من هما الصحافيان الفائزان بجائزة نوبل للسلام ماريا ريسا ودميتري موراتوف؟

10 ديسمبر 2021
دميتري موراتوف وماريا ريسا خلال الحفل اليوم (أود أدرسون/فرانس برس)
+ الخط -

تسلّم صحافيان من الفيليبين وروسيا جائزة "نوبل للسلام"، اليوم الجمعة، في احتفال أقيم في أوسلو، "لجهودهما في حماية حرية التعبير".

يقود الصحافيان في بلديهما معارك يوميّة للقيام بعملهما، تتخلّلها تهديدات متعددة، فمن هما ماريا ريسّا ودميتري موراتوف؟

ماريا ريسّا

ماريا ريسا هي مشاركة في تأسيس موقع "رابلر" الإخباري عام 2012، ومعرّضة للسجن. أصبحت الفيليبينية ماريا ريسّا رمزاً للنضال في سبيل حريّة الصحافة في بلدها، إذ أدت مواقفها المعارضة للرئيس رودريغو دوتيرتي الذي تدين خصوصا حربه على المخدرات، إلى توقيفها مرتين وإطلاق 7 ملاحقات ضدها بتهمة التشهير أو التهرب الضريبي وسيلاً من التهديدات. وهي قيد الإفراج المشروط حالياً بانتظار قرار استئناف بعد إدانتها بتهمة التشهير. وقد لجأت إلى أربع محاكم لتتمكن من السفر لتسلم جائزتها شخصياً قبل أن يُسمح لها بذلك الإثنين.

الصحافية البالغة 58 عاماً بدأت عملها كمراسلة صحافية في 1986 وعملت في العديد من البلدان حول العالم، وأصيبت بالرصاص وتعرضت للتهديد.

المديرة السابقة لمكتب "سي أن أن" في مانيلا وجاكرتا، تخصصت في تغطية الإرهاب وتتبعت الروابط بين الشبكات الدولية مثل القاعدة وناشطي جنوب شرق آسيا. وعادت خريجة جامعة برينستن في وقت لاحق إلى الفيليبين حيث تولت منصب مديرة الأخبار في المجموعة الإعلامية الفيليبينة الكبيرة "إيه بي إس-سي بي إن" التي دخلت أيضًا في صدام مع إدارة دوتيرتي.

وقد اختارتها مجلة "تايم" مع صحافيين آخرين شخصية العام 2018، تكريماً لعملها المدافع عن حرية الصحافة. 

وهي حائزة جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) لحرية الصحافة في نيسان/إبريل الماضي.

وقالت ريسّا في مقابلة أذاعها موقع رابلر الإخباري ونقلتها "فرانس برس": "إنه أفضل عصر للعمل في الصحافة"، لكن "في هذه الفترات الأكثر خطورة هو الأكثر أهمية".

دميتري موراتوف

دميتري موراتوف هو رئيس تحرير صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المستقلة، ويأتي فوزه في مناخ من التهديدات ضدّ الصحافة المستقلة والمجتمع المدني في بلاده.

ولد الصحافي عام 1961 في مدينة كويبيتشيف التي غير اسمها إلى سمارا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وهو اكتشف شغفه بالصحافة باكرًا مع عمله كصحافي مستقل مع عدة منشورات محلية خلال دراسة فقه اللغة الروسية في جامعة كويبيتشيف، بحسب "فرانس برس".

وبعدما شحذ خبرته في صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الشعبية، شارك في عام 1993 في تأسيس "نوفايا غازيتا" بدعم مالي من آخر زعماء الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيف الذي نال جائزة نوبل للسلام عام 1990.

وتحت إشراف موراتوف الذي يديرها بشكل شبه متواصل منذ 1995، سجلت الصحيفة السبق الصحافي تلو الآخر. إذ تتناول الصحيفة كل المواضيع الحساسة من فساد وقضايا تطاول أوساط الحكم، حتى تلك التي باتت مع وصول بوتين إلى السلطة في 2000، محرمة على وسائل الإعلام الأخرى مثل الحرب في الشيشان.

وتستمر الصحيفة التي باتت تصدر ثلاثة أيام في الأسبوع، بحسب "فرانس برس"، في نشر مقالات استقصائية طويلة تعتمد لهجة لاذعة حول مرتزقة مجموعة فاغنر أو قمع المثليين جنسيا في الشيشان. وقد دفعت الصحيفة ثمن التزامها هذا باهظا فقد اغتيل ستة من صحافييها أو المساهمين فيها منذ تأسيسها في عام 1993.

وكان أبرز هؤلاء آنا بوليتوفسكايا التي كانت معروفة بانتقادها لحرب الكرملين الدامية في الشيشان، وقد اغتيلت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2006 في مدخل المبنى الذي تقطنه. ولم تعرف حتى الآن هوية الأطراف التي تقف وراء عملية الاغتيال هذه.

أهدى موراتوف جائزته إلى صحيفة نوفايا غازيتا التي يترأس تحريرها، وإلى العاملين فيها "الذين سقطوا وهم يدافعون عن حق الناس في حرية التعبير". وموراتوف معروف بتواضعه إذ أعلن أن نافالني يستحق جائزة نوبل للسلام التي منحت إليه.

المساهمون