ملصقات وفوتوغرافيا... غزة في صور وحكايات أخرى

12 يناير 2024
تحمل الحملة الإبداعية عنوان Unmute Gaza (فيسبوك)
+ الخط -

تعمل حركة دولية لفن الشارع على جذب الانتباه إلى الخسائر المدمرة للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وذلك من خلال تحويل مشاهد التقطها المصورون الصحافيون إلى ملصقات لافتة ومعبّرة.

تحمل الحملة الإبداعية عنوان Unmute Gaza، وتعيد تشكيل الصور الفوتوغرافية للصحافيين بلال خالد، ومحمود بسام، وسامح نضال رحمي، وساهر الغرة، إلى ملصقات من خلال إضافة لمسات فنانين تشكيليين، مثل شيبرد فيري، وباسترديلا، وإسسيف.

وتوضح مجلة هايبراليرجيك الفنية أن ما يوحد هذه الملصقات هو رمز الصوت الصامت البارز في وسطها، في تركيز لهذه الأعمال الفنية على إسكات الصحافيين، الذين منعتهم إسرائيل من دخول المنطقة لتغطية الأحداث من الأرض وقتل الصحافيين الفلسطينيين داخلها.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 115 صحافياً آخرهم محمد جمال صبحي الثلاثيني وأحمد بدير وحمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا وعلي سالم أبو عجوة وعبد الله إياد بريص، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي.

وتوصف المبادرة بأنها "جسر بين الفنانين والمصورين الصحافيين الذين يغطون تقارير تتناول قطاع غزة والناس في الشوارع". تسمح المبادرة بتحميل وطباعة ملصقات الحملة، المتوفرة مجاناً عبر الموقع الإلكتروني unmutegaza.com.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Unmute Gaza (@unmutegaza)

بدأت الحركة في نوفمبر/تشرين الثاني بتظاهرة نظّمها عمّال ثقافيون مجهولون في متحف غوغنهايم في مدينة نيويورك الأميركية، ما دفع موظفي المتحف إلى إغلاقه مؤقتاً. ومنذ هذا الإجراء الأولي، انتشرت الحملة في 74 مدينة على الأقل في 28 دولة حول العالم، وفقاً لمنظمي الحملة.

وإحدى المطبوعات الأكثر تنزيلاً من قاعدة بيانات الحملة، هي عمل لشيبرد فيري استناداً إلى صورة التقطها بلال خالد في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني. يُظهر الملصق باللونين الأسود والأصفر طفلاً فلسطينياً ملطخاً بالدماء، ويعاني من الألم مع تعليق "هل يمكنكم سماعنا؟". وتُظهر الأعمال الفنية الأخرى البنية التحتية المدمرة في غزة، وآباء فلسطينيين حزنوا على جثامين أطفالهم الشهداء، وحمامة بيضاء رمزية. لجأ معظم الفنانين في تعديل تلك الصور، إلى الألوان الرمادية والسوداء والبيضاء، ففي كثير منها نرى رجالاً ونساءً يصرخون على ما حلّ بأبنائهم، ونرى أطفالاً يحدّقون في الكاميرات بوجوه مُدماة، ورؤوس ملفوفة بالضمادات.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Unmute Gaza (@unmutegaza)

كثير من هذه الصور لا يُتاح للجمهور بجودة عالية، بحكم حقوق ملكيتها لوكالات التصوير التي يعمل بها الفوتوغرافيون أصحاب تلك اللقطات. هكذا، بتعديل الفنانين لتلك الصور، وإضفاء بعد فني عليها، تغدو متاحةً للجميع على شكل أعمال فنية، تتجاوز الحيز الفوتوغرافي، لتصبح أيقونات، ولقطات مهمّة تعبّر بعمق عما يتعرّض له الفلسطينيون في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

يقول بيان في بداية مقطع فيديو يوثق للحملة: "حكومات غربية عدة متواطئة في هذه الإبادة الجماعية... صمتهم مؤلم". ويُظهر الفيديو متظاهرين في دول حول العالم يرفعون لافتات من على أسطح المنازل، ويحملون الملصقات احتجاجاً على فلسطين، ويلصقون الأعمال الفنية في الأماكن العامة مثل محطات مترو الأنفاق ومحطات الحافلات. 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Unmute Gaza (@unmutegaza)

في حملة أخرى أطلقتها رسامة الكاريكاتير والكوميكس الإيطالية، فرانشيسكا غيرماندي، وشارك فيها أكثر من 100 إيطالي حتى الآن، نرى الأيقونة الفلسطينية الشهيرة، حنظلة، التي تمثّل إمضاء الفنان الفلسطيني الشهيد العلي، مُحاطاً بشخصيات كاريكاتيرية تمثّل، بدورها، إمضاءً لفنانين إيطاليين، وقد جعلوا شخصياتهم هذه تدير ظهرها إلى العالم أيضاً، كما هو حنظلة.

اقترحت غيرماندي، في دعوتها المفتوحة لرسامي الكوميكس والكاريكاتير، أن يعيدوا رسم شخصياتهم وهي تدير ظهرها، من دون إضافة أي رموز أخرى تُحدّدها في مكان أو بلد معين، لتكون تعبيراً عن تضامن مع الشعب الفلسطيني، ومطالبة بوقف إطلاق النار.

توفر الحملة ملصقين يتضمنان جميع الشخصيات التي أنجزها رسامو الكاريكاتير، ويتوسطها حنظلة. وكل هذه الشخصيات تدير ظهرها لنا، على أن تلتفت إلينا ثانيةً بعد أن يُوقف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة.

نجوم وفن
التحديثات الحية

هذه ليست المرة الأولى التي يقترح فيها فنان كوميكس إيطالي التضامن مع الشعب الفلسطيني. ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قرر رسام الكاريكاتير الشهير، المعروف بـZerocalcare الانسحاب من شركة Lucca Comics and Games بسبب رعاية السفارة الإسرائيلية. وقال في تصريح له: "لسوء الحظ، فإن رعاية السفارة الإسرائيلية لشركة Lucca Comics تمثل مشكلة بالنسبة لي".

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواصل فنان الشارع الإيطالي، إدواردو كاستالدو (Eduardo Castaldo)، العبث في إعلانات الشوارع في مدينة نابولي. أحد أشهر أعماله، تشويهه لإعلان لشركة "نايكي" للألبسة الرياضية، محولاً إياه إلى مُلصق يحتفي بصمود المقاومة الفلسطينية. في الملصق، تحول لاعب كرة السلة الذي يظهر في الإعلان إلى مُقاوم يتلفح بالكوفية الفلسطينية، فيما استبدلت كرة السلة التي كانت في يديه بقنبلة مولوتوف، مع عبارة "نايكي" الشهيرة؛ Just Do It، لتبدو كأنها حثّ على المقاومة بدلاً من الدعوة إلى شراء واستهلاك منتجات الشركة الأميركية.

المساهمون