من هو "الإنسان الأسعد في العالم"؟

19 اغسطس 2023
ماتيو ريكارد راهب بوذي فرنسي يعيش في دير نيبالي (ديف كوتينسكي/Getty)
+ الخط -

ماتيو ريكارد راهب بوذي فرنسي يعيش في دير نيبالي. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وجد باحثون في جامعة ويسكونسن أن دماغ ريكارد أنتج موجات غاما التي ارتبطت بالتعلم والانتباه والذاكرة، بمستويات عالية، لدرجة أن وسائل الإعلام أطلقت عليه لقب "الإنسان الأسعد في العالم".

وريكارد حاصل على درجة الدكتوراه في علم الوراثة الخلوية، ومؤلف كتب حققت مبيعات عالمية، ونال وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي.

ذات مرة سُئل في حدث سنوي يقام في الهند ويجمع مفكرين بارزين من مجموعة متنوعة من المجالات: "هل يمكنك أن تعطينا ثلاثة أسرار للسعادة"؟ وكان جوابه: "أولاً، ليس هناك سر. ثانياً، ليس هناك ثلاث نقاط فقط. ثالثاً، يستغرق الأمر حياة كاملة، لكنه أكثر شيء يستحق القيام به". وأضاف: "يسعدني أن أشعر أنني على الطريق الصحيح. لا أستطيع أن أتخيل الشعور بالكراهية أو الرغبة في معاناة شخص ما".

ويسخر من وصفه بـ"الإنسان الأسعد في العالم"، ويقول: "لا يمكننا معرفة مستوى السعادة من خلال علم الأعصاب. إنه عنوان جيد يستخدمه الصحافيون. لا يمكنني التخلص منه. ربما على قبري سيُكتب: هنا يرقد الشخص الأسعد في العالم'".

ومع ذلك، يشرح قائلاً: "أنا أستمتع بكل لحظة في الحياة، لكن بالطبع هناك لحظات حزن شديد، خاصة عندما ترى الكثير من المعاناة. لكن هذا يجب أن يوقظ تعاطفك". ويوضح أن السعادة ليست "أن تقفز طوال الوقت من الفرح"، بل "مثل خط الأساس الخاص بك. إنه المكان الذي تعود إليه بعد الصعود والهبوط، بعد الفرح والأحزان".

ويرى أن الإنسان يمكنه أن يغيّر ما يحسّ به بإرادته، فـ"العواطف مثلها مثل أي سمة من سمات مشهدنا العقلي: يمكن أن تتغير. يمكننا أن نصبح أكثر دراية بعملياتها، يمكننا اللحاق بها مبكراً. يبدو الأمر كما لو رأيت نشالاً في الغرفة فتقول: آها، كن حذراً". ويضيف: "كل شيء يخبرك أنه يمكننا التغيير". ويقول: "السعادة مهارة. يمكن أن تكون أعمق وأكثر حضوراً في المشهد العقلي الخاص بك. نحن نتعامل مع أذهاننا من الصباح إلى المساء، لكننا لا نولي اهتماماً كبيراً لتحسين الطريقة التي نترجم بها الظروف الخارجية إلى سعادة أو بؤس. وهو أمر بالغ الأهمية، لأن هذا هو ما يحدد تجربتنا اليومية في العالم".

ولتقوية الإحساس بالسعادة الداخلية ينصح بالتمرين التالي: عندما تكون في لحظة حب غير مشروط، مثل التواجد مع طفل مثلاً، هذا يملأ أذهاننا بالشعور بالتعاطف الجميل لمدة 30 ثانية، ربما دقيقة، ثم فجأة يذهب. الفرق الوحيد الآن هو تنمية هذا الشعور.

ويضيف: "اجعله (هذا الشعور) يبقى لفترة أطول قليلاً. حاول أن تكون صامتاً ساكناً معه لمدة 10 دقائق و20 دقيقة. إذا اختفى، حاول إعادته. امنحه الحيوية والحضور. إذا قمت بذلك لمدة 20 دقيقة يومياً، ولو لمدة ثلاثة أسابيع، فسيؤدي ذلك إلى حدوث تغيير.

المساهمون