تحاول المغنية اللبنانية نانسي عجرم القفز فنيًا أمام قتل الشاب السوري محمد موسى في منزلها على يد زوجها ليل الخامس من يناير/كانون الثاني 2020. ورغم تسريب بعض المعلومات المتعلقة بدعوة نانسي عجرم للإدلاء بشهادتها في القضية التي أعيد فتح ملفها مجدداً، تحاول عجرم الخروج إلى الضوء من خلال أعمالها الغنائية. وشيئًا فشيئًا تفقد رواية عجرم وزوجها بخصوص قتل الشاب السوري محمد موسى بريقها ومنطقيّتها، خصوصًا بعد تأكّد تلقّي الضحية حوالي 16 رصاصة من فادي الهاشم، زوج عجرم، إذْ تقابلها رواية أخرى تشكّك بأنّ القتيل محمد موسى كان يريد أن يسرق بيت عجرم.
وبعد أسابيع قليلة من الحادثة أصدرت عجرم في شباط/ فبراير 2020 أغنية "قلبي يا قلبي" من كلمات وألحان نبيل خوري، كانت صوَّرتها في تركيا قبل الحادث، وتصدرت يومها الأغنية مواقع التواصل والمنصّات، إذ تزامن طرحها مع "عيد الحب". لكن الأزمات المتلاحقة في لبنان، واجتياح فيروس كورونا، أبعدا عجرم قليلاً عن الإصدارات الجديدة، إذْ التزمت بالحجر المنزلي، لتعود في أيار/مايو 2020 بحفل غنائي "أونلاين" تماشيًا مع الفعاليات التي كان يقوم بها بعض الفنانين والحضور عبر المنصّات والمواقع الإلكترونية، ونال حفلها أعلى نسبة مشاهدة بحسب الأرقام.
بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس الماضي، أصدرت نانسي عجرم أغنية اختارت كلماتها من قصيدة "بيروت الأنثى" للشاعر الراحل نزار قباني، وحاولت عجرم في الكليب أن تجسد قضية هجرة الشباب من لبنان، وأن تروج للأغنية كنوع من معايشتها لما يحصل في موطنها. وكسبت الأغنية مزيداً من المشاهدات وحققت حوالي أربعة ملايين متابع أو مستمع على صفحتها على "يوتيوب". واليوم تحاول عجرم العودة عبر مجموعة جديدة من الأغاني في ألبوم كامل أطلقت عليه اسم "نانسي 10" وهو الألبوم العاشر في مسيرتها الفنية التي تمتد لعشرين عامًا.
أربع أغنيات أطلقتها خلال شهر واحد بمعدل أغنية كل أسبوع تنوعت بين اللهجة المصرية واللهجة اللبنانية، ترافقت مع حملة دعائية بدأتها عبر منصات التواصل الاجتماعي والمكتبات الإلكترونية، فيما استنفر جمهورها عبر العالم الافتراضي لمساندة صاحبة "ما تيجي هنا"، حتى حققت الأغاني الجديدة ملايين المستمعين.
من المبكر بالطبع الحديث أو تقييم الأغاني الجديدة، حتى انتهاء إصدار الألبوم كاملاً، لكن الواضح أن استسهالاً في اختيار عجرم هذه المرة للكلمات والألحان، التي لم يألفها الجمهور من قبل. ثمة أسئلة كثيرة تنتظر إجابات حول هذا الجديد "البارد" موسيقيًا، ويعتمد على طريقة التوجه بالشعارات والكلمات المؤثرة التي ترافقت مع الإعلان عن ألبوم عجرم العاشر.
والواضح أن سياسة انقلاب نانسي على الطرق التقليدية في إصدار جديد غنائي لا تصب في مصلحتها، بعد أن كسبت الرهانات في السابق. وكانت معظم أغنياتها تنال النجاح لا بل تتصدر المكتبات الموسيقية في الأيام الأولى، وهذا ما لم يُلمس هذه المرة بالذات وبعد غياب أربع سنوات عن إصدار ألبوم غنائي كامل.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
