على مدار الأشهر الأخيرة، انطلق في شبه القارة الهندية عديد من الفعاليات الداعمة لغزة والمتضامنة مع فلسطين، بينما سارع كثير من المغنين في بلدان تلك المنطقة، إلى إعلان مواقفهم المنحازة إلى قطاع غزة، ضد جرائم آلة الحرب الصهيونية، ليستمر معنى الإنسانية في انتخاب أناسه حول العالم.
اسمي فلسطين
تحت عنوان "اسمي فلسطين"، أطلقت المغنية البنغلادشية، فرزانة وحيد شايان، أغنيةً من كلماتها وألحانها، تخليداً لصمود الفلسطينيين ضد العدوان الصهيوني.
نشرت المغنية الشعبية الأغنية من خلال حسابها على فيسبوك، في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وقالت معلقة: "عندما أفكر في فلسطين، أتذكر وضعنا أثناء الحرب عام 1971. لقد خضنا نفس الحرب من أجل استقلالنا. أنا مع فلسطين، وأطلب من الجميع أن يتحدثوا باسمهم من أجلها".
وأضافت المغنية والملحنة والشاعرة: "في رأيي، فلسطين دولة حرة مستقلة ذات سيادة، وأطلب منكم جميعاً الوقوف مع أهلها ودعم قضيتها". وحثت فرزانة الجميع على ألا يتوقفوا أبدًا عن الحديث عن غزة.
في بنغلادش أيضاً، نظم عدد كبير من نجوم التمثيل والغناء فعالية خيرية ضخمة، بتاريخ 24 نوفمبر/تشرين الثاني، بغرض رفع الوعي بشأن ما يحدث في فلسطين، وخصص المنظمون أرباح الحفل لصالح ضحايا آلة الحرب الصهيونية.
أحيا الاحتفال الذي جاء تحت عنوان: "إلى غزة من دكا" (عاصمة بنغلادش) 15 مغنياً وفرقة موسيقية، منهم رضا شودري، وماشا إسلام، وأحمد حسن صني، ومغني الراب Shafayat، وأسير أرمان، ومقصود دكا، وآرك، ومجدول، وشوهوجيا، وكارنيفال، وفيروز جونغ، وموروفومي. إلى جانب ذلك، قدمت الممثلة زكية باري مامو عرضاً فنياً يصور أماً فلسطينية ثكلى وهي تدفن طفلها الذي استشهد في هجوم إسرائيلي.
في باكستان أيضاً
من باكستان، تقدم المغني عاطف أسلم ليكون واحداً من أوائل المعلنين عن دعمهم لفلسطين، حين أبدى، بعيد عملية "طوفان الأقصى" مباشرة، تضامنه مع فلسطينيي غزة ضد العدوان الإسرائيلي، واستتبع هذا عاصفة من الانتقادات بين متابعيه الهنود على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأ الجدل عندما أضاف أسلم منشوراً عبر حسابه على "إنستغرام" يضم العلم الفلسطيني، كرمز للتضامن مع فلسطينيي غزة، معرباً عن أسفه إثر سقوط الآلاف من أرواح الفلسطينيين الأبرياء. وأثار هذا التصريح غضب العديد من متابعيه الهنود، فعلق أحدهم أن أسلم، الذي كان في يوم من الأيام مغنيه المفضل، لم يعد كذلك، ووصفه بأنه مجرد مسلم عادي لا يتحدث إلا في قضايا بعينها. في حين اندفع بعضهم إلى مطالبته بإعلان موقفه من ضحايا عملية "طوفان الأقصى"، ودعا آخرون إلى إلغاء متابعة المغني الباكستاني، لكن ذلك لم يردع أسلم؛ فتعددت تصريحاته الداعية إلى مساندة الفلسطينيين في محنتهم.
المغني والناشط الاجتماعي الباكستاني الشهير، شهزاد روي، نحى منحى آخر في دعم فلسطينيي غزة حين استعان بكلمات للشاعر الأردي الأشهر فايز أحمد فايز، مسجلاً أغنية أهداها إلى أطفال كشمير وفلسطين.
أطلق روي كليب الأغنية من خلال حسابه على منصة إكس، ويُظهر الكليب وحشية الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين والأطفال منهم خاصة، بينما كتب روي معلقاً: "هذه أغنية من أجل أن نرفع أصواتنا جميعاً محاولين إنقاذ أطفال فلسطين عبر الدعوة إلى وقف الحرب".
أثار الفيديو كليب كثيراً من ردود الأفعال الإيجابية، إذ علق أحد المتابعين: "أخي ليس لدي كلمات لأمدحك". وأضاف آخر: "في الوقت الذي يصمت فيه معظم المشاهير، سارعت أنت إلى إعلان موقفك من القضية، لا أملك الكلمات الكافية التي أعبر بها عن احترامي، أتمنى لك المزيد من النجاح". ونشر ثالث: "سعيد جدًا برؤيتك وأنت ترفع صوتك من أجل فلسطين".
لا أستطيع أن أكون هنا
هناك أيضا المغنية من أصل باكستاني، صفية هيرنانديز، التي أهدت آخر أغانيها "لا أستطيع أن أكون هنا" إلى فلسطين. ولدى الإعلان عن الأغنية المهداة، علقت على حساباتها بوسائل التواصل الاجتماعي: "آمل أن تنال الأغنية إعجابكم. هناك طرق أخرى أحاول من خلالها دعم هذه القضية، لكن كموسيقية، فإن الكتابة والغناء يمثلان متنفسًا لي، وأتصور أن الموسيقى تشفي الكثير من الناس في أوقات اليأس. أؤمن بحقوق الإنسان، وهذا الإيمان، يجعلني أدعم الشعب الفلسطيني في غزة".
إلى جانب أسلم وروي وهيرنانديز، كان هناك كثير من الفنانين الباكستانيين الذين تحينوا الفرص لإعلان تضامنهم مع فلسطين، منهم المغني علي ظافر الذي لم ينس أن يسلط الضوء على جرائم الإبادة الجماعية التي تمارس ضد الفلسطينيين في غزة، أثناء تسلمه جائزة مغني العام في باكستان، بحفل توزيع جوائز المهرجانات العربية الدولية (DIAFA) في دبي.
خلال الحفل الذي أقيم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، شدد ظافر على أهمية قيام الفنانين برفع أصواتهم ضد الفظائع التي طال أمدها ويواجهها الفلسطينيون، مؤكداً أن تمتع الفنانين بميزة الوصول إلى جمهور أكبر، فإن ذلك يحملهم مسؤولية أخلاقية كمواطنين عالميين.
ومن باكستان أيضاً، دان المغني حسن رحيم بشدة الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، منتقداً الولايات المتحدة لدعمها غير المحدود للكيان الصهيوني، وحث الرابر الباكستاني مواطنيه على مقاطعة منتجات الدول التي تدعم السياسات الإسرائيلية.
وعلى حسابه في "إكس"، كتب رحيم: "كيف يُطلب من الفلسطينيين ضمان رفاهية مضطهديهم؟ أتصور أن القتل والقمع بوحشية الذي يمارس يوميًا هو دليل على تجريد القاتل التام من إنسانيته"، مؤكدًا أنه منذ اليوم "تميل الرواية نحو الشعب الفلسطيني وضد مضطهديه. إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، وكانت ستأتي منذ وقت طويل".