مهارة وزير الخارجية الأميركي في عزف الغيتار تبهر مستخدمي "إكس"

مهارة وزير الخارجية الأميركي في عزف الغيتار تبهر مستخدمي "إكس"

03 أكتوبر 2023
قدم بلينكن فقرة موسيقية خلال فعاليات نظمتها وزارته (ماندل نيان/ فرانس برس)
+ الخط -

في العادة يؤدّي انتشار مقطع لمسؤول حكومي كبير وهو يغني على وسائل التواصل الاجتماعي إلى فضيحةٍ من نوعٍ ما، لكن الأمر اختلف مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي أثار عزفه على الغيتار إعجاب المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وكان بلينكن قد أطل الأربعاء في فقرة موسيقية ضمن فعاليات "دبلوماسية الموسيقى" التي أقامتها وزارة الخارجية، وشارك مع فرقة في عزف أغنية مادي ووترز "هوشي كوشي مان".

وخلال أيّام قليلة بعد نشر الفيديو على موقع إكس ("تويتر" سابقاً) تجاوز عدد مشاهدته 8 ملايين، وحظي بالكثير من التعليقات الإيجابية، مع بعض التعليقات الانتقادية التي دعته "للتركيز على وظيفته".

وفي مقابلة سابقة مع مجلة "رولينغ ستون"، كشف وزير الخارجية عن أنّ الموسيقى شغفه الأكبر خارج عالم السياسة، لافتاً إلى أن سماع عزف والديه لأغنية "إيه هارد دايز نايت" لفرقة البيتلز عندما كان طفلاً غيّر حياته وجعله محباً للموسيقى.

أمّا عازف الغيتار المفضّل بالنسبة إليه، فهو إريك كلابتون، إلى حدٍّ دفعه إلى مشاهدة 75 حفلاً للموسيقي البريطاني. أسلوب كلابتون المليء بالحيوية وأداؤه أغنيات لفنانين آخرين، سمحا له بالتعرف إلى العديد من عظماء موسيقى البلوز، مثل بي بي كينغ وأوتيس راش ولوثر أليسون.

في فترة شبابه، انضم بلينكن إلى عدد من الفرق، وكان يملك ما لا يقل عن 6 آلات غيتار. لاحقاً، نشر 3 مقطوعات عبر منصة "سبوتيفاي"، تحت اسم أبلينكن (Ablinken)، وحقّقت حتّى اليوم قرابة 150 ألف استماع.

وذكر بلينكن أنّه سجّل ونشر هذه الأغاني بين العامين 2018 و2020، خلال الفترة التي قضاها خارج العمل الحكومي. وقال، في حديث مع "نيويورك تايمز": "لم يكن لدي أي فكرة عمّا إذا كنت سأحصل على فرصة أخرى في الحكومة أو الوظيفة العامة".

وظهرت هذه الأغاني التي يصنفها الوزير في فئة الـ"وونك روك" أكثر من مرةٍ خلال حياة بلينكن الرسمية، وحين بثتها محطة إذاعية فنلندية بالتزامن مع زيارته لهلسنكي في يونيو/حزيران الماضي لإلقاء خطاب حول الحرب في أوكرانيا.

وكانت فرقة بلينكن السابقة "كاش بار ودينغ" مكوّنةً من كاتب خطابات سابق لنائب الرئيس آل غور، وإيلي آتي، وجاي كارني، المتحدث باسم جو بايدن عندما كان نائباً للرئيس.

وفي مقابلة مع "نيويورك تايمز"، وصف كارني الفرقة بأنها كانت "ذريعة للتسكع والتحدث عن الموسيقى"، لكنّهم في الحقيقة قاموا برحلات منتظمة للعزف في مدن مثل نيو أورليانز، وكذلك لحجز استوديو ليوم واحد من أجل تسجيل أغانيهم. كذلك أشار إلى أن بليكن "عازف غيتار وكاتب أغانٍ جيد".

ومن الواضح أن شهرة بلينكن كمحبٍّ للموسيقى وصلت إلى القادة والدبلوماسيين الأجانب، إذ قدم على الأقل ثمانية منهم لوزير الخارجية هدايا من آلات الغيتار وملحقاتها، كان من أبرزها الغيتار الذي قدمه وزير الخارجية الصيني، تشين جانغ.

وفي إحدى المقابلات، أشار وزير الخارجية الأميركي إلى العلاقة الخاصة التي تربطه بوزير الخارجية الياباني السابق، يوشيماسا هاياشي، لكونه عازف بيانو ماهراً وعازف غيتار وعاشقاً لفرقة البيتلز. وقال الوزير الأميركي: "شعرنا برابط فوري وصرنا أصدقاء بسبب الموسيقى".

في إبريل/ نيسان، استضاف هاياشي اجتماعاً لوزراء خارجية مجموعة السبعة في هيروشيما باليابان. وعندما اجتمع الوزراء في إحدى الأمسيات بعد انتهاء الأعمال الرسمية، عزف بلينكن مع صديقه الياباني على الغيتار، فيما رافقهم باقي الوزراء بالغناء. لاحقاً علّق الوزير الأميركي بالقول: "إنه أمر رائع أن ننسى ثقل العالم لبضع ساعات ونجتمع معاً كأصدقاء لديهم شغف مشترك بالموسيقى".

ولفت بلينكن إلى أنّ الولايات المتحدة استخدمت الموسيقى كأداة دبلوماسية لعقود من الزمن، خصوصاً في فترة المنافسة مع الاتحاد السوفييتي على النفوذ العالمي. وخلال خمسينيات من القرن الماضي، قامت وزارة الخارجية برعاية جولات خارجية لموسيقيي الجاز مثل ديزي غيليسبي وكوينسي جونز ولويس أرمسترونغ وإيلا فيتزجيرالد.

وبالنسبة إلى وزير الخارجية الأميركي، "الموسيقى أقوى رابط بين الناس، إنها تتجاوز تقريباً أي نوع من الحواجز التي يمكنك التفكير فيها".

المساهمون