من عتمة السجن إلى أضواء المسرح... تجربة فريدة لتونسيين

10 ديسمبر 2021
تجربة مسرح السجون يخوضها عديد الفنانين في تونس (ياسين قايدي/الأناضول)
+ الخط -

المسرح أبو الفنون لكنه بلمسة فنية قد يتحول أيضاً إلى معنى للحياة وشريان يتدفق بالأمل لبعض المساجين التونسيين، إذ تحولوا إلى ممثلين مسرحيين تحت الأضواء.

تجربة مسرح السجون يخوضها عديد الفنانين في تونس، ومنهم المخرج المسرحي كريم المناعي الذي اختار إلى جانب عمله الإبداعي في فرق مسرحية، إخراج أعمال مسرحية أبطالها من المساجين. 

يؤكد كريم المناعي في لقائه بـ "العربي الجديد"، أن تجربة العمل المسرحي مع المساجين من أبرز أعماله الفنية، حيث قام بإخراج ثلاث مسرحيات هي "كلستروفوبي" و"خرطجن"، وآخرها مسرحية "تقرجيعة" التي تشارك في المسابقة الرسمية لمسرح السجون، في الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية التي تحتضنها تونس في الفترة الممتدة من 4 إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ويتوقع أن تفوز يوم السبت موعد اختتام المهرجان بالجائزة الأولى.

"تقرجيعة" ليست المسرحية الوحيدة من إنتاج الفرق المسرحية بالسجون التونسية المشاركة في "أيام قرطاج المسرحية"، إذ تشارك في الدورة 14 مسرحية منها مسرحية "وهم" لسجناء السجن المدني بالمرناقية، و"زنزانة" لسجناء السجن المدني ببرج الرومي، و"صندوق الحكايات" لسجينات السجن المدني بمنوبة، و"غربة" لسجينات سجن المسعدين، و"ثلاث حبات" لمودعي مركز إصلاح الأطفال بسيدي الهاني، و"خرّف" إنتاج السجن المدني ببرج العامري.

مسرحية "تقرجيعة" عن نص لأحد المساجين. ويقول المخرج كريم المناعي  "للمسرح قدرة هائلة على إعادة إدماج المساجين فى النسيج المجتمعي ويمنح المساجين فسحة أمل جديدة لبناء حياة أخرى". ويضيف "العمل مع المساجين وفي فرقة السجن المدني بالسرس فى الشمال الغربي التونسي جعلني أكتشف القدرات الفنية المميزة لبعض المساجين كما أن هذه الأعمال هي رسالة للمتلقي بأن المسجون ليس بذلك الشخص المنبوذ بل هو شخص أخطأ ويمكن إعادة إدماجه".

في أحد مشاهد عمل "تقرجيعة"، ووفقاً للتصور البراشتي (نسبة إلى المسرحي الألماني برتولت بريشت)، يخرج أحد الممثلين من المساجين من الجمهور أين كان يجلس كمواطن عادي في قاعة العرض ليؤدي دوره، وهي رسالة يقول عنها كريم المناعي "أردنا من خلالها أن نبين للمشاهدين بأن الجالس بجانبك كنت تنظر إليه كمواطن عادي، لكنه حقيقة هو سجين، وبالتالي فالتوصيف "شرير ومجرم" لا يتعلق بشخص المسجون بل بتصورنا الخاطئ للمساجين، فهم أشخاص عاديون لكن قد تكون عوامل عديدة دفعتهم لارتكاب جرم ما".

المخرج كريم المناعي يعتبر أنّ "مسرح السجون هو عملية تطهير نفسي للمساجين والمتلقين على حدّ السواء، فهو يساعد المسجون على الاندماج من جديد فى المجتمع، كما أنه يساعد هذا المجتمع على تغيير الصورة النمطية التى يحملها للمسجون ذلك الشرير بينما هو إنسان مثله مثل بقية البشر".

المساهمون