"مهرجان ميزان 1": سينما الاغتيال السياسي

14 يوليو 2023
عمر أميرالاي: استنباط سرد سينمائي بجمالية خاصة في موضوع قاسٍ (فرانس برس)
+ الخط -

 

"بالتزامن مع اليوم العالمي للعدالة الدولية، تطلق مؤسَّسة لقمان سليم، في 17 يوليو/تموز 2023، في بيروت، النسخة الأولى من "مهرجان ميزان السينمائي"، المخصّص للأفلام الوثائقية والدرامية، التي تتطرَّق للاغتيال السياسي".

بهذه الكلمات، تُقدِّم المؤسّسة نشاطاً سينمائياً، يُنظَّم مع "مركز مينا للصورة" في بيروت، ينتهي في 19 الجاري. بحسب التقديم نفسه، يشكِّل المهرجان سابقةً في نوعه، "إذْ يُقدّم منبراً فريداً لنقاشات سينمائية وسياسية حول مسألةِ قتل النخب الفاعِلة في مجتمعاتها، من صحافيين وسياسيين وناشطين، وطريقة إيصال هذه القضية المريرة إلى الرأي العام".

يتضمّن البرنامج 5 أفلامٍ، بعضها يُعرض للمرّة الأولى في لبنان، تتناول اغتيالات تمَّت في مالطا والمكسيك والجزائر ولبنان واليونان، إلى جلسات حوارية، "تطرح قضية القتل السياسي من زواياه، وفي أطرِه الجغرافية والزمنية والمجتمعية المتعدِّدة، وتساهم في الإحاطة بهذه الإشكالية". يُضيف التقديم أنّ المهرجان يجمع وجهات نظر متنوّعة لسينمائيين ونقّاد وباحثين وناشطين في الشأن العام: "تقدّم أفلامه وجلساته متنفَّساً للتحاور والتفكّر في ما يؤول إليه الشأن السياسي في مجتمعاتنا اليوم، في سعي منَّا إلى إحداث تغيير يُكرِّس مبدأ المحاسبة والعدالة".

افتتاح النسخة الأولى معقودٌ على الوثائقيّ "مشروع كارتل" (فرنسا، 2021، 70 د.، بالفرنسية والإنكليزية، مع ترجمة عربية) لجول جيرودا، عن تصفِيَة الصحافيين الاستقصائيين في المكسيك، حيث اغتيل نحو 200 إعلامي في العقدَين الأخيرَيْن: "يَندرِج الفيلم ضمنَ مشروع "القصص المحظورة" لشركة إنتاج فرنسيّة، تحمل الاسم عينَه، يتتَبَّع فيه صحافيون وصحافيات من العالم قضيّةَ اغتيال زميلتِهم المكسيكيَّة رِجينا مارتينز بيريز في 28 أبريل/نيسان 2012 (مولودة في 7 سبتمبر/أيلول 1963)، سعياً إلى حلِّ لغز مقتلِها، واستِكمالِ مسارِ التحقيقات التي تسبَّبت في استهدافِها". يتبع العرض نقاش بعنوان "استهداف الصحافيين ودور التوثيق السينمائي في التصدّي لهذه الظاهرة"، بإدارة الصحافي جاد شحرور (المسؤول الإعلامي في "مؤسسة سمير قصير")، ومشاركة ديانا مقلّد (صحافيّة ومخرجة، من مؤسّسي موقع "درَج") وهيثم شمص (أستاذ جامعي ومدير "مهرجان كرامة بيروت لحقوق الإنسان").

 

 

في اليوم التالي، يعرض فيلمان وثائقيان "يُعنَيان بمسألةٍ قلَّما طُرحَت": القتلُ السياسيّ للنساء في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. "رسالةٌ إلى أختي" (الجزائر، 2006، 67 د.، بالفرنسية والعربية، مع ترجمة إلى العربية)، تَتَتَبّعُ فيه المُخرِجة الجزائرية حبيبة جحنين خُطى أختها نبيلة، المناضِلة اليسارية والنسوية. يلي العرض لقاء بعنوان "الاغتيال السياسي للنساء: ظاهرة خاصة؟"، بإدارة منى فيّاض (باحثة وأكاديميّة مختصّة بعلم النفس)، ومشاركة نبيلة غصين (صحافية وباحثة، تعمل في "المفكّرة القانونية") وهالة العبد الله (مخرجة أفلام وثائقية).

الفيلم الثاني "مالطا، باسم دافني" (فرنسا، 2021، 52 د.، بالإنكليزية والفرنسية، مع ترجمة عربية) لجول جيرودا، الذي يُعرَض للمرّة الأولى في لبنان: عن اغتِيال الصحافية المالطيّة دافني كاروانا غاليزيا، في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017 (مولودة في 26 أغسطس/آب 1964)، في تفجيرٍ مفخَّخ، و"ترك مقتلُها أثراً بالغاً في الرأي العام الأوروبي، إذْ كشفَت قُبَيل مقتلِها عن قضايا فساد طالَت مسؤولين كبار". فيه، يسعى أبناء دافني، بالتعاون مع شبكة صحافيين استقصائيين، إلى كشفِ ملابسات اغتيالِها. يلي العرض حوار مفتوح.

في اليوم الأخير، فيلمان أيضاً: "في يوم من أيام العنف العاديّ، مات صديقي ميشال سورا" (فرنسا/لبنان، 1996، 50 د.، بالفرنسية والعربية، مع ترجمة عربية)، الذي أنجزَه المخرجُ السوريّ الراحل عمر أميرالاي بعد 10 أعوام على إعلانِ مقتلِ الباحثِ الفرنسي سورا: "يُشكّل الفيلم وثيقةً تاريخية وسينمائية، تتجسّد فيها قدرة المخرج على استنباط سرد سينمائي يَفرض جماليَّتَه الخاصة في موضوعٍ بالغِ القسوة". يلي العرض لقاء بعنوان "سينما عمر أميرالاي في تمثيل العنف والغياب"، بإدارة هالة العبد الله، ومشاركة محمد سويد (مخرج وناقد سينمائي) وعباس هدلا (موثّق وباحث رئيسي في "أمم للتوثيق والأبحاث").

ثم يُختتم المهرجان بعمَلٍ "تركَ بصمة خاصة في نمطِ أفلام الجريمة السياسية": Z ("زَدْ"، فرنسا/الجزائر، 1969، 127 د.، بالفرنسية والإنكليزية، مع ترجمة عربية) للفرنسي اليوناني الأصل كوستا غافراس: استعادة دراميّة للأحداث المحيطةِ بمقتَل السياسي اليوناني غريغوريس لامبراكيس، الذي اغتالَه اليمين المتطرف في 27 مايو/أيار 1963 (مولود في 3 أبريل/نيسان 1912).

المساهمون