي مدينة الأقصر، في مصر، تخفت سيسا في ثياب رجل لثلاث وأربعين سنة. فبعد أن توفي زوجها، أدار لها الجميع ظهورهم، ولأنها في مجتمع يؤمن بأن البيت هو مكان المرأة، ولأنها لم تجد رجلًا ليساعدها، حلقت شعرها وتخلصت من ملابسها النسائية وغيرت صوتها، وبدأت العمل في وظائف قاسية خاصة بالرجال، مثل أعمال البناء وتلميع الأحذية، إلى درجة أن ابنتها الصغيرة كانت تناديها "بابا"، ولم تعرف حجم تضحيتها إلا عندما كبرت.
الحالات المذكورة هنا، وغيرها كثيرة، وهي حالات استثنائية، ولن تكون بأي حال كتنكر الفتيات في أفغانستان وباكستان بهوية ذكورية، إلى درجة أصبحت ظاهرة تتخذ اسمًا هو "باشا بوش".
فتاة اسمها أُسامة
قرر بارماك صديق كتابة وإخراج أول فيلم روائي طويل له، عام 2003، بعد سماعه قصة حقيقية عن فتاة أفغانية تنكَّرت بملابس صبي خلال حكم طالبان؛ لتتمكن من الالتحاق بالمدرسة. حاز فيلم "أسامة"، عدة جوائز منها جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية.
استعان بارماك بممثلين غير محترفين؛ إذ بحث في دُور الأيتام ومخيمات اللاجئين عن طاقمه. وفي الشارع وجد فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، تدعى مارينا كلبهاري، اقتربت منه لتطلب فكَّة؛ فرأى فيها شخصيته المطلوبة. أحسن بارماك اختيار الفتاة؛ فهي جميلة في هيئتها الأنثوية، وتشبه الصبيان بعد أن قصَّت شعرها، لكن ثمة جانب أنثوي يظل عالقًا في تصرفاتها. تَقبل الفتاة هذا التنكر مكرهة، نرى رفضها لهويتها الجديدة عالقًا في خوفها، وترددها. خوف يشير إلى أن تحوُّل الأنثى إلى ذكر ليس سهلًا كما صوَّرت لها جدتها في القصة الرمزية عن قوس قزح، الذي يحوِّل الرجال إلى نساء، والنساء إلى رجال. تذهب الجدة في قصتها إلى أنه لا فرق بين الرجل والمرأة، فهما كيان واحد، لكن الواقع شيء آخر؛ إذ يمكن تغيير المظهر، وتبقى الروح عصية على التغيير. وهذا ما حدث للطفلة بعد أن تنكرت في زي صبي لتتمكن من إعالة أسرتها المكونة من أمها وجدتها في ظل حكم طالبان الذين يمنعون النساء من العمل.
في أحد مشاهد الفيلم، تتمنى أُمها "لو أن الله لم يخلق النساء"، فترد عليها الجدة بأن الرجال والنساء هم في الأصل كيان واحد، "الرجل الذي يلبس البرقع سيكون مثل المرأة، والمرأة بشعر قصير وبنطلون ستبدو مثل الرجل". تحاول الجدة، بهذا، إقناع الطفلة لكي تقبل دورها الجديد كصبي؛ وإلا سيمُتن من الجوع مثلما قتلت الحرب رجالهن.
سبب آخر لخوف الطفلة، هو أن الفكرة ليست فكرتها، وإنما هي فكرة جدتها؛ لتتمكن من مساعدة أمها بعد فقدان زوجها في الحرب الأهلية وأخيها في الحرب الروسية. الخوف من القتل، إن اكتشف رجال طالبان أمرها، يجعلها تتلفت حولها ويمنَعها من تقمص الهوية الذكورية، لتظل أنوثتها عالقة في صوتها الناعم وفي تصرفاتها الأنثوية، ما أثار شكوك الصِّبْية من حولها. اعتزازها بهويتها الأنثوية، يمكن أن نلحظه في هذا الأثر الأنثوي العالق في شخصيتها وفي ترددها وخوفها بعد أن قصَّت شعرها وتنكرت في زي صبي.
يبقى اسم الفتاة في قصة الفيلم مجهولًا للمُشاهد، ويظهر اسمها المذكر "أسامة" ليشير إلى الاحتلال الذي قام به الاسم الذكوري لهوية الفتاة ولأفغانستان، في حال اعتبرنا اسم الاسم رمزًا لأسامة بن لادن، الذي احتل بالمعتقدات السلفية المتطرفة عقول الأفغان، خاصة وأن الفيلم لا يناقش القضية من منظور ظاهرة أقدم من طالبان، وهي ظاهرة "باشا بوش".
يفتتح الفيلم بمظاهرة للنساء وهن لا يطالبن بحقوقهن أو حريتهن، وإنما بلقمة العيش فيُقابَلن بقمع رجال طالبان.
وفي مشاهد أخرى، نرى رجال طالبان وهم يعترضون طريقهن اعتراضًا على مظهرهن وصوتهن "العورة". وفي بوستر الفيلم، نرى الطفلة "أسامة" وهي تحمل أصيصًا زُرعت فيه ضفيرتها كأنها نبتة يرجى منها أن تنمو. وفي الخلفية نساء مسربلات بالشادور الأفغاني الذي يغطي كامل أجسادهن. ودلالة الصورة تقول: ثمة خياران للنساء في أفغانستان؛ أن يصبحن رجالًا، أو أن يتوارين خلف قضبان الحجاب.
صورة موجزة للشتات الأفغاني
تنكُّر المرأة في زي رجل من أجل العمل، شاهدناه من قبل في فيلم "باران" (2001)، لمجيد مجيدي. في فيلم مجيدي، نرى صورة للشتات الأفغاني الذي خلفته الحرب. الموضوع الرئيسي في فيلم مجيدي هو عن مطاردة السلطات الإيرانية للعمال الأفغان في إيران. وفي سياق هذا الموضوع، يصاب عامل أفغاني، يدعى نجف، في موقع بناء في طهران، وبسبب الحاجة تضطر ابنته الكبرى باران للعمل في موقع البناء باسم مستعار هو عبد الرحمن.
تفشل باران في أداء مهام الرجال، كحمل أكياس الإسمنت الثقيلة، فتنتقل للعمل في إعداد الشاي للعمال. هذه المهمة كان يقوم بها شاب يدعى لطيف. تحتدم المواجهة بين عبد الرحمن ولطيف، وحين يكتشف هوية باران الحقيقية يُكن لها حبًا صامتًا، ويتعاطف معها، ومع مرور الوقت يتكشف معدنه المحب للخير فيحاول مساعدة أسرتها بشتى السبل، ومن ذلك إنفاقه كل مدخراته في سبيلها.
نوع آخر من التسلل
يُفتتح فيلم "تسلل"، للمخرج الإيراني جعفر بناهي، بأب يبحث عن ابنته قبل أن يجدها إخوتها، فيقتلونها، كما عبّر الأب. في المشاهد التالية، نرى فتاةً وهي على حافلة كل ركابها من الشباب المشجعين لمنتخبهم الوطني الإيراني في كأس العالم. ولأن النساء ممنوعات من دخول ملاعب كرة القدم، ستحاول الفتاة الدخول متنكرة بهيئة ذكورية، فهذا ما تفعله كثير من الفتيات كما تشير أحداث الفيلم. تنجح المحترفات منهن في التنكر ودخول الملعب، وتفشل المستجدات، وهذا ما حدث لهذه الفتاة حين تقبض عليها الشرطة وتُحتجز إلى جانب أخريات.
على لسان جندي، يقدم الفيلم تفسيرات، أو تبريرات، لوجهات النظر القائلة بمنع النساء من دخول ملاعب كرة القدم. تسأل إحدى الفتيات المحتجزات، بعد منع الجندي لفتاة من التدخين: "التدخين ليس جريمة ودخول الملعب ليس جريمة فلماذا تمنعوننا؟"، يجيب الجندي: "لدينا أوامر". تسأله الفتاة: "وماذا سيحدث لو دخلنا؟"، يرد: "هناك الكثير من الرجال في الداخل يشتمون ويسبون".
يريد الجندي القول إن منع النساء من الدخول لمصلحتهن؛ حتى لا يسمعن الألفاظ البذيئة التي يتفوه بها الرجال أثناء المباريات. من جهته، يطرح الجندي وجهة النظر التي تقلل من شأن اهتمام النساء بحضور كرة القدم في الملاعب: "ليست كرة القدم مسألة حياة أو موت، فلماذا تنشغل بها الفتيات؟ ولماذا لا يشاهدنها في بيوتهن، بدلًا من إحداث المشاكل والفوضى في الملاعب؟". تجيب فتاة: "المباراة أهم عندي من الطعام". كان بإمكانها القول: ولماذا لا يفعل الرجال المثل فيشاهدون المباريات وهم في بيوتهم؟ لكنها -بتقديمها كرة القدم على الأكل- عبَّرت عن عشقها لكرة القدم، مثلما يفعل الرجال تمامًا.
وهن محتجزات، تحاول الفتيات إقناع الجنود لكي يشاهدن المباراة، لكن بلا جدوى. يتوصلون إلى حل وسط، وهو تعليق أحد الجنود على المباراة من موقعه خلف قضبان باب يُطل على الملعب.. وبهذا المشهد، يتحول ملعب كرة القدم إلى سجن والسجان إلى سجين؛ فالجنود أنفسهم يعانون، وكان بعضهم يخطط لأخذ إجازة لولا هذه المهمة.
تعيد إحدى الفتيات طرح السؤال من منظور مختلف: "لماذا تستطيع اليابانيات مشاهدة كرة القدم بين فريقي اليابان وإيران؟". يجيب الجندي: "لأنهن يابانيات". ترد الفتاة: "إذن مشكلتي أنني ولدت في إيران!". وتسأله فتاة أُخرى: "ولماذا يمكن للإيرانيات مشاهدة الأفلام في قاعات السينما مع الرجال؟". يجيب الجندي: "الأمر مختلف". ترد الفتاة: "كيف مختلف؟ إضافة إلى أن المكان مظلم!". وتُضيق عليه فتاة أخرى الخناق سائلةً: "وماذا لو أتينا برفقة إخواننا وآبائنا، هل ستسمحون لنا بالدخول؟". فيعجز الجندي عن الرد، ويقول غاضبًا: "أنا لست الرئيس"، في إشارة إلى أن القرار بيد السلطة الحاكمة، ويضيف بعد إلحاح الفتاة: "لا، لا يمكنكن".
تشير أسئلة الفتيات، أو مرافعتهن في هذه القضية، إلى الاعتباط في اتخاذ قرارات المنع، وهي قرارات لا تحتكم إلى معيار مقنع وواضح. وقد اختار بناهي الجندي ليجيب عن هذه الأسئلة المشروعة، وهو بهذا الاختيار يُماهي بين عقلية الجنود- الذين اعتادوا طاعة الأوامر وتنفيذها من دون نقاش، فيبدون أغبياء أمام أسئلة الفتيات الذكية- وبين عقلية رجال الدين، الذين يُشرِّعون الأوامر والنواهي وفق آلية السمع والطاعة نفسها.
عنوان الفيلم مقتبس من حالة التسلل في كرة القدم، لكنه يكتسب مع قصة الفيلم معنى جديدا، هو تسلل النساء إلى ملاعب كرة القدم، من منطلق الحرية والمساواة وحبهن للكرة. ويؤكد الفيلم حقيقة أن المظهر الخارجي خادع ولا يعكس بالضرورة النوع، أو الجوهر، وذلك بظهور شاب بشعر طويل، فيظنه الجندي فتاة، وظهور فتيات بمظهر ذكوري، لا يوحي مطلقا أنهن إناث.