نجاح زراعة نباتات في تربة من القمر للمرة الأولى

13 مايو 2022
خطوة كبيرة للمضي قدماً في معرفة إمكانية زرع نباتات على القمر (ناسا/تويتر)
+ الخط -

للمرة الأولى، تمكن العلماء من زراعة نباتات في تربة من القمر جمعها رواد فضاء برنامج أبولو في "ناسا".

لم تكن لدى الباحثين أي فكرة عما إذا كانت البراعم ستظهر من تربة القمر الصلبة، وأرادوا رؤية ما إذا كان يمكن استخدامها لزراعة الغذاء بقدوم الجيل المقبل من مستكشفي القمر، وفاجأتهم النتائج.

قال روبرت فيرل، من معهد علوم الغذاء والزراعة في جامعة فلوريدا: "يا للهول! يمكن للنباتات النمو فعلاً في تربة القمر. هل هذه مزحة؟!".

فيرل وزملاؤه زرعوا نبات الرشاد في تربة قمرية عاد بها نيل أرمسترونغ وباز ألدرين وآخرون ساروا على القمر في بعثة أبولو 11. والأنباء الجيدة هي أن كل البذور برعمت.

الجانب السلبي كان أنه بعد الأسبوع الأول أدت الخشونة وعوامل أخرى للتربة القمرية للضغط على الحشائش الصغيرة المزهرة، لدرجة أنها أبطأت نموها مقارنة ببذور زرعت في تربة من الأرض. وانتهى الأمر بمعظم نباتات القمر بالتقزم.

نشرت النتائج الخميس في دورية اتصالات الأحياء.

وكلما طالت مدة تعرض التربة للإشعاع الكوني الصعب والرياح الشمسية على القمر، ساءت حالة النباتات.

وأوضح سيمون غيلروي، وهو عالم أحياء لنباتات الفضاء في جامعة ويسكونسن- ماديسون وشارك في الدراسة، أن "هذه خطوة كبيرة للمضي قدماً في معرفة إمكانية زرع نباتات. والخطوة الحقيقية المقبلة هي الذهاب وفعل ذلك على سطح القمر".

وتربة القمر ممتلئة بقطع ضئيلة من شظايا الزجاج، بسبب اصطدامات صغيرة للنيازك. وقد يكون أحد الحلول استخدام بقاع جيولوجية أصغر على القمر، مثل أماكن تدفق الحمم البركانية، للحصول على تربة زراعية. ويمكن أيضاً معالجة البيئة بتغيير المزيج المغذي أو تعديل الإضاءة الصناعية.

وجلب فقط نحو 382 كيلوغراما من صخور وتربة القمر إلى الأرض من خلال 6 طواقم لـ"أبولو". نثر بعض من غبار القمر أيضاً على النباتات قيد العزل، بعد عودة الرواد إلى هيوستن من القمر.

ظل معظم ما جلب من القمر محجوزاً، ما أجبر الباحثين على إجراء تجارب على تربة محاكاة بغبار بركاني من الأرض. وتمكنت "ناسا" من إرسال 12 غراماً إلى جامعة فلوريدا وباحثيها في بداية العام الماضي، وبدأت الزراعة التي طال انتظارها في مايو/ أيار الماضي داخل المختبر.

قالت "ناسا" إن الوقت حان لإجراء مثل هذه التجربة، فيما يتطلع المزيد من رواد فضاء الوكالة للعودة إلى القمر خلال بضع سنوات.

وقالت العالمة في "ناسا" شارميلا بهاتاشاريا: "فكرة التمكن من زرع أي شيء تعني أن لدينا نقطة بداية جيدة للغاية، والسؤال الآن هو كيف نحسن ونطور".

(أسوشييتد برس)

المساهمون