ينتظر عدد من العاملين في القسم العربي من "دويتشه فيله"، المؤسسة الإعلامية الدولية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، صدور القرار النهائي، حول بقائهم في عملهم أو فصلهم نهائياً، بعد انتهاء التحقيق معهم، بتهمة "نشرهم آراء معادية للسامية".
ورغم أن أياً من الموظفين في القسم العربي لا يعرف العدد الفعلي للذين يخضعون للتحقيق، تصرّ الإدارة على التكتّم الشديد حول الموضوع، حيث رفض المتحدث الرسمي باسم الشبكة، كريستوف جامبيلت، الرد على أسئلة "العربي الجديد" حول موعد انتهاء التحقيقات، مكتفياً بالقول إنه "يمتنع عن التعليق على أي موضوع مرتبط بشؤون الموظفين".
من جانبها علمت "العربي الجديد" أنّ بين الأسماء البارزة التي تخضع للتحقيق، مراسلة القناة في تونس مبروكة خذير وهي أيضاً مدربة في أكاديمية "دويتشه فيله"، التي كتبت بيتاً للشاعر السوري الراحل نزار قباني عبر حسابها على "فيسبوك" عام 2019 هو "لم يدخل اليهود من حدودنا، وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا". حيث اتهمتها لجنة التحقيق بـ"معاداة السامية بسبب تشبيه اليهود بالنمل".
أما الاسم الثاني فهو للمصرية سمر أبو الفتوح التي كانت مراسلة للشبكة في القاهرة ثمّ انتقلت إلى ألمانيا لتواصل عملها مع DW من هناك. التحقيق مع أبو الفتوح يتناول كتابتها لتدوينة عبر "فيسبوك" عام 2014 (عام العدوان الإسرائيلي على غزة) تصف فيها إسرائيل بـ"الوحش الذي لم يتعلّم من تاريخه، ويريد تكرار نفس المذابح التي مرّ بها".
إلى جانب خذير وأبو الفتوح، خضعت الأردنية أسماء الخالدي إلى التحقيق بسبب تدوينة هي أيضاً على "فيسبوك" عبرت فيها عن "تعاطفها مع كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس"، وفق التهمة الموجهة لها. 3 تدوينات تحديداً كانت محور التحقيق مع الخالدي الأولى كتبت فيها "هناك الله أولاً، وبعده تأتي حركة حماس وكتائب القسام"، أما التدونية الثانية فاحتفت فيها بعملية فرار الأسرى الفلسطينيين العام الماضي من سجن جلبوع الإسرائيلي، واصفة الأسرى بالأبطال. والتدوينة الثالثة هاجمت فيها التطبيع بين الإمارات والاحتلال، وكتبت "الإمارات الصهيونية المتحدة".
ولم تبلغ لجنة التحقيق أياً من الموظفين عن موعد صدور نتائج التحقيق معهم، علماً أنّ الشؤون القانونية في المؤسسة هي التي أرسلت لهم الأسئلة عبر البريد الإلكتروني، تحديداً هؤلاء المتواجدين خارج ألمانيا، بينما يشرف على لجنة التحقيق كل من وزيرة العدل الألمانية السابقة زابينه لويتهويزر شنارنبرغر، والأخصائي النفسي أحمد منصور.
وفي أسبوع واحد صرفت الشبكة 6 موظفين في قسمها العربي هم: باسل العريضي، ومرهف محمود، ومرام سالم، وفرح مرقه، وزاهي علاوي، وياسر أبو معيلق، كما فضت التعاقد مع داود إبراهيم المدرب في أكاديميتها.
وحتى الساعة لم تتضحّ بعد الخطوات المقبلة للزملاء المصروفين. لكن علمت "العربي الجديد" أنّ الموجودين في ألمانيا يتجهون إلى رفع دعوة صرف تعسفي أمام القضاء الألماني، بينما الموجودون في عواصم عربية، لا يزالون في إطار المشاورات القانونية لمعرفة الطريقة الأنسب لرفع القضية أمام القضاء، للمطالبة بتعويض ماليّ عن الصرف.
ويتجّه هؤلاء إلى مقاضاة الشبكة في القضاء، خصوصاً الفلسطينيين زاهي علاوي وياسر أبو مريقع اللذين يحملان الجنسية الألمانية، ويعملان مع الشبكة منذ سنوات طويلة، ما يجعل قضيتهما مباشرة أمام القضاء الألماني.