مهرجان كرامة السينمائي يوزع جوائز الدورة الثالثة عشرة في عمّان

22 ديسمبر 2022
عرف المهرجان فعاليات سلطت الضوء على التحولات في حقوق الإنسان (العربي الجديد)
+ الخط -

اختُتمت مساء الأربعاء الدورة الثالثة عشرة من مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمّان، تحت عنوان "التحولات في حقوق الإنسان"، بتوزيع جوائزه الخمس في فئات الفيلم الروائي والوثائقي والتحريكي، إضافة إلى تنويهات ببعض الأفلام.

ونال فيلم "أسماك حمراء" للمخرج المغربي عبد السلام الكلاعي جائزة "أنهار" لأفضل عمل سينمائي يعالج قضايا حقوقية في العالم. تدور أحداثه حول حياة التي تغادر السجن بعد أن أمضت 17 عاماً فيه، وتعود إلى مسقط رأسها في شمال المغرب لتجد نفسها في مواجهة أخٍ يرفضها خوفاً من العار. وكانت رغبتها الوحيدة أن تلتقي ابنها وتحكي له حقيقة ما حصل.

كما نوهت لجنة التحكيم بفيلم "من القاهرة" للمخرجة المصرية هالة جلال الذي يتحدث عن امرأة تلاحقها القاهرة، وتخشى أن تصيبها بالشلل، فتقابل امرأتين تعيشان تمكنتا من مواجهة مخاوفهما وخلق مساحة لأحلامهما.

وجاءت جائزة أفضل فيلم تحريكي من نصيب فيلم "يوغو" لمخرجه الكولومبي أرلوس غوميز سالامانكا، ويتحدث عن نطاق العمر، من خلال مسار رحلة امرأة ورجل أُجبرا على مغادرة ريفهما الأصلي، في إشارة إلى حركة النزوح من الريف إلى المدينة نتيجة الموجة الاقتصادية الرأسمالية والليبرالية لأميركا اللاتينية وعواقبها على المجتمعات المهمشة، من خلال التغييرات البيئية والمجتمعية التي تولدها.

وفي الفئة نفسها، حصل الفيلم التحريكي "دمية" من بيلاروسيا، للمخرجة ريتا شاغراي، على تنويه خاص. والفيلم عن مواجهة الموت في حرب قاسية ومعهم دمية تشاركهم المصير.

وحاز الفيلم الكرواتي "ماركو" للمخرج ماركو شانتيتش على جائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم روائي قصير. ويتناول الفيلم عدم قدرة الزوجين المسنين ماركو وأنكيكا في التغلب على ألمهما بعد مقتل ابنهما الوحيد خلال حرب البلقان التي أعقبت تقسيم يوغسلافيا. وتدور أحداث الفيلم حول العلاقة المشوشة مع الصربي ماركو الذي حل سائحاً في منزلهما، بعد أن اضطرتهما الظروف المعيشية إلى تأجير غرفة ابنهما القتيل للسياح العابرين.

كما نوهت لجنة التحكيم بفيلم "لغة "الأم المميتة" من باكستان للمخرج علي سهيل جورا، ويدور حول مجازر الكراهية في مدينة كراتشي ومقتل ابنهما الذي يتحدث لغة مختلفة عن الآخرين.

وحصل فيلم "أفلاطون الصغير"، من إنتاج أيرلندا وفرنسا وبلجيكا، على جائزة أفضل فيلم وثائقي للمخرجين ديكلان ماكغرات ونيسا ني شينون. هناك مدرسة ابتدائية في حي أردوين شمال العاصمة الأيرلندية بلفاست تستحضر حكمة الفلاسفة اليونانيين القدماء لاستعادة الأمل والسلام في قلب مجتمع محطّم عقب حرب أهلية وانقسام طائفي.

كما منحت لجنة التحكيم تنويهاً بفيلم "ميت حي" للمخرجة التونسية ليلى الشايبي، من إنتاج فرنسا وقطر وتونس، ويتحدث عن شخص نام عند جانب القبر، ولم يغادر المقبرة على مدى 40 عاماً، على تلال الجلاز في تونس، حيث أقام منزله، كان يراقب الموتى ويراقب الأحياء، بحثًا عن الحب والحرية.

ومُنحت ريشة كرامة لأفضل فيلم روائي طويل للفيلم "بوتكس" من كندا-إيران للمخرج كاوه مظاهري، وفيه قصة إكرام وأزار وهما شقيقتان تكذبان بشأن اختفاء شقيقهما بإخبار الجميع أنه هرب إلى ألمانيا. لكن مع مرور الوقت تتحول الكذبة إلى حقيقة في ذهن إكرام، فتعتقد أن شقيقها سيعود.

وسبق حفل توزيع جوائز الدورة الثالثة عشرة من مهرجان عرض فيلم "شد الحبل – الثوار" من تنزانيا للمخرج أميل شيفجي، ويدور حول قصة حب تدور في السنوات الأخيرة لوقوع زنجبار تحت الاستعمار البريطاني.

وتبعه عرض الفيلم الفرنسي "دموع نهر السين" الذي يتحدث عن أحداث عام 1961، ونزول العمال الجزائريين إلى الشوارع للتظاهر ضد حظر التجول الذي فرضته سلطات الاستعمار الفرنسي.

ولم تقتصر عروض المهرجان على مسرح المركز الثقافي الملكي، بل كانت هناك عروض خارجية في مناطق خارج العاصمة، بالإضافة إلى عروض المدارس ضمن برنامج التواصل المجتمعي.

وعرف المهرجان مجموعة من الفعاليات المواكبة التي سلطت الضوء على التحولات في حقوق الإنسان ومجالات التعبير التي تعرضت للأذى حول العالم، خصوصاً إبان جائحة كوفيد-19 والتضييقات التي تواصلت وتمثل بداية حقبة جديدة لم يجر اكتشافها بعد. وكان بين الفعاليات حضور شبابي في ملتقى سنوي وطرح بين مواضيعه هذا العام "التغير المناخي والاضطرابات المجتمعية".

كما بحث الاجتماع المقام سنوياً تحت عنوان "لازمنا اجتماع" موضوع "السينما المستقلة... نحو منصات جديدة"، شارك فيه صناع أفلام وصحافيون ومنتجون ومديرو مهرجانات سينمائية.

المساهمون