تختتم، اليوم الإثنين، فعاليات "منتدى مصر للإعلام"، الذي عقد بحضور عدد كبير من الصحافيين المصريين، الذين شاركوا في جلسات ومناقشات جرت على مدار يومين في أحد أرقى فنادق القاهرة.
وعلى الرغم من أنّ المسؤولين عن المنتدى أعلنوا أنّ الهدف من ورائه وضع خريطة طريق لما وصفوه بـ"إعلام المستقبل"، وأن يكون "مرجعاً مهنياً لكل أبناء المهنة"، وفي الوقت الذي عقدت فيه جلسات بعينها تحت عنوان "سر النجاح في الصحافة يكمن في الاستقلالية"، إلّا أنّ أحداً من المشاركين، ومن بينهم صحافيون مخضرمون، لم يتطرق إلى الجهة التي تقف وراء تنظيم هذا المنتدى، ولم يستغرب سماح النظام بعقده في الوقت الذي يحظر فيه على أي جهة تنظيم مثل هذه فعاليات.
وقال الصحافي إبراهيم عيسى، الذي شارك في إحدى الجلسات، إنّ "منتدى مصر للإعلام دليل على حيوية وقوة وحياة المهنة".
وتحتلّ مصر المركز 168 في المؤشر السنوي لحرية الصحافة العالمي لعام 2022، والذي يقيّم حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً، وتصدره منظمة مراسلون بلا حدود.
وكانت نهى النحاس قد دشّنت، مساء أمس الأحد، النسخة الأولى من "منتدى مصر للإعلام"، ووصفته بأنّه "منصة للمشاركة والاشتباك في قضايا صناعة الإعلام". وقالت إنّ "المؤسسات الإعلامية تعاني من انخفاض مصادر التمويل وارتفاع تكلفة تدريب الكوادر".
وعملت نهى النحاس مستشارة إعلامية لـ"منتدى شباب العالم"، الذي كان يقام سنوياً في شرم الشيخ تحت إشراف رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وكان اسمها وصورتها بارزين على لائحة مجلس إدارة المنتدى.
كذلك، شغلت نحاس في الوقت عينه منصب مديرة النادي الإعلامي التابع للمعهد المصري الدنماركي للحوار، الذي قام بتنظيم النسخة الأولى من "منتدى مصر للإعلام"، عام 2018، تحت عنوان "عصر ما بعد المعلومات"، بحضور 1000 صحافي، وفي العام التالي، نُظّمت نسخته الثانية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني تحت عنوان "الصحافة الجيدة: المحتوى والممارسات ونماذج الأعمال".
واستخدمت المسؤولة عن تنظيم المنتدى هذا العام في "نسخته الأولى" الاسم نفسه الذي كانت تستخدمه عند تنظيم المنتدى من قبل "النادي الإعلامي الدنماركي"، وهو "منتدى مصر للإعلام". فلماذا حدث ذلك الفصل؟
نجحت النحاس من خلال عملها مع السفارة الدنماركية في بناء شبكة علاقات واسعة مع صحافيين مصريين، بينهم معارضون. وفي ظل تشابك الأدوار التي لعبتها النحاس بين النادي الإعلامي في المعهد الدنماركي وبين علاقاتها بالنظام وأجهزته، خسرت في النهاية عملها في إدارة النادي، بعدما اتهمها صحافيون مصريون باستغلال موقعها في خدمة أهداف سياسية.
سريعاً، أسست النحاس شركة باسم "أن 30 ديغري للاستشارات الاستراتيجية"، وبدأت بتنظيم ورش عمل بإشراف من وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، كما قامت بإطلاق "منتدى مصر للإعلام" في ثوبه الجديد بنفس الطريقة القديمة، وهي استغلال علاقاتها بصحافيين من المحسوبين على المعارضة في تجميل وجه الحدث، الذي حظي برعاية إعلامية واسعة من خلال تغطيات على قنوات المخابرات العامة، مثل "القاهرة الإخبارية" و"دي إم سي"، ورعاية قنوات ومواقع إماراتية مثل "سكاي نيوز" و"العين".
وكان اللافت في معظم الفعاليات التي تنظمها نهى النحاس هو الاستعانة بوجوه محسوبة بشكل أو بآخر على المعارضة، مثل رئيس حزب الدستور السابق الصحافي خالد داود، وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد سعد عبد الحفيظ، والصحافي والمذيع إبراهيم عيسى، الذين ظهروا قبل ذلك في فيلم "القرار - قرار شعب"، الذي حاول تصوير الانقلاب، الذي حصل في 30 يونيو/ حزيران 2013، كما لو أنه ثورة توازي في أهميتها وشعبيتها ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 في مصر.
وشاركت المديرة السابقة للنادي الإعلامي في المعهد الدنماركي التابع لسفارة الدنمارك في القاهرة، نهى النحاس، في الإعداد لهذا الفيلم، حيث اقترحت الاستعانة بشخصيات محسوبة، بدرجة أو بأخرى، على ثورة 25 يناير، وذلك لإضفاء الطابع الثوري والشعبي على الانقلاب.
وجاء في تعريف "منتدى مصر للإعلام" على موقعه الرسمي أنّه "منتدى سنوي ومنصة دولية للتنمية والتطوير الإعلامي، ينطلق ويعقد بالقاهرة، لدعم المعرفة المتطورة في مجال الإعلام وسياساته وبناء القدرات والكوادر المؤهلة، كما يعمل على تطوير بيئة العمل الإعلامي في مصر والمنطقة".
وذكر الموقع أنّ المنتدى "يستمر طوال العام كمنبر دولي للتنمية، ممثّلاً في منتجاته المستدامة الهادفة لتطوير الأدوات الإعلامية، وتشمل وحدة تدريبات صحافية، ومنصة رقمية لنشر معرفة متقدمة ودراسات معمقة في عالم الصحافة والإعلام، وتشكيل روابط مهنية للصحافة الجيدة"، مع الإشارة إلى أنه مملوك لشركة "أن 30 ديغري للاستشارات الاستراتيجية".