منع البرامج السياسية في تونس: هذا ما حصل في التلفزيون الرسمي

28 يوليو 2021
وزارة الدفاع: دور العسكريين الموجودين في مقر التلفزيون حراسة المقر (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

في خطوة هي الأولى من نوعها في تونس، منع الجيش التونسي مساء اليوم الأربعاء كلاً من نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين أميرة محمد، ونائب الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي، من الدخول إلى مبنى التلفزيون التونسي، علماً أن محمد والطريفي كانا يستعدان للمشاركة في برنامج تلفزيوني سياسي بعنوان "تونس ما بعد 25".

وبعد ضغوط من أعضاء النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، سمح الجيش ــ الذي ينتشر حول مبنى التلفزيون ــ للضيفين بدخول المبنى وبث البرنامج بشكل مباشر بعد تأخر دام ساعة ونصف الساعة. وقد أكدت أميرة محمد أنها اتصلت برئاسة الجمهورية للتأكد من أن القرار لم يصدر عنها.

وبعد لخبطة كبيرة استقبل المدير العام للتلفزيون التونسي محمد الأسعد الداهش، الضيفين، وأكّد لهما، وفق ما صرّح به بسام الطريفي مباشرة على الهواء، أن عميداً في الجيش طلب منه عدم استضافة ضيوف في برامج سياسية وقد امتثل للأمر.

أميرة محمد أكدت في البرنامج أن لخبطة كبيرة يعيشها التلفزيون التونسي، وأنه لولا معارضة وإصرار معدي برنامج "تونس ما بعد 25" والعاملين في التلفزيون الرسمي، لتمّ إلغاء البرنامج. وطالبت باحترام حرية الصحافة واحترام الضمانات التي قدمها الرئيس التونسي قيس سعيّد بعدم المسّ بالحريات. وأضافت أن هناك فشلاً في تسيير المؤسسات العمومية الرسمية التونسية تحديداً الإذاعة، والتلفزيون، ووكالة تونس أفريقيا للأنباء، إذ تعيش كلها وضعاً مأساوياً نتيجة ضعف المسؤولين في هذه المؤسسات وعدم امتلاكهم لشجاعة تغيير الواقع.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

واعتبر بسام الطريفي أن ما حصل مساء اليوم دقٌّ لناقوس الخطر واعتداء غير مقبول على حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، مبيناً أنّه سيدافع الجميع عن هذه الحرية، ولن يفرّطوا فيها، مضيفاً: "مع التعددية الإعلامية ومنح كل الأطراف الحق في التعبير عن آرائها".

من جانبه، أطلّ في البرنامج الملحق في رئاسة الجمهورية التونسية، وليد الحجام، مؤكداً أنه لا مجال للاعتداء على حرية الصحافة والرأي والتعبير، وأن الرئاسة لم تصدر أي قرار بمنع أي طرف من دخول مقر التلفزيون التونسي للمشاركة في برنامج سياسي تلفزيوني.

كما شهد البرنامج نفسه مداخلة من الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع محمد بن زكري، الذي فنّد ما ذكره مدير عام التلفزيون التونسي، مؤكدا أن دور العسكريين الموجودين في مقر التلفزيون هو حراسة المقر ولا دخل لهم في عملية منع أي ضيف من الدخول أو الخروج من المبنى.

يذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيّد كان قد تعهد لدى استقباله أول من أمس الإثنين نقيب الصحافيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي، بـ"احترام حرية الصحافة والحريات العامة والخاصة". لكن بعض الأطراف تشكك في هذا التعهد، خصوصاً أن الرئيس التونسي سبق له أن عبّر عن امتعاضه من الإعلام التونسي في أكثر من مناسبة كما أحال ملفات بعض المدونين للقضاء العسكري بتهمة الإساءة لرئيس الدولة. 

المساهمون